ما وراء الحضارة

 clip_image002_297ac.jpg

بات في الآونة الأخيرة مركز الإثراء عسفيا مركزاً ثقافياً تربوياً وصرحاً لتثقيف مسني القرية، وتحت رعاية جمعية مسني الكرمل، قدم السيد رافع حلبي يوم الجمعة الأخير (28.2.2020) محاضرة بعنوان: ما وراء الحضارة, شملت شرحاً وافياً عن تطورات العصر التقنية على جميع الأصعدة, وما سيواجه الإنسان من تقنيات في الثورة الفكرية الصناعية الخامسة, وأشار السيد رافع لقضية اندماج الطائفة المعروفية الدرزية بهذه الحضارة الجديدة وتطورات العصر, وكيف يمكن دخولها كطائفة صغيرة في مجتمع عالمي كبير لعالم المستقبل في ظل استمرار المحافظة على خصوصيتها وذاتها من دون الإساءة لمنظومتها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها.

تحدث السيد رافع في محاضرته : " عالمنا مر في الأربع مئة عام الأخيرة بأربع ثورات فكرية علمية وصناعية, ونحن الآن على عتبة الثورة الخامسة, وهذا المستقبل الذي يدخلنا إلى عالم التقنية العالية المطورة سيغير وبسرعة البرق الكثير من الأمور الهامة في المجتمع العالمي ومن الطبيعي ستتأثر طائفتنا التوحيدية الدرزية بهذه التطورات, وربما هذه التطورات قد تدفع بأخطار كثيرة نحو عالمنا البشري البسيط, وستكون هذه الأمور أخطر بكثير من الأفكار التطرفية الدينية في الحركات والتنظيمات المتطرفة دينياً والتي جلبت على مدار قرون من الزمن دماراً على عالمنا والبشرية جمعاء, وعلى الإنسان تقوية ميزة التكيُّف السريع لتلبية المتطلبات الجديدة لسوق العمل مثلاً, حيث الوظائف المتعددة تتطلب قابلية أكبر للتعلم والتواصل وتأدية مهام متعددة فطوفان الثورة الصناعية الرقمية يلوح في الأفق وبات على الأبواب, آملاً أن لا يضر هذا المستقبل التكنولوجي التقني المتطور بطائفتنا الدرزية بشكل خاص وعالمنا بشكل عام ".

وأضاف السيد رافع حلبي أن: " تطوير الألعاب الإلكترونية التي يستعملها أولادنا تحتاج لتطوير الذكاء عند الإنسان, وهذا الذكاء يمكن تطويره بشكل اصطناعي, وبتطوير الآلات (الروبوت خاصة) ستلغى من عالمنا الكثير من الوظائف وعلينا تحضير الأجيال القادمة بشكل سليم للدخول لهذا العالم عالم المستقبل والثورة العلمانية الصناعية الخامسة".

استشهد السيد رافع بحديث للسيد توماس فراي المدير التنفيذي لمعهد دافنشي وهو أشهر المتحدثين عن المستقبل التقني وما وراء الحضارة إذ يقول: " بحلول ذلك العالم التقني ستختفي من عالمنا ملياري وظيفة بما يعادل عدد الناشئين من بني البشر طالبي أماكن العمل وستحل مكانها وظائف أخرى لم نسمع عنها من قبل".

تحدثت السيدة ركاد سيف, مديرة مركز الإثراء عسفيا, باسم الحضور عن شكرها العميق للسيد رافع حلبي على تقديمه الجزيل لمركز الإثراء ومسني الكرمل وخاصة على هذه المحاضرة القيمة التي تنبهنا لعالم المستقبل وتطورات العصر التقني, والتي لم يعيرها مجتمعنا أي اهتمام حتى الآن, كما وشكرت السيد رافع على تقديمه هدية متواضعة للمشاركين بالمحاضرة من أعضاء مركز الإثراء عسفيا.

مراسل الحديث الخاص.

وسوم: العدد 866