رسالة من كرونا إلي الناس جميعا

اظن أنكم تعرفوني جميعا وسمعتم عني ، لكن ماسوف أحدثكم به عن نفسي فهو مهم لأنه يخرج من لساني وربما فيه الكثير مالم تعرفوه عني .

أنا لا أعرف الحدود ولا أفرق بين الناس ولا أبالي بالكبير ولا الصغير ، ولا المريض ولا السليم ، لاتذهبوا بعيدا وتظنوا أني قاسي القلب ومتحجر المشاعر فأنا ( عبد ، أنا مأمور ) .

أنا من أوقفت تعذيب المسلمين في الصين وكم أسعدني ذلك .

أنا من جعلت الناس دولا وشعوبا وافردا يعترفون أنهم ضعفاء أمام قدرة الله .

أنا من أغلقت المسارح والملاهي ودور الفساد وكم أسعدني ذلك .

أنا من جعلت الملحد يوقن بوجود الله  ، والعاصي يتوب ويندم  وكم شرفني ذلك .

ولكن أشد ما أحزنني أني أغلقت المساجد ، لا تلوموني قلت لكم إني مأمور  ، فأهل المسجد عجبا لهم كل أمرهم لهم خير في ضرائهم يصبروا فهو خير لهم ، وفي سرائهم  يشكروا فهو خير لهم .

أهل المساجد من مات منهم بسببي فهو شهيد ، ومن بقي منهم صابرا محتسبا راضيا عند وبائي فله أجر شهيد .

أهل المساجد لهم فيّ عبرة وعظة ، ربما حاسبوا أنفسهم فرجعوا عن ذنوبهم وتقصيرهم .

أهل المساجد بلائهم إما رفعة لهم في الآخرة ، أو تكفيرا لذنوبهم فالله يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعائب .

أيها الناس ( لاتتعجبوا من وقوفي فيكم خطيبا فتوبوا وارجعوا ، قبل أن يقف إبليس يوم القيامة فيكم خطيبا علي منبر من نار مخاطبا أهل النار كما جاء في القرآن الكريم في سورة إبراهيم  " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) .

أيها الناس لايغرنكم ماحدث مني ولاتظنوا أني قوي فأنا مخلوق ضعيف كل ماحدث سببه ضعف الإنسان وليست قوتي !!!!!!!! العالم متعطل بسببي أنا الكائن الضعيف .

فكيف بكم لو أن الله أمر الأرض أن تبتلعكم ، أو أمر السماء أن تسقط عليكم كسفا ، أوتمطر عليكم حجارة أو نارا .

كيف بكم لو أمر البحار أن تغرقكم ، كيف بكم لو سلط عليكم مليارات الفيروسات التي هي أشد مني فتكا .

كيف بكم لو زلزلت الأرض زلزالها  ، وخرجت منها براكيناها "

أيها الناس هل من تائب ، هل من نادم ، هل من مستغفر ,

أيها الناس أنا بسبب ذنوبكم " تأكلون الربا ، وتظلمون بعضكم ، وانتشر الزنا ، وضيعتم أمور دينكم لاتلوموني ولوموا أنفسكم "

ليتني لا أصيب إلا طواغيت الأرض وكل جبار عنيد ، لكن لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد علي اقتضاها جعلني الله  وباء عاما .

" العبد الضعيف الفاني الزائل كرونا "

وسوم: العدد 870