الأفعال

clip_image001_24d37.png

نجدد القول في أن التمكن من استخدام أدوات الكتابة ، لتكون النصوص جليَّةً مفيدة ومؤثرة  هو ضرورة ملحة لابد منها . فلكتابة أي نص يجدر الإحاطة بأدواته الأساسية من الأسماء والأفعال والحروف ، ومن معرفة استعمالاتها بشكل صحيح ، إضافة إلى الوقوف على قواعدها الإملائية والنحوية . مع مراعاة صحة الصياغة ، ودقة العرض ، ووضوح المعنى وارتباطه بالفكرة . فإن تناسق معاني الكلمات  وترابطها ، تمنح القارئ قدرة على  الفهم والتفاعل مع ماترمي إليه .

والأفعال لها نصيبٌ من هذا الاهتمام  ، فمعرفة المبني منها والمعرب ، وكيف تتغير حالات البناء والإعراب ، والأفعال اللازمة التي لاتحتاج إلى مفعول به ، والأخرى المتعدية ،  والأفعال التامة والناقصة ، وأثر ها على الجمل الاسمية ، حيث ترفع الاسم وتنصب الخبر ، وما يلزم للأفعال الناقصة لدى استخداماتها في الجمل ، كما لابد من الاطلاع على أسماء الأفعال ومعانيها واستخدامها . والأفعال التي تتعدى إلى مفعول به واحد ، أومفعولين أو ثلاثة ، فإن الإلمام بهذه الأمور من الضرورة بمكان ، ولقد تمت مراجعة العديد من الكتب ذات العلاقة لاستخلاص الضروري والمختصر المفيد لكل مَن تحثه موهبتُه وقدرته على الكتابة في أي باب من الأبواب  التي تطرقها الأقلام الواعدة إن شاء الله .

إنَّ الفعل عند اللغويين مادلَّ على الحدث ، وعند النحويين مايدل بنفسِه على حدث مقترن وضعًا بأحد الأزمنة الثلاثة : ( الماضي والحال والمستقبل )  .، وبهذا ينقسم الفعل باعتبار الزمن إلى ماضٍ ومضارع وأمر .   ولكل نوع منها علاماته المختصةُ به .

والمبني منها الماضي والأمر ، والمضارع إذا اتصلت به نون النسوة أو نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة . والمضارع معرب في غير هاتين الحالتين .

حالات بناء الفعل الماضي :

1 ــ على الفتح الظاهر على آخره إن كان صحيح الآخر ، ولم يتصل بضمير رفع متحرك ولا واو الجماعة نحو : قرأَ ، استقامَ ، استدركَ ، أو اتصلت به ألف التثنية نحو : كتبَا ،وكتبَتا  واستخرجَا واستخرجَتا ، ويُبنى على الفتح المقدر على آخره إذا كان معتل الآخر نحو : دنا ، رعى ، استوفى . ويُبنى على الفتح أيضا إذا اتصلت به تاء التأنيث السكنة ، نحو : هي كَتَبَتْ ,

2 ــ ويُبنَى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة نحو : كَتَبْنَ ، أو تاء الفاعل المتحركة نحو : كَتَبْتُ ، أو (نا ) الدالة على الفاعلين نحو : كَتَبْنا .

3 ــ ويُبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة نحو : كَتَبُوا .

أمثلة : بنائه على الفتح :

*قرأ : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره .

*استَخْرَجا : فعل ماض مبني على الفتح لاتصاله بألف الإثنين .

   *وألف الإثنين : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

    *زكا ،رعى ، استوفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ( حرف العلة )

    *كَتَبَتْ : فعل ماض مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة .

    *وتاء التأنيث : حرف لامحل له من الإعراب .

أمثلةُ  بنائِه على السكون :

*هنَّ كَتَبْنَ :كتبْنَ فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ،

*ونون النسوة : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

*أنا كتبْتُ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة ( تُ ،تَ ،تِ )

* وتاء الفاعل المتحركة في محل رفع فاعل .

*نحن كتبْنا :فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بِ : ( نا ) الدالة على الفاعلين .

*نا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

مثال بنائه على الضم : هـــم كَتَبُوا :

*كتبُوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة .

*والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

*والألف : حرف لامحل له من الإعراب . ( ويلحق الأفعال فقط ) .

* حالات بناء فعل الأمر :

1 ــ يُبنى على السكون :

* إذا كان صحيح الآخر ، ولم يتصل بضمير نحو : اكتبْ .

ـ ( اكتبْ ، استخرجْ ،استقمْ : فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره ) .

* إذا اتصلت به نون النسوة نحو : اكتبْنَ .

ـ ( اكتبْنَ : فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ) .

ونون النسوة : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

2 ــ يُبنى على حذف النون :

* إذا اتصلت به واو الجماعة نحو : آمِنوا بالله .

ـ ( آمنُوا : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ) .

*واو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

والألف : للتفريق لا محل لهــا من الإعراب .

*ألف الإثنين نحو : آمِنا بالله .

ـ آمِنَــا : فعل أمر ( لمخاطبة المثنى ) مبني على حذف النون لاتصاله بألف الإثنين .

وألف الإثنين : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

*ياء المفردة المؤنثة المخاطبة نحو : آمِنِي بالله .

ـ آمِنِي : فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطَبة .

وياء المخاطبة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .

3 ــ ويُبنَى على حذف حرف العلة من آخره نحو :

* ادنُ ( وماضيه : دنــا ، ومضارعه : يدنو ) .

* اسعَ ( وماضيه : سعى ، ومضارعه يسعى  ) .

* ارمِ ( وماضيه : رمى ، ومضارعه يرمي  )  .

( وإعراب كل من  : ادْنُ ، اسْعَ ، ارْمِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره )

4 ــ ويُبنى فعل الأمر على الفتح :

*إذا كان مُسندا للمفرد المذكر ، واتصل بنوني التوكيد مباشرة ثقيلة كانت أم خفيفة  نحو : اشْكُرَنْ خالقَك ، واشْكُرَنَّ خالقَك .

*اشْكُرَنْ :فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة .

ونون التوكيد الخفيفة :حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب .

*اشْكُرَنَّ: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة .

ونون التوكيد الثقيلة :حرف مبني على الفتح لامحل له من الإعراب .

حالات إعراب الفعل المضارع وبنائــه :

حالات إعراب الفعل المضارع :

أولا : حالات رفع المضارع :

1 ــ يُرفع بالضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر نحو : يكتبُ .

2 ــ يُرفع بالضمة المقدرة على آخرة للثقل إذا كان معتلا بالواو نحو : يشدو ، أو بالياء نحو يمشي

3 ــ يرفع بالضمة المقدرة على آخره للتعذر إذا كان معتل الآخر بالألف نحو : يسعى ، يحيا .

4 ــ يُرفع بثبوت النون إذا اتصلت به :

* واو الجماعة : نحو : الطلاب يكتبون .

* أو ألف الإثنين ، نحو : الطالبان يكتبان .

*  أو ياء المخاطبة المؤنثة المفردة .، نحو أنتِ يافاطمة تكتبين .

( وتسمى الأفعال هنا الأفعال الخمسة ) :    

ثانيا : حالات جزم المضارع : 

1 ــ يُجزم بالسكون الظاهر على  آخره إذا كان صحيح الآخر ، وسُبق بأحد الأدوات الجازمة نحو

: لم يُهملْ طالبُ العلمِ أسبابَ النجاح .

2 ــ يُجزم بحذف حرف العلة من آخره إذا كان معتل الآخر ، نحو : لم يخشَ الرجل إلا الله ، ولم يدعُ إلى مفسدة ، ولم يمشِ إلى معصية .              

3 ــ  يُجزم بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، نحو : الطلاب لم يتناسوا واجباتهم ،

والصديقان لم يتفرقا إلا على خير ، وأنتِ أيتها الطالبة لم تهملي دروسَك .

( ويُجزم الفعل المضارع إذا سُبق بالحروف الجازمة ، أو بأدوات الشرط الجازمة التي تجزم فعلين مضارعين أ أو كان جوابا للطلب نحو : اجتهدْ تنجحْ )

ثالثا : حالات نصب المضارع :

1 ــ يُنصَب بالفتحة الظاهرة على آخره إذا سبقتْه إحدى الحروف الناصبة وكان صحيح الآخر

نحو : لن يتأخرَ طالبُ العلم عن طلبِه ،أو كان معتل الآخر بالواو نحو : لن يدنوَ من شرٍّ

أو كان معتل الآخر بالياء نحو : لن يمشيَ إلى ضياع .

2 ــ يُنصب بالفتحة المقدرة على آخره للتعذر إذا كان معتل الآخر بالألف نحو : لن يرضى المجِدُّ

بغيرِ التَّفوُّقِ .

3 ــ يُنصب بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، نحو :أنتم أيها الطلاب لن تتكاسلوا،

وأنتما أيها الطالبان لن تُهملا ، وأنتِ أيتها الطالبة لن تتكاسلي ولن تهملي دروسَك .

( تلحق آخر الأفعال الخمسة المتصلة بواو الجماعة عند جزمها أو نصبها الألفُ الفارقة ،

وليس لها محل من الإعراب ، ولا تلحق جمع المذكر السالم عند إضافته حيثُ تُحذف النون

نحو : جاء مهندسو الطرق ) .

ويُبنى الفعل المضارع على :

1 ــ على السكون إذا اتصلت به نون النسوة ، نحو : الطالبات يُراجِعْنَ الدروسَ .

2 ــ على الفتح إذا اتصلت به إحدى نوني التوكيد ( الثقيلة أو الخفيفة ) نحو : لاتجعلَنَّ عيشَك

بلا فائدة ، لاتجعلَنْ عزيمَتَك أقلَّ من طموحاتك

الأفعال الناقصة :

* الأفعال الناقصة ثلاثة عشر فعلا وهي : ( كان ، وأمسى ، وأصبح ، وأضحى ، وظلَّ ، وباتَ ، وصار ، وليس ، وما زال ، وما انفك ، وما فتئَ ، ومابرح ، وما دام )

* وتُسمى نواسخ المبتدأ والخبر ، حيث تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويُسمَّى خبرها .

* ويشترط أن يتقدم النفي لفظا على : ( زالَ ، وانفك ، وفتئ ، وبرحَ ) . كما يُشترط أن تتقدم وتتصل (ما ) المصدرية الظرفية بالفعل ( دامَ ) .

* وكلُّ ما تصرَّف من هذه الأفعال كأنْ يأتي  :

ــ مضارعا نحو : يصبح المجدُّ مسرورا .

ــ  أو صفة نحو : كن أديبًا .

ــ  أو مصدرا نحو : كونُك مجتهدًا خيرٌ لك .  فإنه يعمل عمل الماضي .

والأفعال التي تتصرف هي : ( كان ، أمسى ، أصبحَ ، أضحى ، ظلَّ ، باتَ ، صارَ )  فيأتي منها المضارع والأمر .

* وما لايتصرف مطلقا : ( دامَ ، ليس ) أي لايأتي منها المضارع ولا الأمر ولا المصدر .

* وما يتصرف منها تصرفا ناقصا ، فيأتي منها الماضي والمضارع وهي : ( مازال ، ماانفك ، مافتئَ ، مابرح ) .

* مثال معرب :

( إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ ... فإنَّ فسادَ الرأيِ أنْ تترددَا )

ــ إذا : ظرف لِمــا يُستقبل من الزمان ، خافض لشرطِه ، منصوب بجوابه ، مبني على السكون في محل نصب .

ــ كنتَ :كان : فعل ماض ناقص يدخل على الجملة الاسمية فيرفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وينصب الخبر ويسمى خبرها .

والتاء :ضمير رفع متحرك للمخاطب ، مبني على الفتح في محل رفع اسم كان .

ــ ذا :خبر كان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف .

ــ رأيٍ : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره .

( وجملة الشرط : في محل جر بإضافة إذا إليهـــا ) .

ــ فكن : ف : واقعة في جواب إذا .

ــ كُــنْ : فعل أمر ناقص مبني على السكون ، واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنتَ .

ــ ذا :خبر كن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة ، وهو مضاف .

ــ عزيمةٍ :مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره .

       ( والجملة جواب إذا الظرفية ) .

ــ فـإنَّ : ف : للتعليل .

إنَّ :حرف مشبه بالفعل يدخل على الجملة الاسمية ، فيتصب المبتأ ويسمى اسمها ، وينتصب الخبر ويسمى خبرها .

ــ فسادَ : اسم إنَّ منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .

ــ الرأي : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره .

ــ أن : حرف مصدري ونصب .

ــ تترددا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .والألف للإطلاق .

والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنتَ ، ( والمصدر المؤول في محل رفع خبر إنَّ )

أفعال المدح والذم :

الفعلان : نعمَ ، وحبَّذا ...  لإنشاء المدح . والأفعال : بئسَ ، وساءَ ، ولاحبَّّذا..  لإنشاء الذم .

وهي أفعال جامدة بلفظ الماضي ، تستعمل لمدح الجنس وذمه على سبيل المبالغة ، والمقصود من ذلك الجنس فردٌ يسمَّى ( المخصوص بالمدح أو الذم )  ، ويُذكرُ مؤخرا عنها ، ويعرب ( مبتدأ ) والفعل وفاعله خبر .

أمثلة :نعم :فعل ماض للمدح مبني على الفتح .

الصائمُ : فاعل نعمَ ، مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .

أحمدُ : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو .

***

ساءَ :فعل ماض لإنشاء الذم مبني على الفتح .

شانئُك : شانئُ :فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

ك : والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه .

***

حبذا : حبَّ : فعل ماض لإنشاء المدح مرفوع بالضمة .

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل .

تواضعُ :خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، وهو مضاف .

الرجلِ : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

***

بئسَ :فعل ماض للذم مبني على الفتح .

مـــا : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .

قال : فعل ماض مبني على الفتح .

الجاهلُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

( وهنا المخصوص بالذم محذوف تقديره بئس الذي قاله الجاهل ) .

فعلا التعجُّب :

يقول السيد أحمد الهاشمي مؤلف كتاب القواعد الأساسية للغة العربية : (التعجب حالة قلبية منشؤُها استعظام فعلٍ ظاهرِ المزيَّةِ بزيادة فيه خفيَ سببُها ) وللتعجب صيغ سماعية عديدة ، وأما الصناعية فله صيغتان هما :                            

* ما أفعلَه : نحو : ما أجملَ الربيعَ

* أفعِلْ به :نحو : أعظمْ بالقائدِ المؤمن بالله .

* وهذان الفعلان : يصاغان من الفعل الثلاثي المثبت المتصرف المعلوم التام القابل للتفاوت وللمفاضلة  والمُتَعَجب منه يكون معرفة ، أو نكرة مختصة نحو : أكرم بطالب يعمل للرقي بنفسِه .

*ولا يجوز تقديم معمول فعلي التعجب عليهما .

* ولا يفصل بين فعل التعجب والمُتَعَجَّب منه إلا بالظرف  أو المجرور بالحرف بشرط أن يتعلق بفعل التعجب ، أو النداء .

أمثلة :

ما : نكرة تامة بمعنى شيء ، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .

أحسنَ : فعل ماض للتعجب مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على مــا .

خدمةَ : مفعول به لأحسنَ ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

الوالدين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى . ( والجملة: أحسن خدمة الوالدين في محل

رفــع خبر المبتدأ : ( مــا ) .

أحسِنْ :فعل ماض للتعجب جاء على صورة الأمر ،مبني على فتح مقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لمجيئه على صورة الأمر .

بأداء : ب : حرف جر زائد .

أداء : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورهـا حركة حرف الجر الزائد ، وهو مضاف

الصلاةِ : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

ظنَّ وأخواتها :

وهي أفعال تدخل على الجملة الاسمية ، فتنصب الجزأين ( المبتدأ والخبر ) على أنهما مفعولان لها  وهي نوعان : أفعال قلوب : ( لأن معانيها من العلم والظن والشك وكلها متعلقة بالقلب ) .

        وأفعال تصيير :( لدلالتها على تحويل الشيء من حالة إلى أخرى ) .

وتنقسم أفعال القلوب المتعدية إلى مفعولين باعتبار معناها إلى :

1 ــ مايفيد اليقين وهي : ( وجدَ ، وألفى ، ودرى ،وتعلَّمْ )

2 ــ مايفيد ترجيح وقوع الخبر وهي : ( جعل ، حجا ، و عدَّ ، وزعم ، و هبْ )

3 ــ مايدل على اليقين والرجحان وهي : ( رأى ، علم )

( مع ملاحظة أن ( أرى ، وأعلمَ ) الداخلة عليهما همزة التعدية تنصب ثلاثة مفاعيل ، نحو : أريْتُ التلميذَ العلمَ نافعًا .

4 ــ ماتستعمل لليقين والرجحان ، ولكن الغالب فيها كونُه للرجحان وهي : ( ظنَّ ، وحسبَ ، وخالَ )

وأما أفعال التَّصيير والتحويل :فهي : ( جعلَ ، ردَّ ، ترك ، اتَّخذَ ، تَخِذَ ، صيَّرَ ، وهبَ ) ومضارعها وأمرها كماضيها في الإعمال ماعدا الفعل ( وهبَ ) الذي هو من أفعال التَّصيير فإنه يلازم صيغة الماضي فقط . ويعطي الأمر هَبْ معنى جديدا غير العطاء ، ويكون معنى ( هَبْ ) احسبْ أو افرُضْ ... من الظن .

أمثلة :

*ألفى الطالبُ الخُلُقَ الجميلَ وسيلةً للاحترام .

ـ ألفى :فعل ماض ، ينصب مفعولين ، مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .

ـ الطالبُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .

ـ الخُلُقَ : مفعول به أول ، منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو منعوت (موصوف ) .

ـ الجميلَ : نعت للخُلق منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .

ـ وسيلةً : مفعول به ثانٍ ، منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره .

ـ للاحترام : ل : حرف جر .

        الاحترام : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .

والجار والمجرور : متعلقان بالفعل ألفى .

( وبالمناسبة ... حول تعلق الجار والمجرور ، ففي موقع دروس في اللغة العربية تم كتابة مايلي) :

يُفيدُ الجارُ والمجرورُ ـ وهما يسميان : ( شبهَ جُمْلَةٍ ) ـ في الكلامِ إتمامَ معنى الجملة ، بما يضيفانه من معانٍ جديدةٍ للفعلِ أو ما يشبهُ الفعلَ في الجملة . وتتمثَلُ هذه الإضافةُ في تحديدِ زمانِ الفِعْلِ أو مكانِه أو سَبَبِهِ أو وسيلتِهِ أو غيرِها من المعاني الإضافيةِ التي تستفادُ من الجارِ والمجرورِ في الجملةِ ، وربطُ هذه المعاني الجديدةِ بالفعلِ أو ما يُشْبِهُ الفعلَ من مصدرٍ أو اسمِ فاعلٍ أو صفةٍ مُشَبَهَةٍ أو اسمِ مفعولٍ أو ما يدلُ على معنى الصفةِ ، وذلك من أجلِ بيانِ العلاقة بين الجار والمجرور وبين الفعلِ أو ما يُشبههُ . وهذا هو المقصودُ بِتَعَلِّقِ الجارِ والمجرورِ وارتباط معناه بمعنى الفعل ـ أو ما يُشبهُ الفِعل ـ السابق له في الكلامِ .

فمثال ارتباط الجار والمجرور بالفعل . رسمتُ اللوحةَ بالألوانِ المائيةِ.

حيثُ تعلقَّ الجارُ والمجرورِ وارتبطَ معناهما ـ بالألوانِ ـ بالفعلِ ( رَسَمَ ) وفي مثل قولِنا رَسْمُ اللوحةِ بالألوانِ الزيتيةِ أفضلُ . حيث ارتبطَ الجار والمجرورُ ـ بالألوان ـ بالمصدر ( رَسْمُ ) .

وفي قولنا : أنا راسمُ اللوحةِ بالألوان. ارتبط الجار والمجرور باسم الفاعل (راسم ).

وفي قولنا : اللوحةُ مرسومةٌ بالألوانِ . ارتبط الجار والمجرور باسم المفعول ( مرسوم ) .

وفي قولنا : أفٍ للصداع . ارتبطَ الجارُّ والمجرور ( للصداع) باسمِ الفِعْلِ  ( أُفٍ ) .

وفي حالةِ كونِ ما يتعلقُ به الجارُ والمجرور كوناً عاماً ـ كائن ، موجود ، مُستقرـ فإنه يحذفُ وجوباً ، ولا يجوزُ ذِكْرُهُ . مثل : أخوك في الدارِ ، والعصفورُ  في القفصِ ، والقمرُ في السماءِ ، فَمَتعَلَّقُ حروفِ الجرِّ في هذه الجملِ وتقديره : أخوكَ ـ موجودٌ ـ في الدارِ ، والعصفورُ مُسْتَقرٌ ـ في القفصِ ، والقَمَرُ ـ كائِنٌ ـ في السماءِ . يكون في مثل هذه الحالاتِ محذوفاً لفظاً ومقدراً في الذهنِ .

وحروف الجرِّ من حيثُ حاجَتُها إلى التَّعَلُقِ ثَلاثةُ أنواعٍ :

1. حَرْفُ جرٍ أصليٌّ ، ويتوقف عليه فهم المعنى ، وهو المحتاج إلى متعلق .

2. حرفُ جَرٍ زائدٌ ، عمله التوكيدُ ، ويتوقف عليه فَهْمُ المعنى ، وهو غيرُ مُحتاجٍ إلى مُتَعَلقٍ مثل : ما جاءَ من أحدٍ = ما جاءَ أحدٌ .

3. حرفُ جرٍ شبيهٌ بالزائد : وهو ما لا يُمكنُ الاستغناءُ عنه لفظاً ولا معنى وهو غيرُ محتاجٍ إلى متعلقٍ .

وهذه الحروف هي : رُبَّ وخلا وعدا وحاشا

والاسمُ بعد رُبَّ مجرورٌ لفظاً بِرُبَّ نَفْسِها ، المذكورةِ ، أو المقدرةِ بعد الواو ,والتي تسمى واو رُبّ ، وهو في الحالتين إما أن يكون في محل رفع على الابتداء أو في محل نصب على أنه مفعول به .

فالأول مثل : رُبَّ مُخادعٍ مكشوفٌ .

والثاني مثل : رُبَّ عملٍ شاقٍ تَحَمَّلْتُ .

ومثال الجر بالواو بعد حذف رُبَّ : قول الشاعر  :

وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَهُ                 عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي

(أي رُبَّ ليلٍ كموجِ البحر) .

( ويستحب لزيادة المعرفة بهذا البحث الشَّيِّق أن يعودَ المرءُ إلى المراجع الموثوقة في مكتبتنا العربية العريقة ، لينهل من قواعدها الأساسية ، ويُغني قدرته في الإعراب ، وفي الكتابة الصحيحة للشعر والقصة والمقالة وغيرها ... ) .

 

وقفة مع أسماء الأفعال والأصوات :

·      اسم الفعل : ينوب عن فعله في العمل ، ولكن لايقبل العلامات التي تدخل على الأفعال ، ولا يتأثر بالعوامل التي تتأثر بها الأفعال في لغتنا العربية . والغرض من أسماء الأفعال الاختصار إما للمبالغة أو للتوكيد .·      ومنها المرتجلة : ما وُضعت من أول أمرها أسماء لأفعال ، مثل : هيهات ...·      ومنها المنقولة : وهي ماستُعملتْ أولا في غير اسم الفعل ، ثم نُقلتْ إليه ...

ـ مثل : رُوَيْدً : بمعنى أمهلْ ، نقل عن مصدر .

ـ دونَ...كَ الكتابَ  : بمعنى خُــذْه ، نقل عن  ظرف .

ـ إليكَ عنِّي : بمعنى : تَنَحَّ ، عليكَ نفسك : بمعنى : الزم نفسَك .

·      وقد تكون معدولة ، مثل : نَزَالِ ، حَذَارِ  ، دَفاعِ ،  سَماعِ ... فهي منقولة عن : انزلْ ، احذرْ ، ادفعْ ، اسمعْ ...·      المرتجل والمنقول : سماعيان .·      المعدول : قياسي ويصاغ من وزن : ( فَعَــالِ ) ، من كل فعل  ثلاثي مجرد تام متصرف ، مثل : قَتَالِ : ( من قَتَلَ ) ، وضَرَابِ : ( من ضَرَبَ ) .·      والقاعدة  لها شذوذ ، فقد جاء من مزيد الثلاثي : ( أدركَ ... دَرَاكِ )   ومن : ( بادرَ ... بَدَارِ ) .·      أسماء الأفعال السماعية

ــ ماوردت بمعنى الماضي : ( هيهات بمعنى : بَعُدَ ) و ( شتان بمعنى : افترقَ ) وغيرها

ــ ماوردت بمعنى المضارع : ( آهٍ  بمعنى :أتوجعُ ) و ( أُفٍّ بمعنى : أتضجرُ ) وغيرها

ــ ماوردت بمعنى الأمر : ( صَــهْ بمعنى : اسكتْ ) و ( مَــه : بمعنى : أكففْ ) وغيرها .

مثال :هيهات أن ينجحَ الكسول في طلبِ العلمِ

ــ هيهاتَ : اسم فعل ماض بمعنى ( بَعُدَ ) مبني على الفتح .

ــ أن : حرف مصدري ونصب .

ــ ينجحَ : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة تصبه الفتحة الظاهرة على آخره .

ــ الكسول ُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .

ــ في : حرف جــر .

ــ طلبِ : اسم مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .

ــ العلم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره .

 

( وفي هذه البحوث تفصيل يجده الراغب بالاستزادة  في كتب النحو ) .

وسوم: العدد 870