الهوية المغربية المنصوص عليها في دستور 2011 لا تعني ما يعنيه أصحاب الدعوة إلى ما يسمى " تمغربيت "

الهوية المغربية المنصوص عليها في دستور 2011 لا تعني ما يعنيه أصحاب  الدعوة إلى ما يسمى " تمغربيت " من تنكر للهوية الإسلامية والعربية

طلع علينا موقع هسبريس بمقالين الأول غير موقع باسم كاتبه  يتحدث فيه عن المدعو أحمد عصيد، وهو تحت عنوان : " عصيد : الحركة الأمازيغية تستعيد الوعي المغربي من المركز المشرقي " ، والثاني لصاحبه محمد الراجي يتحدث عن المدعو سعيد بنيس ، وهو تحت عنوان : بنيس : " تمغربيت " قوة ناعمة تعزز تماسك مكونات المجتمع المغربي .

والمقالان معا يتحدثان عما دار في ندوة رقمية نظمتها مجلة " نبض المجتمع " بمشاركة  مع ما يسمى لجنة تأسيسية لتكتل " تمغربيت للالتقائية المواطنة " .

أما المقال الأول فقد نسب صاحبه لعصيد قوله :

 نّ “تمغربيت”، التي كرّسها دستور 2011 عبر إقراره بمختلف مكونات الهوية المغربية، هي نتاج العمل الذي قامت به الحركة الأمازيغية على مدى عقود، والذي مكّن من إعادة الوعي المغربي من المركزين المشرقي والفرنسي .

"المغاربة كانوا موزعين هوياتيا بين الانتماء إلى المركز المشرقي، بما يمثله من رمزية دينية وقومية، وبين الانتماء إلى المركز الفرنسي  . والمركز المشرقي فقد قوة تأثيره لعد أسباب، من بينها الضربات القوية التي تلقتها الإيديولوجيا الإسلامية، والتي أنهكتهاوالحركة الأمازيغية وجدت في هذا التحول فرصة “لرد الاعتبار للهوية المغربية " كنّا نعتبر أنفسنا إما مشرقيين أو فرنسيين، والآن سننتقل من الذوبان والانصهار إلى مرحلة التفرّد، أي استيعاب الانتماء إلى المغرب . خلال العقود الماضية قصرت الدولة في إكساب المواطنين الشعور بالانتماء إلى بلدهم، بسبب تغييب معطيات عمّا يلقّن لهم في المدارس، مثل الأمازيغية والمكوِّن العبري.

والمملكة تعمل على استدراك الأخطاء السابقة، بعد الإقرار بكل مكونات الهوية المغربية في الدستور.

وخلاصة ما نسبه صاحب المقال إلى عصيد أن المقصود عنده "بتمغربيت" وهي كلمة عربية منطوقة باللسان البربري ، تدل على الانتماء إلى المغرب  هو قطع الصلة  نهائيا بالمشرق العربي ، وهو ما يسعى إلى تحقيقه من خلال دعوته العرقية العصبية التي باتت معروفة عند جميع المغاربة .

وأما المقال الثاني فقد نسب كاتبه إلى سعيد بنيس ما يلي :

  إنّ “تمغربيت” تُعد قوة ناعمة ستقوّي المغرب، داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أنها تعزز تماسك وترابط مكوّنات المجتمع المغربي، الذي بإمكانه أن يصدّر نموذجه المتفرد هذا إلى دول أخرى "

التصور، الذي كان قائما قبل دستور 2011 حول معنى أن تكون مغربيا، كان تصوّرا ماديا محضا يرتبط   بالجغرافيا .المغرب بانتقاله إلى المفهوم الواسع لـ”تمغربيت” أصبح يتوفر على قوة ناعمة بإمكانه أن يصدّرها إلى العالم، مبرزا أن قوّة المغربيِّ لا تكمن في اعترافه بالهوية الصغرى، بل باعترافه بالهويات الأخرى التي تشكّل أركان الهوية الوطنية الجامعة .

والملاحظ أن بنيس وعصيد يلتقيان عند فكرة حصول تغيير في الهوية المغربية بعد دستور 2011 والمقصود بالتغيير عندهما هو كما صرح بذلك عصيد القطيعة مع المشرق العربي ، وهو ما  لمح إليه بنيس ولم يصرح .

ولقد افترى عصيد كذبا على المغارية إذ زعم أنهم كانوا موزعين بين الانتماء إلى  مركز مشرقي والانتماء إلى مركز فرنسي ، وهو يقصد تحديدا استعمالهم لسان  الفاتحين المسلمين العرب الذي بلغوا لهم به الإسلام قرآنا وسنة ، ولسان المحتل الفرنسي الذي فرضه عليهم قهرا في البرامج الدراسية دون استعمال اللهجة البربرية .

وخلاصة القول أن الهوية الوطنية المنصوص عليها في دستور 2011 لا تعني القطيعة مع هوية  القومية العربية أو ما يسميه عصيد المركز المشرقي ، ولا مع الهوية الإسلامية  الجامعة أو" تمسلميت" كما يزعم افتراء .

ومعلوم أن مثل هذه الدعوات المتطرفة  تكرس العصبية العرقية واللسانية ، وتمثل خطورة على تماسك لحمة المغاربة وعلى وحدة نسيجهم الاجتماعي .   

وسوم: العدد 917