فلسطينيو الداخل: الولايات المتحدة والمجتمع الدولي شركاء في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة

أدانت الفعاليات الفلسطينية داخل أراضي 48 المذبحة الإسرائيلية في المستشفى المعمداني في غزة، وأكدت أنها جريمة حرب، وجزء من إبادة جماعية معلنة، وحمّلت الولايات المتحدة ودول الغرب مسؤوليتها، بسبب الدعم الفاضح لإسرائيل.

أصدر “الحزب الشيوعي” و”الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” بيانًا مشتركاً دانا فيه المجزرة المروّعة في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والتي نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي، ضد الجرحى والنازحين العزّل الذي أمّوا المستشفى هرباً من القذائف، وسقط منهم ما لا يقل عن 500 شهيد. واتهم البيان الحكومة الإسرائيلية بأنها “ارتكبت هذه المجزرة ضمن مخططاتها الإجرامية لإخلاء قطاع غزة من أهله، وهو ما لا يمكن اعتباره أقل من جريمة حرب وإبادة جماعية جاهرت بها حكومة الاحتلال مسبقاً. وحمّلَ البيان المجتمع الدولي المسؤولية عن ارتكاب هذه المجزرة: “المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، يتحمّلون المسؤولية الكاملة كونهم يمنحون دعماً كاملاً لواحدة من أخطر الحكومات في التاريخ الإسرائيلي، وهي تبذل كل الجهود لجرّ المنطقة إلى حرب إقليمية مطلقة، رغم أن الأحداث الأخيرة كلها، تبيّن بشكل قاطع أن أي حل عسكري هو غير وارد بتاتاً، والمطلوب فوراً إنهاء الحرب، والسعي على المدى القريب نحو صفقة لتبادل الأسرى والرهائن وإنهاء المعاناة الإنسانية”.

هناك نحو 200 من فلسطينيي الداخل رهن الاعتقال، منهم الفنانة دلال أبو آمنة، بدعوى أنهم يتماثلون مع “حماس”

وأوضحا أن لا مفرّ، على المدى البعيد، من استئناف العملية السياسية، على أسس منصفة نحو إنهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية، والتزاماً بمبدأ حق الشعوب بتقرير المصير.

 دعوة لوقف حرب الدمار الشامل ضد غزة

وأدان “التجمّع الوطني الديمقراطي” بشدّة المجزرة المروعة في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، التي راح ضحيتها مئات الأبرياء، والتي جاءت بعد تهديدات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي لمستشفيات شمال غزة لإخلائها من طواقمها ومرضاها، وبعد دعوات متواصلة لقصف المستشفيات بحجج مختلفة. وبات من الواضح أن استهداف المدنيين والمرافق المدنية هو سياسة رسمية للقيادة الإسرائيلية.

ويرى “التجمّع الوطني الديمقراطي” أن المجزرة استهدفت أيضًا مدنيين أبرياء، احتموا بالمستشفى هرباً من القصف الوحشي في مناطق أخرى، لكن الجيش الإسرائيلي لم يتورّع عن قصف مستشفى، وهذا تجاوز لكافة المواثيق العالمية والإنسانية، يأتي وسط دعم دولي وازدواجية في المعايير حيث يتم رفض قتل الإسرائيليين المدنيين ويعطى ضوء أخضر لاستهداف المدنيين والأطفال لكونهم فلسطينيين وعربًا.

 ودعا التجمّع أنصار الحرية وحقوق الإنسان والإنسانية جمعاء لوقف هذه المجازر والجرائم المرتكبة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ووضع حد لهذه الحرب الانتقامية والدموية التي تقود المنطقة جمعاء إلى حرب شاملة والمزيد من سفك الدماء وقتل المدنيين والأطفال.

دعوة لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع

وأدانت الحركة الإسلامية و”القائمة العربية الموحدة” المجزرة البشعة، مؤكدة على إدانة استهداف المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن، وإدانة استهداف المرافق المدنية، وعلى رأسها المؤسّسات الطبية والمدارس وبيوت المواطنين. وطالبت الحركة الإسلامية و”الموحدة” بوقف الحرب بشكل فوري، وبالسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للمواطنين العزّل في القطاع.

الساكت عن الحق شيطان أخرس

كما أدانت “العربية للتغيير” مجزرة المستشفى المعمداني في غزة، والتي ارتقى فيها مئات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، واستباحت الدماء الغزي، يضافون إلى مئات الشهداء من المدنيين في قطاع غزة، الذين ارتقوا، منذ السبت الفائت. وقالت “العربية للتغيير” إنه أمام هذه المجزرة، ما زال قطاع غزة يقبع تحت حصار وعقاب جماعي مخالف للقانون الدولي والإنساني، دون ماء وغذاء ودواء وكهرباء، ما ينذر بكارثه إنسانية حقيقية في كل دقيقة يستمر بها هذا الحصار. وشددت، في بيانها، على ضرورة توفير الحماية الدولية للمدنيين، وهي من أبسط القواعد في القانون الدولي الإنساني الذي تغنت به دول العالم في الحرب الأوكرانية الروسية.

وأضافت: “عند سقوط الضحايا في الجانب الإسرائيلي كنا قد عبّرنا عن رفضنا لقتل المدنيين، وشددنا على هذا الموقف الإنساني الذي لطالما ردّدناه في كل محفل، واليوم نرى صمت العالم على المجازر بحق المدنيين في غزة، وهنا تتجلى ازدواجية المعايير بشكل صارخ.

وطالبت “العربية للتغيير” بالوقف الفوري للحرب، وإنهاء سفك الدماء: “تجربة الحروب أثبتت أنه لا يمكن إخضاع أي شعب بالقتل والحرب والدمار، وحده فقط السلام ووقف الحرب ما يجلب الأمن، والإمعان في القتل والدمار والحصار لن يجلب الأمن يوماً”.

إبعاد طلاب من الجامعات الإسرائيلية لمناهضتهم الحرب، واعتقال العشرات ممن وضعوا إشارة لايك على منشور يدعو لوقف الحرب ويوجه انتقادات لارتكاب جرائم

المعركة على الوعي

وفي سياق متصل؛ تتواصل حملة الملاحقات الإسرائيلية غير المسبوقة داخل أراضي 48، وهناك نحو 200 من فلسطينيي الداخل رهن الاعتقال، منهم الفنانة دلال أبو آمنة، بدعوى أنهم يتماثلون مع “حماس”، علاوة على التحقيق، وحملات ترهيب لناشطين وصحفيين، بما يذكّر بفترة الحكم العسكري، يوم كانت قراءة صحيفة “الاتحاد”، الناطقة بلسان “الحزب الشيوعي الإسرائيلي” سبباً كافياً للملاحقة.

وتشمل هذه الملاحقات إبعاد طلاب من الجامعات الإسرائيلية لمناهضتهم الحرب، واعتقال العشرات ممن وضعوا إشارة لايك على منشور في منتديات التواصل الاجتماعي يدعو لوقف الحرب ويوجه انتقادات لارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

وفيما اعترفت بعض الأوساط الصحفية الإسرائيلية، مثل محرر الشؤون الفلسطينية في القناة 13 العبرية أوهاد حيمو، بأن المذبحة في “المعمداني” هي نتيجة قصف إسرائيلي، فإن بعض الصحف العبرية كـ “يديعوت أحرونوت” تجاهلت المذبحة في عناوين صفحتها الأولى، مواصلةً تبني الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تتهم الفلسطينيين في كل شيء.

دولياً؛ كانت وسائل الإعلام العالمية قد ركزت، ليلة أمس ونهار اليوم الأربعاء، على المذبحة الكبرى في غزة بصياغات حذرة قالت فيها إن “نحو 200 من المدنيين قتلهم صاروخ إسرائيلي وفق رواية الفلسطينيين”، كما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز”، وفي شبكة “سي إن إن” وغيرها. ولكن مراقبين إسرائيليين يقرّون بأن إسرائيل، ورغم اتهامها “الجهاد الإسلامي” بالمذبحة، خسرت في المعركة على الرواية والوعي لدى الرأي العام في العالم، خاصة أن منتديات التواصل الاجتماعي نقلت الكثير من الفيديوهات الدامية المروّعة من غزة، وأن ألسن اللهب والحفر الكبيرة الناجمة عن الانفجار تدلل على أن الصاروخ ليس من صناعة محلية. ويبقى السؤال هل سيقود ذلك لاحتجاجات في الحواضر الغربية على استمرار الحرب على غزة بخلاف موقف الحكومات المناصرة لإسرائيل.

وسوم: العدد 1054