اليوم العالمي للإبداع والإبتكار

الإبداع هو مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية وعندما يتوفر للمبدع بيئة مناسبة تكون النتائج مفيدة للفرد والمؤسسة والمجتمع والعالم والإبداع خاصية ذهنية تمكن الفرد من التفكير بطرق غير تقليدية أو كما هو معروف ومتداول والابتكار هو عمل غير نظامي يؤدي الى حلول خلاقة تظهر بشكل منتج أو خدمة أو ممارسة لمشاكل هامة وتكون لها عائد مادي .

أن الإبداع والابتكار مفهومان مترابطان إلا أنهما وجهان لعملة واحدة فالإبداع عقلاني بطبيعته وينطوي على عملية التفكير وتصور أفكار جديدة أو تدوير وتطوير الأفكار القديمة والابتكار من ناحية أخرى قابل للتنفيذ وينطوي على تنفيذ الأفكار لإنتاج شيء مفيد وكلا المفهومين يعتمدان على بعضهما البعض ... الابتكار ينبع من الإبداع بينما الإبداع سيكون بلا جدوى بدون الابتكار وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار  284 /71 عام 2017 وأعلنت فيه يوم 21 أبريل من كل عام يوماً عالمياً للابتكار والإبداع لزيادة الوعي بدور الإبداع والابتكار في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة واحتفل بهذا اليوم لأول مرة في 21 أبريل 2002م فيما أصبحت هذه المناسبة أسبوعاً عالمياً في عام 2006 يُحتفل بها من 12 إلى 21 أبريل وذلك لإتاحة الفرصة والوقت أمام الجميع للاحتفاء بالإبداع والمبدعين ويرجع الاحتفاء بهذا اليوم لأهمية المبتكرين والمبدعين ورعايتهم وتوفير الإمكانات المناسبة لتشجيعهم وتأمين الحوافز اللازمة لاستقطاب ابتكاراتهم وإبداعاتهم ونشرها للتعريف بها وتبني تمويلها لانعكاساتها الإيجابية على دعم مسيرة التنمية الشاملة واستثمار طاقاتهم الإيجابية حيث يهدف هذا اليوم إلى تفعيل استخدام الإبداع والابتكار في تطوير الاقتصاد العالمي من خلال الأفكار الإبداعية التخفيف من الفقر وتشجيع الابتكار .

إن الإبداع والابتكار هما طريق نهضة وتقدم الأمم والشعوب وإسعاد الإنسانية ونذكر على سبيل المثال فكرة ابتكار الطائرة وصناعة أول طائرة في العالم مثال وكذلك فكرة وابتكار توماس اديسون للمصباح الكهربائي ناهيكم عن الأجهزة المنزلية التي نستخدمها في منزلنا الآن والهواتف المحمولة وهل ننسى ابن مصر العالم الدكتور أحمد زويل ؟ فبرغم رحيله إلى دار الخلود إلا أنه ترك وراءه تراثًا علميًا كبيرًا وهو النظام القادر على التصوير بسرعة عالية جدًا ويعرف بالفيمتو ثانية وهو ما كان السبب فى حصوله على جائزة نوبل عام 1999 وساعد هذا النظام على مشاهدة حركة الجزيئات عند تفاعلها مع بعضها البعض حيث تعتبر الفيمتو سكند هى وحدة الزمنية التى يمكن التقاط الصورة الواحدة خلالها وهى جزء واحد من مليون مليار جزء من الثانية الواحدة وتعتبر النسبة بين الثانية والفيمتو ثانية هى النسبة بين الثانية و32 مليون سنة وتمكن الدكتور أحمد زويل من التوصل لهذا الاكتشاف العلمى من خلال استخدام نبضات الليزر قصيرة المدى وشعاع جزيئى داخل أنبوب مفرغ مع كاميرا رقمية ذات مواصفات فريدة والتى يمكنها تصوير حركة الجزئيات عند ولادتها وقبل التحاقها بباقى الجزئيات الأخرى مما يجعل من السهل التدخل السريع ومفاجئة التفاعلات الكيميائية عند حدوثها باستخدام نبضات الليزر كتليسكوب للمشاهدة ومتابعة عمليات الهدم والبناء فى الخلية الأمر الذى كان بمثابة النواة للعديد من الأبحاث فى مجال الطب والفيزياء وأبحاث الفضاء وغيرها وقد غيرت كيمياء الفيمتو نظريات البشر عن التفاعلات الكيميائية فباستخدام ثانية الفيمتو أصبح من السهل رؤية تحركات الذرات كما يتم تخيلها ويستخدم العلماء حول العالم الآن ثانية الفيمتو فى دراسة وتحليل العديد من المواد الكيميائية بمختلف أشكالها السائلة والصلبة والغازية وتفاعلاتها مع بعضها البعض وهل ننسى ابن مصر أيضا العالم الدكتور مهندس حاتم زغلول الذي تمكن مع زميله الدكتور ميشيل فتوش في إيجاد تقنية تكنولوجية في عالم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التقنية ساعدت العالم وسهلت نقل الانترنت والتعامل به عبر الهواتف واجهزة اللاب توب المتعددة في مكان واحد أو أماكن مختلفة اخترعها وهو مايعرف بالواي فاي ؟ إن الأمثلة والنماذج كثيرة ومتعددة ولذا ندعو القيادات إلى إفساح الطريق إلى المبدعين والمبتكرين لأنهم شموس الحياة .

وسوم: العدد 1124