هذا بوست كأيامنا حزين .. أعتذر مسبقاً عما قد يسببه للبعض من ألم

تم أمس تدمير ميناء الحديده اليمني بالكامل ثم مطار صنعاء ثم محطات كهرباء ومصانع وبني تحتيه في مختلف ربوع يمننا التعيس .

وفي غزة أوشكت مهمة محو كل معالمها علي الإكتمال . والضفة الغربية تسير مغمضة العينين مكتوفة الأيدي منزوعة ثياب الستر إلي ذات المصير.

وفي سوريا ولبنان والسودان وليبيا مآسي مماثلة تحكي ودموع تذرف وقلوب تدمي .

مخطئ وواهم من يظن أن هذا العنف والتدمير الذي يرقي بامتياز إلي حد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موجه فقط لح-ماس في غ-زه أو للحوث-يين في اليمن أو للمتطرفين في السودان وليبيا وسوريا ولبنان .

هذا التدمير والتخريب والقتل الممنهج هو لإسكات أي قلب عربي نابض بالمقاومة وبصرف النظر عن دوافعه وموقعه في ساحة التنافس السياسي أو العقائدي أو العرقي أو الديني ، ولتدمير مقدرات وطن ومستقبل أمه من محيطها لخليجها .

وفي سبيل ذلك يتم استخدام كل الأدوات والوسائل وبما في ذلك السياسة والاقتصاد والاستثمار والديون والبلطجة والتآمر والجواسيس والخونه .. ويسخر رجال الدين والعلم والثقافة ونجوم المجتمع لتحقيق ذات الغاية .

أنها يا سادة أول حرب مصير من نوعها تشهدها منطقتنا .. إنها حرب عقائدية الطابع صفرية النتيجة .

ولكل ما نعلمه وما لا يعلمه الكثير منا والذي يضيق المجال هنا لمجرد سرد عناوينه ،

أقترح أن يقتصر جدول أعمال القمة العربية القادمة التي ستنعقد يوم ١٧ الجاري في بغداد علي بحث وإصدار بيان يطلق عليه بيان بغداد تعلن فيه رسمياً وفاة العرب الذين كنا نعرفهم وموت جامعتهم بعد مرحلة موت إكلينيكي لم تدم كثيرا .

ولا بأس في تنظيم حفل تأبين علي هامش القمة وحول أسوار بغداد تُحْتَسي فيه القهوة وتُتَبادل فيه كلمات الرثاء الحارة للفقيد وداره التي كانت عامرة .

وكما كان لي شرف صياغة مشروع القرار الذي اعتمدته القمة العربيه المنعقده بالقاهره عام ٢٠٠٠ ( والذي تم الاستقرار عليه من بين مشروعات مماثلة قدمتها الأمانة العامة ودول أخري ) وتم به إقرار آلية الإنعقاد الدوري للقمة ..

فأعلن من صفحتي هنا أنني متطوع أيضاً لصياغة مشروع بيان تاريخي يعتمد كقرار تاريخي عن القمة نشيع به وبكلمات عربية أعدكم بأن تكون رصينة وحارة ننعي فيه وطننا الفقيد بما يليق بما كان له من مكانة .

وإنا لله وإنا إليه راجعون .

وسوم: العدد 1125