إلى السيّدة الأستاذة الدكتورة أودري لويا رئيسة جامعة جنيف المحترمة

تحيّة تقدير واحترام،

أحييكم تحية الأحرار، وأحيي من خلالكم الشعب السويسري البطل، الذي طالما كان صوتًا للحياد النبيل والكرامة الإنسانية، ومثالًا يُحتذى به في الدفاع عن العدالة.

أتابع، كما يتابع كثيرون حول العالم، المواقف المشرّفة التي تتّخذها مؤسسات أكاديمية أوروبية مرموقة احتجاجاً على الحرب المدمّرة في قطاع غزة، ومن بينها القرار الأخلاقي النبيل الذي أعلنته جامعة جنيف بإنهاء تعاونها البحثي مع الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل أبيب، ورفض تجديد اتفاقيات التعاون مستقبلاً.

إنني، بوصفي أكاديمياً وحقوقياً عربياً، ونيابة عن أحرار العالم، أعبّر عن بالغ امتناني وتقديري لقيادتكم الحكيمة وشجاعتكم الأخلاقية في اتّخاذ هذا الموقف الواضح دعماً لحقوق الإنسان، ورفضاً لانتهاك القانون الدولي والإنساني في فلسطين.

لقد أثبتّم أن العِلم لا يمكن أن ينفصل عن الضمير، وأن الصمت الأكاديمي أمام المجازر هو تواطؤ مرفوض. إن قراركم التاريخي هذا يمثّل نقطة تحوّل في دور الجامعة العالمية بوصفها سلطة أخلاقية، تنصر المظلوم وترفض التطبيع مع الجريمة.

وأرجو اعتبار هذه الرسالة وثيقة تاريخية، تعبّر عن الامتنان الجمعي لكل أحرار الأمة والضمائر الحيّة في هذا العالم، تجاه موقفكم النبيل الذي سيسجله التاريخ بأحرف من نور.

نشكركم على هذا الموقف الإنساني الرفيع، وندعو الجامعات الأخرى أن تحذو حذوكم، وأن تظلَّ جامعات العالم منابر للحرية، والعدالة، وكرامة الإنسان.

مع خالص الاحترام والتقدير،

عامر العظم

رئيس جمعية المترجمين العرب

رئيس اتحاد المثقفين الأحرار

وسوم: العدد 1127