أبطال الزنة طرقوا باب الميركافا وتلك حكاية
عندما تشاهد فيديو عملية منطقة الزنة شرق خان يونس، لا تملك إلا أن تدمع عيناك بحرقة.. يا الله كيف ركضوا نحو الدبابة بكل شجاعة وبسالة، يحاولون فتح بابها، يطرقون جدران الميركافا بأيدهم، لأنهم لا يمتلكون الأسلحة الكافية والمناسب، وبعضهم لم يتناول في يومه ذاك سوى تمرة، وربما كان يتضور جوعا وربما لم يشرب الماء.
مشهد يؤرخ ويوثق لدراسة مستقبلية لمعدن هؤلاء الرجال، وإلى أي مدى وصل حبهم للشهادة وإخلاصهم في الدفاع عن وطنهم ودينهم ومقدساتهم.
بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد نوعية لكمين محكم استهدف قوة من جيش الاحتلال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأظهرت اللقطات تفاصيل الاشتباك المباشر الذي دار بين عناصر القسام والقوة الإسرائيلية من نقطة الصفر.
كما أظهرت المشاهد لحظة مطاردة مقاتلي القسام لدبابة إسرائيلية، انسحبت من ساحة الاشتباك تحت وقع النيران، في مشهد يعكس حالة الارتباك التي سادت صفوف القوة المتسللة بعد وقوعها في الكمين، وسط سماع أصوات استغاثة وصراخ في صفوف القوة المستهدفة.
قوة كمين “الأبرار” في منطقة الزنة، في أنه استهدف قوة كوماندوز إسرائيلية مؤلفة من نحو 30 جنديا. بدأ بزرع عبوات ناسفة على مدى 50 يوما استعدادا للعملية، قبل أن يتم استدراج القوة الإسرائيلية إلى موقع الكمين. وأظهرت مشاهد العملية اشتباكا عنيفا من المسافة صفر، حيث أطلق المقاومون نيرانا كثيفة تجاه الجنود.
كما أظهرت المقاطع لحظات فرار من تبقى من الجنود نحو أحد المنازل، الذي كان مفخخا أيضا، وتم تفجيره بعد دخولهم.
طرقوا باب الدبابة لأنه بدون الطرق والرصاص والصواريخ لن يكتب لهذا العدو الهزيمة والسقوط، أكثر من 661 يوما وهم يطرقون ويضربون وينصبون الكمائن، لم يتعبوا لأن معركتهم عقائدية وليست طلبا لدنيا أو متاع زائل.
لم يستسلموا كما فعل أبطال رواية “رجال تحت الشمس ” للقاص والروائي الشهيد غسان كنفاني الذين اختنقوا في الخزان، ولم يحاولوا حتى طرق الخزان.
الرجال في قطاع غزة يطرقون كل شيء، ويصنعون مجدهم وتاريخهم، بل إن جيشًا قيل إنه لا يقهر، وحلف الناتو بكل قوته العسكرية والاستخباراتية واللوجستية، إلى جانب خيانات، ومع ذلك لا يزال الرجال يطرقون أبواب الدبابة فيما يختبئ خلفها جراذين مذعورة هربوا بدبابتهم خوفا من مواجهة رجال باعوا أنفسهم من اجل الآخرة.
العالم كله قضية وما يجري في غزة من بطولات أسطورية قضية أخرى تحتاج إلى تدريس وتمحيص وقراءة، وتلك حكاية أخرى.
وسوم: العدد 1128