ورقة لمؤتمر كلنا سوريون

ورقة لمؤتمر كلنا سوريون

هذه هي ورقة العمل المقدمة لمؤتمر كلنا سوريون

أرجو نقاشها بمنتهى الشفافية والحرص مع فائق احترامي للجميع

كلنا سوريون

معاً.. نحو وطن للجميع

إذا كانت الطائفية كرابط اجتماعي تشكلت في مراحل سابقة للدولة, فهي لاتزال حتى اللحظة عائقا أمام رابط المواطنة, والذي تقام على أساسه الدولة الحديثة .

وإذا كانت الدولة التي عرفتها سورية بعد استقلالها وحتى الآن لم تساهم في تطوير الهوية الوطنية للشعب السوري, وبالتالي فإن النكوص الى مكونات ماقبل الدولة يغدو مرجحاً في حال الازمات التي تعصف بالوطن .

وإذا كانت الطائفية ليست من اختراع حافظ الأسد , فإن الفترة ما بعد الاستقلال حاولت تجاوزها , إلا أنه - الاسد - عاد لاعتمادها اسلوباً حاسماً في فترة حكمه , ليس لأنه منحاز لطائفة بعينها , بل لأنه ببساطة رأى فيها اسلوباً يمكّنه من اضعاف القوى المجتمعية, وبالتالي فإنه بها يقوّي فرص سلطته في البقاء والسيطرة .

إن الاستبداد والطغيان في مراحل متعددة من تاريخ سوريا الحديث وخصوصا في فترة حكم آل الاسد, أدى إلى غياب الحياة السياسية التي من شأنها توليد الأحزاب والرؤى والبرامج والسياسات, اي انتماء المواطنة العابر للطوائف والاقليات. وعزز على مدى عقود, من مخاطر انفراط المجتمع السوري الى صيغ مكوناته الاعمق في التاريخ .

إن النظام الذي يزداد عزلة وضعفاً سيعمل على دفع العصبويات الطائفية الى حالة الاقتتال الدموي , الأمر الذي يحقق له تفتيت القوى التي تقف في وجهه من جهة , ويحقق له أيضا إرباك المجتمع الدولي في تعاطيه مع الأزمة السورية وما حوادث القتل الطائفي والمجازر والفيديوهات المسربة والكذب الاعلامي الصفيق و..و.. إلا تهيئة مسبقة للدفع بهذا الاتجاه .

. ان كل ماذكر عن النظام لاينفي أن هناك قوى تشكلت , ومنها من يقف ضد النظام , لكنها تتقاطع معه في الدفع باتجاه الصراع الطائفي ولحسابات تتعلق بها وبارتباطاتها .

 

ان العمل على نزع الورقة الطائفية من يد النظام ويد كل من يستعملها هو امر بالغ الاهمية كمقدمة لاسقاط النظام ,أولاً, وكمدخل لاعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري على اسس الدولة الحديثة دولة المواطنة والعدالة, ثانياً.

ان الطائفة العلوية بالتحديد هي اكثر طوائف المجتمع السوري خصوصية في المحنة السورية الراهنة , فهي من عمل حافظ الأسد منذ توليه الحكم على تهميش وعزل وتصفية كل من يمكن ان يكون ذا تأثير فيها باستثناء أسرته و حراسه المختارين منها بعناية. وهي من ألصقت ظلماً بالنظام نتيجة سوء فهم لتركيبة هذا النظام، او لغاية في نفس البعض. وهي الطائفة التي حاول النظام الباسها ثوب العداء للطوائف الأخرى كي يبقي على ارتهانها له. وهي من يسهل النظام اليوم قتل أبنائها واستهدافهم لتعزيز قناعتها بأنها مستهدفة في وجودها. وهي التي تعمل جهات كثيرة داخلية وخارجية لايهامها انها في خطر حقيقي.

كل هذا من أجل تعقيد شروط انجاز الصيغة الوطنية الحقيقية الكفيلة باسقاط النظام والكفيلة ايضا بالانتقال الى الدولة التي قامت الثورة من أجلها.

من هنا فإننا كمعارضين وطنيين سوريين ولدنا في هذه الطائفة , ورغم أننا ترددنا كثيرا قبل التوجه الى هذا الطريق الذي قد يتهم ( بسوء فهم أو سوء نية) بالطائفية. إلا أننا نرى أنه أصبح موقفاً وطنياً ضرورياً وملحاً، لانقاذ سورية من يد نظام لايردعه رادع أخلاقي أو وطني أو إنساني عن إبادة سوريا بمن فيها للبقاء في السلطة.

وإننا نأمل من خلال عقد مؤتمرنا هذا الوصول الى مايلي :

• فضح آليات عمل النظام في استثمار التركيبة الطائفية للمجتمع السوري , كمقدمة ضرورية لفك ارتباط النظام مع كل الموالين له على اساس طائفي او اقلوي .

• التأكيد على طبيعة هذا النظام, بوصفه نظاماً لايرتبط الا بمصالحه الخاصة والذي دمر سوريا من أجلها.

• تعرية كل الممارسات الطائفية المتعمدة من قبل النظام ومن قبل أطراف أخرى داخلية وخارجية ,لاترى المجتمع السوري إلا بوصفه طوائف , وتبني مواقفها ومصالحها على هذه الصيغة راهناً ومستقبلاً .

• العمل مع كل قوى الحراك الثوري التي تقف في وجه النظام على تنقية الثورة السورية من التيارات التكفيرية المتطرفة التي تحاول حرف الثورة عن مسارها الوطني الديمقراطي .

• العمل على تقوية روح الشعب السوري المتشكلة تاريخياً والقادرة على انتاج أفضل صيغ الاندماج الحقيقي لمجتمع متنوع كالمجتمع السوري .

• العمل على تعزيز حالات الانشقاق عن النظام , وخصوصا بين ابناء الاقليات بما فيهم أبناء الطائفة العلوية, واحتضانها , والعمل على توسيع الحراك الثوري .

• المساهمة في قيام مؤسسات قانونية من شأنها العمل على فكرة العدالة الاجتماعية ومتطلباتها.

• الوقوف بوضوح وحسم ضد كل ما من شاته ان يؤدي الى الحرب الاهلية وتقسيم سورية وادانة وفضح كل الاطراف الداخلية والخارجية التي تعمل من اجل ذلك .