سكوت الغرب عن جريمة قتل ارتكبها مواطن أمريكي

في حق مواطنين عرب

دليل على شرعنته استباحة الدم العربي

محمد شركي

[email protected]

بدم بارد كما بقال أطلق  مواطن أمريكي بدوافع عنصرية النار على ثلاثة عرب من جيرانه . وانتظرنا من العالم الحر ـ يا حسرتاه ـ  بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية أن يتحرك بنفس الوتيرة التي تحرك بها في فرنسا عندما سقط ضحايا شارلي إبدو إلا أن ما وقع هو تجاهل سقوط الضحايا العرب الثلاثة ، وكأن شيئا لم يحدث مما بعني أن المجتمعات الغربية تستخف بالدم العربي وتضفي الشرعية على استباحته من طرف أصحاب الدوافع العنصرية الحاقدين . وليست هذه المرة الأولى التي تستخف فيها المجتمعات الغربية بالدم العربي حيث سالت الدماء العربية في قطاع غزة مدرارا على يد قوات الاحتلال الصهيوني ،ولم تحرك هذه المجتمعات  الغربية ساكنا بل وقفت مساندة للصهاينة  في عدوانهم الغاشم دون وخز ضمير . وتسيل الدماء العربية  في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن وديانا ووراء ذلك تحريض المجتمعات الغربية من خلال نفخها في النعرات الطائفية ، وتأجيج الصراعات الدامية ، وتمويل  وتجييش العصابات الإجرامية  المصنوعة مخابراتيا ، والسكوت على جرائم أنظمة مستبدة ، الشيء الذي جعل الدم العربي أرخص دم في العالم بل يعدل  دم البعوض . وفي فرنسا طعن مواطن مغربي  وأريق دمه بدافع عنصري وعلى خلفية أحداث شارلي  دون أن يعني ذلك شيئا بالنسبة للدولة الفرنسية . ولم يقف أحد في العالم مستنكرا هدر الدم العربي في فرنسا وفي الولايات المتحدة بدوافع عنصرية حاقدة . فهذه  هي حقيقة العالم الغربي الذي يتشدق بالديمقراطية والحرية  والعدالة  وحقوق الإنسان والقيم الإنسانية . إنه عالم يغلي دم رعاياه في حين يبخس الدم العربي . ولقد سارع الإعلام الغربي إلى وصف المجرم الذي أزهق أرواح العرب الثلاثة بالاختلال العقلي ، الشيء الذي يعني أن اختلال  عقل الإنسان الغربي يبيح له هدر الدم العربي ببرودة بل اختلاله لا يدفعه إلى هدر الدم الغربي وإنما  يوجهه مباشرة إلى الدم العربي . إنه المنطق الغربي المستكبر  الذي يجيز الاستخفاف بالدم العربي لأنه  لا يوجد من يصونه في عالم يهيمن عليه  هذا الغرب المتغطرس، ويقضي فيه بأهوائه كما يشاء دون رقيب أو حسيب . إنه زمن بؤس الحضارة الإنسانية التي آلت إلى الإنسان الغربي المتجبر ، و الذي يفرض قيمه  المنحطة على العرب  بالقوة ، ويجعل بعضهم من شيعته ، والبعض الآخر من عدوه ، فيسفك دماء من يشاء ويستحيي من يشاء على الطريقة الفرعونية . فالله الله في الدم العربي المسترخص في المجتمعات الغربية ، وفي عقر دار المجتمعات العربية بتحريض من المجتمعات الغربية التي تصدر في ذلك عن حقد أسود على العرب .