أسر الضباط اليمنيين في سورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

والمعادلة اليمنية ومبادرة مرسي

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

من أكبر العيوب والذنوب التي يرتكبها الإنسان المجاملة والحب الأعمى أو الإتباع الأعمى ، والرئيس المصري المنتخب ديمقراطياً هو مما لاشك فيه خير من غيره مهما كان ، لأنه يُمثل إرادة الشعب واختياره ، والرئيس بشر يُخطئ ويُصيب وعلينا جميعاً المشاركة في التصويب والتسديد والإشادة بالإيجابيات ، وما يهمني هنا من الرئيس وحكومته وطاقمه فيما يتعلق بالصعيد الخارجي ، لأن الأمر الداخلي له متخصصون محليون يُقيمون الانجازات والتعثرات ، وقد قلنا منذ بداية تعيين الوزارة إن اختيار وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو كان خطأً كبيراً ، وإشارة فاقعة سوداء باتجاه الشعب السوري ، هذا الوزير الذي شارك وولغ في دماء السوريين عبر مبادرة وزارته التي لم تكن تستهدف إلا القضاء على الثورة السورية ، وقد أخذت وقتا طويلاً وأنهاراً من الدماء ، وهو إلى اليوم لم يتخلى عنها ويحاول تسويقها ، مما أدّى إلى سرحان السيد رئيس الوزراء هشام قنديل عن القضية السورية بشكل كامل ، ولم نسمع له حثيثاً ، وكذلك تباطؤ الرئيس مرسي في إعلانه عن موقف إلى مؤتمر عدم الانحياز في طهران بخطابه الشهير ، الذي لاقى تأييدا شعبياً واسعاً ، لتلحقه خيبة الأمل فيما بعد ، إثر إعلانه عن مبادرته ، المشارك فيها القاتل الإيراني ، وهي بحد ذاتها لم تكن إلا مضيعة للوقت الذي لم يكن ثمنه في سورية إلا المزيد من الدماء ، ومن يومها سقط الآلاف من الشهداء والجرحى ، ومن يومها زاد منسوب القتل وجريمة العصابة الأسدية ، لنسأل بعد كل هذا ؟ وماذا بعد ؟

 

وبالفعل وماذا بعد هذه المبادرة ؟ فشعبنا السوري سئم المبادرات ، ونقولها صريحة إما أن يكون هناك موقف واضح لالبس فيه ، بخطوات عملية ، وإما إعلان التخلي عن النصرة ، ولن يضيرنا كشعب سوري من تخلى عنّا ، ويكفينا أنّ الله معنا ، ولن يزيدنا ذلك إلا عزيمة وتصميماً ، فلا نريد أن نتعلق بالأماني ، فالرئيس المصري المنتخب عليه أن يُلبي متطلبات شعبه ، والشعب المصري أكثر طموحاً وحماسة لنصرة الشعب السوري من الموقف المصري الرسمي ، فقط هبّة رسمية مصرية كفيلة لتشعل الأرض من تحت أقدام أوغاد آل الأسد إن كانت هناك العزيمة ، وكفيلة لتغير تخاذل الموقف العربي والعالمي المُهين ، فدماء السوريين ليست أقل شأناً من الإساءة لنبي الإسلام محمدنا صلى الله عليه وسلم ، والأعظم من ذلك هو التطاول الحاصل والمُمنهج على الذات الإلهية التي تقوم به عصابات آل الأسد بتوجيه مباشر من قياداتها المافاوية ، وعلى رأسهم الزنديق الزميم العتل البغيض المتأله الوضيع بشار ابن أبيه الملعونة روحه إلى يوم الدين حافظ الأفسد ، هذه الأسرة ذات التاريخ الأوسخ بكل أنواع الآثام والشرور ، بدءاً بالأب الذي تأله قبل ابنه ، وعلا في الأرض علواً كبيراً ، وقتلاً للسوريين وانتهاكا للمقدسات ولكتاب الله وتهديم أماكن العبادة وتدمير المدن فوق ساكنيها ، وابنه الحقير بشار زاد عن أبيه المدنس ، ومع ذلك لم نجد هبّة إسلامية كالتي حصلت عند الإساءة لسيد الخلق نبينا الأعظم محمد صلى الله وعليه وسلم ، والتي حرف مسارها إلى أعمال عنف هم بني صفيون ، في محاولة لإنقاذ تابعهم السافل في دمشق ، فسُيست الغضبة وأساءت حراكها بالهجومات غير المقبولة على أماكن منع الإسلام الاقتراب منها ، وأشخاص أُعطوا الأمان فوقع عليهم الغدر 

 

ليتضح لنا فيما بعد الاصابع التي كانت وراء الحملة المُسيسة لأهداف دنيئة كما جرى في ليبيا ، بقصد تشويه صورة ثورتها القوّة الضاربة في المنطقة الحرس الثوري الإيراني عبر أذناب قمامات قم ، وكذلك الحال في كل من تونس ومصر ، وحتى من كان وراء قتلة الجنود المصريين في سيناء تبين أنهم بني صفيون، وفي اليمن الحوثيين المتوغلين في مؤسسات الدولة ، وأذنابهم هم أيضاً من فعّلوا قائمة العصابات الأسدية " الأنتربولية " بحق أحرار سورية المطلوبة رؤوسهم لتلك العصابة ، وهم – الحوثيين - يُرسلون قوافلهم المُدربة إيرانيا الى سورية للقتال إلى جانب السفاح بشار والمشاركة في سفك الدم السوري ، وهذا ماظهر جليا من خلال اتهامات الحكومة اليمنية بشكل واضح ، ومثلهم أعوان فارس في العراق ولبنان من نصر الشيطان وحزبه ، الذين لم يهزهم تدمير المساجد في سورية ، وتدنيس المصاحف ، والتعدّي على الذات الإلهية ، بل الأنكى أن عصاباتهم مُشاركة الى جانب آل الأسد في مذابح الشعب السوري ، وإيران أصانص النجاسات والخداع والتضليل والعهر ، وهكذا لو فتشنا عن كل سفالة وناقصة لوجدنا بني صفيون وصهيون قادتها ، ولذلك كان عجبنا مما حصل في الإساءة إلى عظيمنا وقائدنا وسيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم من استغلال الواقعة ، لتصب في مصب حثالات قم ومجرمي سورية ، وكنا نتمنى على أهل العروبة والإسلام لو أرونا غضبتهم لما كان ولازال بالأعظم إساءة لرب الأرباب ، ففي أمريكا صعلوك حقير أراد الإثارة مدفوع من بني صهيون ، ولايُعبر عن رأي الحكومة الأمريكية ، بينما في سورية نهج ممنهج ترعاه حثالات الكفر والردة والجريمة ، التي لازالت تفتك بدماء السوريين البريئة ، ولو كانوا فعلوا – المسلمين - مايجب من الغضبة على صفيون دمشق ، لما تجرأ بني صهيون على الإساءة ، فويل للعرب والمسلمين من شر اقترب ، وهم يرون محارم الله في سورية تنتهك ولايهتز لهم شعرة ، فأي عار بعد الذي ذكرنا 

 

لأصل إلى الموضوع اليمني المهم ، لأقول إلى كل القوى السياسية السورية وجيشنا الحر الباسل وكتائبنا الضاربة في كل البقاع السورية ، أن يتحرو الدقة في الاتهام الموجه إلى الضباط اليمنيين ، وقد ساءني ماسمعت عن كلام يتهم الحكومة اليمنية الحليفة للشعب السوري بالتواطؤ مع النظام لأؤكد على وجود لبس في هذا الموضوع ، ويجب ألا ننسى توغل بعض العصابات الحوثية في مؤسسات الدولة اليمنية التي تحتاج إلى التطهير ، تلك الفلول من فعّلت قائمة المطلوبين السوريين ال 118 من أحرار سورية على المنافذ اليمنية لإلقاء القبض عليهم لتسليمهم لنظام العصابات كما جرى معي ، ولم تكن الحكومة اليمنية على دراية بهذا الموضوع وأؤكد على ذلك ، ولا نريد أن نزعل حليفنا المساند لنا ، وكل ما أرجوه بفتح تحقيق شفاف يُسلم للحكومة اليمنية من أصحاب القرار الحر ، وإعلان النتائج ليحاكم الشعب اليمني كل المتورطين في الشأن السوري ، والتنبيه أيضا على وجود مقاتلين حوثيين في صفوف عصابات آل الأسد ، كما أكدوا هم لي ذلك عندما كنت في صنعاء ، فمن قرية واحدة من قراهم 81 كلب حوثي في سورية يُشاركون بالمذابح ، والمجموع العام بالمئات ، كما وأرجو التعاون الحثيث مع الحكومة اليمنية في تبادل المعلومات والتنسيق لما فيه مصلحة للثورة السورية ، وأرجو أيضا على الحكومة اليمنية أن تتفهم ألام ثوارنا وشعبنا ومستوى الدم الذي يسيل بمشاركة الحوثيين دون أن تجري تحقيقاتها بهذا الشأن ، وتعاقب مجرميهم العائدين من سورية معاملة القاتل ، ولا تغض الطرف عنهم تحت أي مُسمى كمجرمين قتلة وسفلة ، وإن لم تفعل سنُصاب بخيبة أمل منهم كما فقدناها في الكثير وهذا ما لانأمله ، وعليها ألا تتساهل بهذا الموضوع أبداً وإلا فالشعب اليمني لن يرحمها ولن يغفر لها التاريخ أي تقاعس ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم 

 

رسائل متنوعة 

إلى البان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة ، هذا الأفاق ذو الوجهين ، الذي كان يتباهى بمصافحته للتافه وليد المعلم سفير رأس الإجرام ، ثم يقول لنا أعطيته كلاماً رادعاً ، هذا النفاق ينطبق على المجتمع الدولي الذي يقول بأن نظام المجرم السفاح بشار الأسد فقد شرعيته ، ونحن نراه بكل وقاحة على منبر الأمم المتحدة ، فأي كذب وتدجيل يسلكه هذا المجتمع الدولي الخبيث الذي يتلذذ بسفك الدم السوري ، وهو لايفعل مايجب من مسؤولية تجاه عصابة الأسد التي أخذت البلاد رهينة ، تقيم بهم المذابح إلى أن يركعوا ، بل هم الخاسئون ، والله ناصرنا بإذن الله