سلطانٌ متناقضٌ وشعبٌ لا يفكر

زينب علي الصالح

كان السلطان جالسًا على عرشه يتأمل التّرف الذي هو فيه، وبعضًا من حراسه. أتى رهط من حيث لا أدري، فقالوا له: "أيها السلطان، هناك قومٌ هم أعداء لنا، ففعلنا ما قلت لنا أن أحببناهم وأحسنّا إليهم، ولكن ضجرنا منهم بسبب شغبهم وأذاهم، فماذا نفعل؟".

غضب السلطان وقام يصرخُ: " أحضروا الأعداء واذبحوهم قدامي"!..

وبعد ذلك، جاء شابٌ جميل المحيّا، قائلا: " أيها السلطان إنّي قد إتبعت الوصية كما أمرتني، فإنني لم أشرب الخمر قطّ، لكن أراك يا سيدي تشرب الخمر وتسكر!، أفلا أتبعك وأكون مثلك!؟!". ردّ السلطان: "ها، نعم صحيح، تعال تعال، فأنا إنسان أكول وشريب خمر!!، عليك أن تتبعني، نعم تتبعني ."!!

أما أنا خرجت من باب المملكة القذرة والنّجسة، أتحسر على قوم جاهلٍ لا يفكر، وغاضبةً من سلطان متناقضٍ، شريب خمر!.