أين الحقيقة؟ من هو داعش الحقيقي؟

أين الحقيقة؟ من هو داعش الحقيقي؟

م. عز الدين سلامة

[email protected]

لا بد من التعليق على الفيديو الذي نشر عن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وخصوصاً لما له من تأثير سلبي جداً على الإسلام وسمعة المسلمين وتصويرهم أنهم وحوش وقتلة وهنا لا بد من بد من الإجابة على هذه التساؤلات المشروعة

بداية القتل الوحشي سواءً بالحرق أو الذبح مدان بأقسى عبارات الإدانة والشجب والاستنكار أيا كانت الجهة التي تقوم بها وهنا لا عبرة بالديانة أو المبدأ الذي يتبناه الفاعل.

الإدانة تشمل جميع من يقومون بمثل هذا الفعل الشنيع ابتداءً من جرائم هولاكو ومحاكم التفتيش في أوروبا والأندلس، وذبح الهنود الحمر في الأمريكتين، مروراً بجرائم الحروب الصليبية والإستعمار الغربي لبلادنا وما وكبه من قتل وتعذيب وإزهاق للأرواح البشرية البريئة، وجرائم الحروب العالمية الطاحنة التي راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر، وجرائم البلشفية والنازية والصهيونية والتي كانت ضحاياها مسلمين في الغالبية العظمى، ناهيك عن جرائم التدخل الأمريكي والغربي في فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان وسوريا وليبيا ، ولن ننسى جرائم حرق المسلمين في بورما وأفريقيا الوسطى وأخيراً جرائم الطغاة مثل بشار والسيسي والقذافي وعبد الله صالح والمالكي ومن قبله ومن بعده وما صاحبها من قتل وذبح وحرق بالغازات السامة أو الميادين وتهجير وتشريد للملايين من المسلمين عن ديارهم وأوطانهم أو حروب إسرائيل وجرائمها في غزة وحرق الفلسطينيين بالأسلحة المحرمة دولياً والفسفور الأبيض.

نلاحظ أن سلسلة الجرائم في النقطة الثانية طويلة طول التاريخ الأسود لأمريكا والغرب وإسرائيل وأذنابهم في المنطقة، منظمات القتل والإرهاب أمثال البلشفية والنازية والصهيونية والتي كلها لا تمت للإسلام بصلة.

لماذا يتم التركيز فقط على الجريمة عندما تكون ممن يدعي الإسلام (على فرض صحة أشرطة الفيديو وفبركاتها) وعلى فرض صحتها كم هي نسبتها إذا قورنت بالفظائع السابقة الذكر.

الإخراج السينمائي الهوليوودي لفيديوهات القتل البشع تضع ألف علامة سؤال حول (الهدف منها، والجهات التي تقف خلفها).

السؤال المهم هو " من الذي أوصل المنطقة لما وصلت إليه من قتل وخراب ودمار؟" أليست أمريكا والغرب ومن يقف معها ويتحالف معها من الطغاة الذين تسلطوا ويتسلطون على رقاب العباد والشعوب المطحونة، أليس الجوع والخوف والظلم والإحباط الذي وصلت إليه شعوب المنطقة جراء سياسات وممارسات الغول الإمبريالي والصهيوني ومن يدور بفلكهم؟

نعم معاذ الكساسبة مسلم وضحية ونتعاطف مع ذويه ونسأل الله أن يصبرهم ولكن السؤال المهم: هل حقاً كانت تلك هي حرب معاذ وإخوانه من الطيارين الأردنيين؟ ولماذا لا نعتبره ضحية من أرسله، ولماذا نكون نحن الضحايا في أتون أطماع الغرب في مقدرات شعوبنا؟ لماذا نحن من يدفع الثمن سواءً من نفطنا وخبزنا أو أرواح شبابنا؟

من الأقرب للطائرات الأردنية إسرائيل أم الرقة؟ ولماذا لم نشاهد طيارينا الأشاوس يدافعون عن أطفال غزة وهم يدفنون أحياءً تحت القصف الصهيوني، أو لماذا لم نرها تدافع عن أطفال سوريا وهم يحرقون بالغازات السامة أو البراميل المتفجرة أو أطفال العراق الذين يقتلون كل يوم في الأنبار والفلوجة وباقي المدن العراقية؟

لماذا ننسى المسببات والأفعال ونقفز دائماً لبعض النتائج وردات الفعل التي تظهر نتيجة الفعل الحقيقي لإجرام أمريكا وإسرائيل وأذنابهم وكثيراً ما يكون تصوير هذه النتائج مبالغ به أو مزيف ومدبلج لننسى الفعل الحقيقي أو السبب الذي أوصلنا لهذه التصرفات.

لماذا نتغاضى ونغض الطرف عن المجرم الحقيقي لهذه الأمة ونريد أن نصدق أن عدونا هم المسلمون أياً كانت مسمياتهم.

ألا يحق لنا أن نستغرب كيف أسقطت أمريكا حكم صدام خلال شهر واحد وتعجز عن إسقاط تنظيم داعش وتقول إن ذلك يحتاج لسنوات، ثم لماذا ظهرت داعش وتمددت وسطع نجمها بسرعة البرق، وكيف انسحب الجيش العراقي واستولت على أسلحته ، ألا يحق لنا أن نستغرب ذلك؟

لا بد أن نستفيق من هذا الضياع وهذه الغفلة ونعرف كيف نرى الأمور على حقيقتها لا كما يريدنا أعداءنا أن نراها!!!!!