لنرفعْ سقف اهتماماتنا

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

كثرت في الآونة الأخيرة دعوات في الفيسبوك والنت إلى اهتمامات تُعتبر قاصرة إذا ما أردنا أن ننهض بديننا وننشره وندافع عنه ، يقوم بها إخوة لا نشك بحبهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، لكننا نرى اهتمامهم هذا قاصراً عما يريده الحبيب المصطفى من فهم كامل للإسلام وعمل مخطط له – هذا ما أزعمه-  وإن كان ناتجاً عن حب وتقدير للمصطفى صلى الله عليه وسلم.

فبعضهم يريد جمع ألف صلاة على النبي ، وبعضهم الآخر يتابع صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية وينسى صفاته الخُلُقية ...

أرى أن الاهتمام ينبغي أن يكون في اتباع رسول الله عملاً وفعلاً لا اتباعه في الظاهر فقط ، فالاهتمام بالظاهر ضعف في الرؤية وقصور في الهدف ، وسامحوني لهذه الصراحة . فبَدل جمع الصلوات على الحبيب صلى الله عليه وسلم ومتابعتها ، وبدل الاهتمام بِطولِه وبياضه وعينيه وشعره وعمامته و.. دعونا نهتم بتربية ابنائنا ونسائنا وإخوتنا واقاربنا على منهج الإسلام الذي دعانا إليه حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ولْنهتم بديننا وبالدعوة إليه وبالتزام أخلاق المصطفى والسير على ما سار عليه ، فما بُعث عليه الصلاة والسلام إلّا لهذا .

 ولعلي أسألكم ولا أريد الجواب كتابة .. أريده عملاً وتصميماً :وتنفيذاً.

هل تدرسون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع أسركم مرة في الأسبوع أو في الأسبوعين بشكل منتظم؟ وهل تستخلصون العبر والعظات من سيرته ليكون قدوتنا وأسوتنا؟

 هل تدرسون حديثاً شريفا مع اسركم كل أسبوع أو أسبوعين وتحفظونه، وتقرؤون ما وراء السطور فهماً ودراية وتطبيقاً؟

 هل تقرأون القرآن بشكل منتظم مع أسركم وتختارون لهم بعض الآيات للتفسير،تستخلصون جواهر المعاني وتحببونهم القرآنَ وتلاوته ، وتستنبطون أساليبه التربوية لتكون نبراس حياة ، وهل تزرعون في عقولهم وقلوبهم الانتماء له؟

 هذا بعض ما نريده ... أما جمع الصلوات على النبي فعمل من لا عمل له ،  ومعنى عمل من لا عمل له : (ضعف الأداء والرضا بالسهل والاهتمام بالقليل )  .. وما ينبغي للمسلم أن يرضى بالقليل ويهتم بالأسهل من الأمور ،وأن يتوانى ويتكاسل  ؟ لا أريد جوابا لفظياً أريد جواباً عمليا.