مخطط إيراني لاجتياح الأنبار وصولاً إلى مساندة نظام الأسد

مخطط إيراني لاجتياح الأنبار

وصولاً إلى مساندة نظام الأسد

بغداد – شبكة أخبار العراق: كشفت مصادر في "الحزب الاسلامي" العراقي ان هناك خطة ايرانية للتدخل العسكري الواسع عبر محافظة الانبار العراقية السنية غرب بغداد باتجاه سورية لدعم نظام بشار الاسد في حال اندلعت حرب اقليمية نتيجة تدخل عسكري غربي محتمل.ونقل عن المصادر قولها: ان الخطة الايرانية تعتمد على أمرين أساسيين

- الأول دعم وحدات عسكرية عراقية تابعة للميليشيات والاحزاب الدينية الشيعية في مقدمها "حزب الدعوة" برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي والتي ستشرف على تأمين خط سير القوات الايرانية الكبيرة التي ستتدخل في سورية.

- الثاني إرسال حكومة المالكي قوات خاصة للإشراف على الممر البري الممتد من محافظة ديالى مروراً ببغداد وانتهاء بالطريق السريعة في محافظة الانبار باتجاه نقطتي الحدود السوريتين في التنف والبوكمال ما أعطى اشارات قوية من الناحية الستراتيجية الامنية ان هناك نية مسبقة لمساعدة قوات التدخل الايرانية على عبور الاراضي العراقية باتجاه الاراضي السورية.

 وأضافت المصادر أن قيادة تنظيمات الصحوة السنية أصدرت تعليمات صارمة لعناصرها المنخرطة في القوات الامنية داخل الانبار أو تلك التي لم تنخرط بعد بهذه القوات لـ"الاستعداد للمعركة مع القوات الايرانية الغازية" وانها من الآن ستكون في حالة استنفار كما أن مجلس عشائر الأنبار وضع خطة لتسليح ابناء العشائر. في سياق متصل كشفت أوساط داخل التحالف الشيعي الحاكم الذي يقود حكومة المالكي ان طهران ابلغت بغداد انها ستكون ملتزمة اتفاق الدفاع المشترك الموقع بين النظامين الايراني والسوري. ورأت الاوساط ان هذا البلاغ الايراني للحكومة العراقية ربما يكون معناه ان ايران تفكر بشكل جدي في التدخل العسكري الواسع لدعم الاسد في مواجهة تدخل عسكري غربي محتمل. واشارت إلى ان هناك انقساماً داخل التحالف الشيعي بين فريق يؤيد تسهيل مهمة القوات الايرانية العابرة الى سورية وبين فريق آخر متردد لمساندة هذه الخطوة الايرانية وبين فريق ثالث يعارض ويؤمن بأن مصلحة العراق أولاً وان على التحالف ان يستشير شركاءه السنة والأكراد وان لا يتخذ اي قرار منفرد في هذا الملف الحيوي والمصيري. وهذا الفريق الاخير يتبنى الرأي القائل بحتمية سقوط الأسد وهزيمة النظام الايراني, وبالتالي اذا تدخل التحالف الشيعي في العراق لدعم التدخل العسكري الايراني فسيكون الثمن هو زوال وانهيار حكومة المالكي. من جهته, قال عضو مجلس محافظة الانبار جاسم الحلبوسي ان المحافظة وضعت خطة امنية شاملة لمواجهة حرب اقليمية واسعة في سورية بالتنسيق وبإشراف الحكومة في بغداد. واضاف ان القوات العسكرية الموجودة في الانبار واهالي المحافظة لن يسمحوا بعبور قوات عسكرية ايرانية كبيرة عبر مدينتهم الى سورية, مؤكداً أن مواجهة القوات الايرانية هو خيار المدنيين والعسكريين من المحافظة مهما كان الثمن. واشار الحلبوسي الى ان اندلاع حرب اقليمية سيعرض محافظة الانبار الواقعة على الحدود مع سورية الى احتمالين:

الاول: عبور قوات تابعة للنظام السوري الى داخل المحافظة للجوء او المناورة الميدانية وهذا الامر لن يتم لأن قرار الحكومتين المحلية والاتحادية هو استقبال المدنيين حصراً.

أما الاحتمال الثاني: فهو تدخل قوات ايرانية ودخولها حدود محافظة الانبار وهذا الامر سيواجه بحزم لأنه لن يسمح ابداً بتدخل ايراني عبر العراق في الوضع السوري, وفي حال رافقت القوات الايرانية قوات عراقية تابعة لميليشيات فإن الامر لن يختلف وستكون مواجهة القوات الايرانية والميليشيات العراقية معاً هو خيار اهل الانبار وقواتها الامنية.

 لكن النائب في ائتلاف "دولة القانون" أمين هادي عباس قال ان المالكي طلب من الحكومة الايرانية فتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتجنب الانحياز الى نظام الاسد ولعب دور ايجابي في الازمة السورية, مضيفاً ان اي تدخل عسكري ايراني في سورية سيعد مجازفة كبيرة وسيضر في المقام الاول بمصلحة ايران التي هي في الاساس تواجه مشكلات كبيرة مع الولايات المتحدة والدول الغربية. وأكد عباس ان المجتمع الدولي لن يسمح بعبور اي قوات ايرانية الى سورية عبر العراق لأن هذا الاخير لازال واقعاً تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة, وهذا معناه ان الدول الكبرى ستتدخل لحمايته من أي تدخلات عسكرية خارجية. وقلل النائب المقرب من المالكي من اهمية الخطاب الايراني الذي يتضمن تهديداً بالتدخل في سورية اذا كان هناك تدخل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة, معتبراً هذه التصريحات الايرانية مجرد وسيلة ضغط وتخويف لأن طهران عاجزة عن تنفيذ تهديداتها على الارض. ورجح أن تتحلى القيادة الايرانية بالحكمة والعقل مستبعداً أن تخوض اي حرب عسكرية مع دول كبرى من اجل نظام الاسد, كما أنها لن تجازف بمصالحها كدولة اقليمية مهمة وكبيرة ولها تاريخ إذا سارت الامور نحو تغيير النظام السوري الحالي.