الموضوع الطائفي الشائك
الموضوع الطائفي الشائك
كنت أتمنى دائماً ان اطرح الموضوع الطائفي الشائك للحوار
ولكن كنت دائماً أؤجل الموضوع احتراماً لاحد أهم ركائز الهيئة (لا للطائفية)
شجعني على طرحه الآن الأخ مجد الذي ناقش الموضوع من وجهة نظر احترمها طبعاً لا بل انني اعيشها
وانا اعلم ان بين اعضاء الهيئة بعض ابناء طائفتي من العلويين لديهم وجهات نظر قد تختلف عما سأطرحه او قد تتفق
واعتقد اننا هنا في الورشة نتمتع بالقدر الكافي من الوعي والديمقراطية لنطرح القضايا ونناقشها بهدوء ودون مواقف مسبقة اياً كانت هذه القضايا.
تاريخياً الطائفة عانت الكثير من المظالم وتعرضت لكثير من المجازر ،، هذا الأمر بدأ مع انهيار الدولة الحمدانية ولم ينتهي حتى زوال الاحتلال الفرنسي
كان الاستعمار بشكل عام يساعد على تعميق الخلافات بشتى الوسائل ،،
حتى أتى حزب البعث للسلطة ،، وتوسمت به الناس خيراً.
إلا أن هذا الاستعمار "الداخلي" الجديد لم يقدم لهذه القضية الشائكة في بنية المجتمع السوري مايفيد في حلحلة خيوطها ،، بل على العكس ساهم بتأزيمها بطريقة معاكسة تماماً.
فبعد أن كان العلويون يخشون النزول من قراهم ،، أصبح السنة يخشون زيارة قرى العلويين،، وهنا المفارقة.
هذا الأمر كان نتيجة سياسيات (قذرة) من نظام استخدم الطائفة وذبحها ولايزال ،،
النظام أعني من لحظة وصول صلاح جديد وبعده حافظ الأسد للسلطة حتى اليوم.
سأفترض لكم سيناريو كان من الممكن للنظام ان يقوم به ،، ثم سأسرد ماحصل فعلاً
السيناريو الافتراضي:
- قام ببناء المساجد والمدارس في القرى والمدن التي تتميز بالاغلبية العلوية ،، والهدف بالطبع عودة الطائفة للجامع "المسجد" وهم اهل هذه المساجد ،، كما هو معلوم عن آل بيت النبي الذين يدين العلويين بالولاء لهم ، وبالتالي كانت زالت تلك الخرافات عن اعتبار العلويين للجامع مكان للتحريض الطائفي ،،ولكانت وضعت قابة على تلك الحفنة من الشيوخ ،، وأغلبهم عبارة عن صف ضباط وضباط متقاعدون ،، يجدون (بالمشيخه) فرصة للحصول على لقمة العيش.
- قام ببناء المدارس عموما والشرعية منها تحديداً ،، والهدف تنشئة جيل مثقف واعي قادر على فهم تطور الحضارات بطريقة لاتسمح لبعض الرعاع من ابناء هذه الطائفة ان يستولوا على عقول ابنائها ليزيدوهم جهلاً وتخلفاً وتبعية ،، هذا الجيل لو أنه تربى على أصول المذهب الجعفري ،، لكان رفض كل تلك الترهات والخرافات عن ضرورة الحذر من السنة "القتلة" ، هذا الأمر تحديداً ساعدت على تنشيطه الجماعات السلفية الجهادية التي نشطت في أنحاء العالم والتي كفرت كل من لاينتمي لها حتى من أولئك المنتمون لمذهب أهل السنة والجماعة.
- قام بتطوير البنية التحتية لمناطقهم وساهم بانشاء مشاريع في هذه المناطق تنهض بالمنطقة مادياً واجتماعياً وفكرياً (طبعا هذا الأمر ينطبق على كل قرى سوريا دون استثناء).
- قام باعطاء حرية للإعلام وساهم بفتح حوارات بين شيوخ الطوائف بهدف تقريبهم من فكر بعضهم وتخفيف الفجوة الهائلة الموجودة بين العامة ونفي تلك الاساطير المتداولة بين الطرفين عن اجرام كل منهما الآخر واعتبار كل منهما للآخر ( كافراً) مصيره النار حتماً.
وانا لا اتحدث عن اطلاق كل الحريات ،، فلو انه اطلقها اساساً ماكنا وصلنا لمانحن فيه اليوم.
- لم يسمح بوصول ابنائها لقيادة فروع الامن التي تتحكم برقاب العباد ، ولم يسمح لبعض افراد عائلته بالتشبيح على ابناء الشعب لسنين طويلة.
بينما - واقعاً - كانت ممارسات النظام هي التالية:
- قام بعملية تدمير ممنهج للدين العلوي من خلال تعزيز مفاهيم غريبة عنه سوقها شيوخ يدينون بولائهم لضباط أمن ،، والهدف أن لايصل من ابناء هذه الطائفة للمناصب العليا مسؤولون يخشون الله رب العالمين ،، فمن يخشى الله يستحيل أن يقبل بماجرى ويجري على مدار سنين انتهت بفظائع
أيضاً هذا التدمير ساهم بابقاء النظام المرجعية الأولى لهذه الطائفة ،، كي يستغلها في أيام كهذه كما يفعل بمعنى انا سبب بقاؤكم على الحياة وبدوني فالموت وبأشنع الطرق مصيركم الحتمي ، ولو أن الطائفة تمتلك مرجعيات لاتنتمي لهذا النظام لكانت على الأقل نأت بنفسها عن الاجرام الذي مارسه ولايزال.
- ساهم وساعد وبرر للكثير من ابناءها في الجيش والأمن ممارسات قذرة في اذلال النفس البشرية ،، هذا عدا عن سماحه ولسنين لشبيحة القرداحة بممارسة أقذر العمليات ضد أي مفهوم أنساني عرفته البشرية ضد جميع مكونات المجتمع وابناء الطائفة أولهم ،، فتحولوا عبيد لهؤلاء يعملون لديهم بولاء مطلق ويحصلون على الفتات
- ساهم بشتى أنواع الطرق بافقار الأغلبية المطلقة منهم ، وحولهم لخدم في مؤسسات الدولة يعتاشون على اقل رواتب الدولة ويعيشون في عشوائيات في اطراف المدن وهذه العشوائيات لاتمتلك أدنى مقومات الحياة ،، وحارب فكرة اقامة أي مشروع انمائي في قراهم واذكر انني قبل سبعة أعوام كنت بأحدى القرى الجبلية التي وصل لها خط المياه أخيراً وخرج أهلها مهللين بعظمة القائد الجديد بشار ،، ولم يعلموا أن منذر الأسد كان يخطط لإقامة مشروع سياحي ضخم بشراكة مع بعض اللبنانيين ،، وهو المشروع الذي لم ينجز حتى اللحظة بسبب هروب منذر آنذاك لخلافات عائلية.
وللعلم فإن بعض القرى لم ترى الكهرباء حتى اليوم الذي قررت فيه سيرتيل اقامة ابراج للتغطية.
هذا كان عن ما سبق ،،
السؤال الأهم الآن هو ،،
اين تكمن مشكلة الثوار من العلويين ؟!!!
مشكلتنا في مجتمع اذا فكر اي منا في خلده بالظلم الواقع على الناس وباجرام النظام ،، لايملك الجرأة للتفكير بهذا الامر مرة أخرى ليس خوفاً من امن وشبيحة لا
خوفاً من اب وام واهل ومجتمع ،، واليوم بات خوفاً من القتل على الهوية.
مشكلتنا في ثورة ترفض قبولنا وتعتبرنا "مندسين" سنكتب “التقرير" آخر النهار ونوصله لفرع الأمن وعند دخولنا لاي مكان فيه حديث "ثوري" يتم تغيير الموضوع خوفاً من عمالتنا ،،
مشكلتنا مع نظام عقوبة “ابن الطائفة” المدان بأي عمل معارض تساوي عشر أضعاف عقوبة أي شخص آخر.
مشكلتنا مع جرائم طائفية “موثقة” تعرض لها اهلنا الذين سبق وقضوا عشرات السنين في سجن الاب حافظ ،، نضالهم وتاريخهم لم يشفع لهم امام من امتلأ قلبه حقداً على “طائفة” النظام
مشكلتنا بدأت منذ عشرات السنين ولن تنتهي بعشرات الشهور.
مشكلتنا في اسلمة الثورة وهو ما ساشرحه تفصيلياً لاحقاً.
نعود للب الموضوع وهو الثورة :
الثورة السورية هي ثورة شعبية انطلقت من أسباب وطنية وليس دينية، ورفعت منذ بداياتها شعارات وطنية وليس دينية. فأسبابها دنيوية ومطالبها كذلك (الحرية، المواطنة، الكرامة، القانون، محاربة الفساد، تداول السلطة). ما من شك أن غالبية الناس في سوريا مسلمون؛ وبالتالي غالبية المنخرطين في الثورة كذلك. وهذا لاينفي ولا يتعارض مع وطنية الثورة.
لكن ماميز هذه الثورة هو إصرار متصاعد من تيارات الاسلام السياسي بما فيها الجهادي (التكفيري) على أسلمة الثورة بشكل إعلامي عبر العديد من الوسائل أبرزها سيطرة "صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد" الاسلامية على تسمية الجمعة، واقصائها كل راي او تعليق يخالف "خطتها" وكذلك انشاء الصفحات الاخبارية التي توافق هذا التوجه "الشبكات" اضافة للبث الفضائي [الجهادي] على قناتي صفا ووصال. وفرض قناة الجزيرة متحدثين اسلاميين بشكل ثابت ومتكرر وبعضهم لا تفهم منه جملة وأغلبهم يكرر شعارات..
وبعد كل هذا جاء التحكم بالمعونات للمناطق المنكوبة ليكمل الطبخة، [بحكم تاريخهم يملكون شبكة تواصل مع المنظمات الاغاثية الاسلامية اضافة لثراء بعضهم وعلاقتهم مع الثراء الخليجي الاسلامي] فقد اصبحت هذه المعونات تستخدم لاخضاع الناشطين الميدانيين لتوجهاتهم وابراز شعارات ولاافتات وهتافات توافق هذا الصبغة التضليلية.
ثم كانت الطامة بتشكيل كتائب مايدعى بالجيش الحر التي تصر على اتباع نفس النهج انظر وتابع خطاب كل قادتها شاهد صورهم وخلفها أعلام القاعدة هذا عدا عن مسمياتها ،الفاروق والوليد والنصرة والمقداد والانصار وووو
لتتبعها جرائم طائفية “موثقة” تعرض لها العلويون ومنهم من سبق لهم وقضوا عشرات السنين في سجن الاب حافظ ،، نضالهم وتاريخهم لم يشفع لهم امام من امتلأ قلبه حقداً على “طائفة” النظام
ما يقلقنا هو هذا المنطق الذي يتبناه الكثيرون و نراه منشورا في اغلب صفحات الثورة، هو المنطق الذي يقول : انتم تنادون بالديمقراطية و تؤمنون بها، و الديمقراطية هي حكم الأكثرية .. نحن الأكثرية ، و إذن الأمر لنا !
مشكلتنا تنتهي بسقوط نظام الآسد وتغييرهسلمياً و جذرياً ،،
لربما سندفع ثمن اخطاء ( أهلنا ) ولكننا سنعود سريعاً لنحيا الوطن مع ابناء وطن لن يغدروا بنا كما فعل هو.