إلى كل الحالمين بالكراسي المخملية
معاذ عبد الرحمن الدرويش
تقدم الأبطال في تظاهراتهم مقدمين دماءهم و أرواحهم رخيصة في سبيل الحرية و الكرامة،و عندما قوي ساعد الثورة و اشتد عودها، تسلل إليها ما تسلل، من انتهازيين و تجار دماء، و حالمين بالكراسي المخملية.
البعض منهم كان يظن أن الموضوع لن يأخذ كثيراً من الوقت على غرار ما جرى في تونس و مصر و اليمن و في أسوا الحالات أن يتكرر السيناريو الليبي،و كانوا يحلمون بين ليلة ضحاها أن تزيح الثورة آل الأسد ليتقدموا - بكل هدوء و ثقة – و يحلوا محلهم،و يختطفوا سوريا على حين غرة.
إلا أن الأحداث سارت على غير هوى أحد،و تدفق الدماء كان يزداد يوماً بعد آخر ،و تدمير الوطن كان يسير بشكل ممنهج ، من شماله إلى جنوبه، و من شرقه إلى غربه،و رغم ذلك لم يكن كافياً لكي تنصلح النفوس و تصفى النوايا.
و اليوم تقف سوريا أمام منعطفات خطيرة جداً، أهونها تقسيم البلاد و تفتيتها في "كنتونات" طائفية متناحرة، ولعل السيناريو الأخطر الذي يلوح في الأفق ، هو تحويل سوريا إلى ساحة حرب عالمية مصغرة، بحيث تقوم الولايات المتحدة الامريكية و حلفاؤها من مؤيدين للثورة، بدعم الجيش الحر بالسلاح و المال ،و بالمقابل السماح لروسيا و إيران و الصين بالاستمرار بدعم النظام الأسدي بكل ما يملكون من دعم في ذات الوقت، هذا الدعم ليس محبة بالثورة و لا بالنظام المجرم و إنما لتقديم الوقود اللازم لحرق البلاد عبر سنوات طويلة من الحرب ، و التي لن تذر لا بشراً و لا حجراً و لا بقايا لأي كرسي مخملي في سوريا.
فإلى كل الحالمين بالكراسي المخملية و المتسللين إلى الثورة سواء بالبزة العسكرية ، أو "بالكرافيتات" الملونة ،اتقوا الله في أنفسكم و أهليكم أولاً و في سوريا و شعبها ثانياً ،صفوا نياتكم و توكلوا على الله ،عسى الله أن يرحمنا و يهيء لنا مخرجاً هيناً آمناً ، يخلصنا بها من عصابات آل الأسد ، و يرد كيد الكائدين من دول و مؤسسات و غيرها ،ما بين طامع و شامت و الذين لا هم لهم و لاغاية إلا حرق سوريا و تدميرها تدميراً نهائياً .