كلاب الحراسة.. إلى الجحيم

محمود القاعود

[email protected]

أخيراً اليوم الأربعاء 8 أغسطس 2012م .. وبعد عقود من البلطجة الفكرية، والإسفاف الصحفي.. ها هي كلاب الحراسة التى تسمى " رؤساء تحرير الصحف القومية" تُطرد شر طردة، تلاحقهم  دعوات بأن يخزيهم الله فى الدنيا والآخرة، ويجعلهم عبرة لكل من كان له سمع وبصر ..

مضى السفلة أبناء السفلة الذين اعتقدوا أن هذه الصحف "عزبة أبوهم " يمارسون فيها الدعارة والعهر وشتى أنواع الموبقات .. لم يخجلوا .. لم يتراجعوا .. لم يشعروا يوماً بأنهم يتقاضون رواتبهم من الشعب الذى يطعنون في عرضه وينهشون لحمه ..

مضى أبناء مبارك والمجلس العسكرى إلى حيث مزبلة التاريخ التى سبقهم إليها المخبرون وعملاء أمن الدولة وكُتاب التقارير والشكاوى الكيدية والذين يتلقون أوامرهم من السفارة الأمريكية بالقاهرة .. مضوا إلي حيث مضى من قبلهم رؤساء تحرير "طشة الملوخية" و"تسبيكة المحشي" و "لحم البعرور" و "ليه بنحبك ياريس" و " يوم أن ولدت مصر" و "طائر الحكمة" !

لقد كنا نتوقع أن تغير ثورة 25 يناير المباركة من تصرفات وسلوكيات عبيد حسني باراك وكلابه .. لكن الحمق داء ما له دواء ...كنا نتوقع أن يتغير المأبون النجس الذى وصف باراك بأنه " المنتمى" وكتب عقب عودة سيده  من العملية الجراحية بألمانيا مقالا بعنوان "عوّدة الروح"  ثم آثر أن  يُحوّل المجلة التى يرأس تحريرها  إلى "كباريه" تُمارس فيه الرذيلة واللواط الفكرى الذى برع فيه ..

كنا نعتقد أن  روز اليوسف ستتطهر من رجس الذين يتبوّلون ويتغوّطون  فوق صفحاتها ، إلا أن الحمقى أصروّا بعناد  أرعن على مواصلة مسيرة عادل حمودة  صحفي الملابس الداخلية وغرف النوم ، ليتأكد الجميع أنهم يعانون من هوس جنسي يحكم تصرفاتهم وكتاباتهم، ويجعلهم يمارسون الانحراف بكل صوره ..

كنا نعتقد أن الأهرام تلك المؤسسة العريقة ستحاول التخلص من أذناب أسامة سرايا وعبدالمنعم سعيد .. إلا أن ضعاف النفوس هناك وضباط أمن الدولة الذين تحوّلوا إلي صحافيين أبوا إلا أن يواصلوا مسيرة الخزي والعار.. ومثلهم رفاقهم في أخبار اليوم .. خلفاء المعلم "ممتاز القط" الذى بكي يوما لأن سيده الرئيس حسني باراك  محروم من "طشة الملوخية" و " تسبيكة المحشى" !

كنا نعتقد .. ونعتقد ... إلا أن النفوس الرعديدة تأبى أن تتطهر أو تغتسل ، وتصر أن تحيا في مستنقعات الإفك والجهالة والبهتان ..ولذلك رأينا عمل هذه الصحف طوال تسعة عشر شهرا ، وكيف أنهم ساروا على نهج من سبقوهم .. وتحوّل نفاقهم من حسني باراك إلى حسين طنطاوى .. وتحوّلت حواديت عادل حمودة عن بطولة حسني مباركوإنجازاته إلى بطولات وإنجازات حسين طنطاوى .. وتحوّل مدح  مصطفي بكرى للقواد صفوت الشريف  إلى المجلس العسكرى .. وبدلاً من أن يُقبل حمدى رزق "جزمة" حسني مبارك .. صار يُقبل جزمة المشير .. وبعد أن كان عبدالله كمال يتهم جميلة إسماعيل بممارسة الجنس مع الكلاب .. صار إبراهيم خليل يتهم الإخوان بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير ..

هى هى نفس مدرسة الإجرام وانتهاك الحرمات وبث الأكاذيب ، وهى هى نفس العصابة التى اجتمعت لتندد بتغيير كلاب الحراسة، وتحذّر من "الأخوّنة" و "الأسلمة" ويكأنه إذا لم تُترك لهم صفحات الصحف والمجلات لهتك الأعراض وبث الأكاذيب وإشعال الفتن، يكون الأمر " أخونة" و "أسلمة" !

العجيب أنهم كتبوا مقالات متتالية في الأيام الماضية للحديث عن إنجازاتهم وأنهم "حماة الديار" الذين تصدوّا للأخونة .. هذه هي بطولاتهم وانجازاتهم ! لم يتحدث أحدهم عن أنه تصدى للتنصير أو التهويد أو الأفكار الهدامة .. أو تصدى للصهاينة .. أو دافع عن المسلمين .. قضيتهم في الحياة "التصدى للأخونة"!

إن هؤلاء الرعاع الذين تم خلعهم، مكانهم أكبر صندوق زبالة في البلد .. لا هم مهنيون ولا صحفيون ولا موضوعيون .. هم كلاب حراسة فجرة .. ينبحون آناء الليل وأطراف النهار .. في الصحف والتوك شو .. والإذاعات ..

نأمل من رؤساء التحرير الجدد أن يتقوا الله ويقولوا قولا سديداً .. وأن يحذروا من مصير من سبقوهم ، الذين لا يذكرهم الناس إلا ويسألون الله أن يقتص منهم ويحشرهم مع سلافهم من المنافقين وخدام الصليبية العالمية .