حوارات مع أهلنا في سوريا (3)

السلام عليكم,

استكمالا لحديثنا مع الأخت عبير, أرسل إلينا احد الثوار الكرام بالخطاب التالي:

أخي, أنا مع الأخت المسيحية عبير في كلامها

نقول, شكرا أخي الكريم, أحب ان أصارحك قبل كل شيء أن الاخت المسيحية معنا "مرفق كلامها"

"شكرا لايميلك المذوق و أنا مستحيل خاف من اخواتي الاسلام او من اي سوري طالما جمعنا حب الوطن و الثورة 

تحياتي و شكرا على التوضيح, عبير"

 لا أحد يفرض على أحد الدين أو المذهب الذي سيطبق منه الدستور

يا أخي نحن لم نفرض عليك ولا على غيرك شيئا, بل نحن كغيرنا لنا اهدافنا التي نعمل لها و ان لم يعجبك فانتخب من تشاء في ذلك اليوم

وانتم سبب هروب الأقليات من الثورة، وفي جعل العلويين يقفون في صف الاسد ضد, فرجاء بلا مذاهب وطائفية ودينية ورجعية,

"و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم" رضا الله هو غايتنا و لا يهمنا من في صفنا و من في صف عدونا, و لكن مبدأنا أن نعمل فيما اتفقنا عليه - اسقاط النظام حاليا -  و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه, فهلا عذرتنا؟

ثمّ إني لم ادعوا للتفرقة بين الناس على حساب الدين او المذهب حتى تؤاخذني و لا لمعاملتهم على هذا الاساس حتى تتهمني 

اصلا ما خرب بيوتنا غير الدين

اذا كانت هذه وجهة نظرك فلا تعليق, و لكن لا اعتقد ان المسيحين او اليهود فضلا عن المسلمين يقبلون هذا الكلام, و اذا كنت تدعوا لاحترام الاقليات فانت بكلامك هذا تهاجم جـُـلَّ الناس.

اذا بدك تذكر وقت الرسول، فكان مافي طوائف بهداك الوقت, اما هلأ نحن عنا ستين الف طائفة متنوعة

لأ سيدي غلطان, كان في مسيحيين - اهل نجران - و يهود - يهود المدينة - و مشركين - مكة و الاعراب - و عباد نار - المجوس و فارس -  شو رايك تحسن معلوماتك و تقرأ شوي بالتاريخ؟

 اذا بدك تحكي باسم الدين فالف واحد ممكن يعارضك 

ببساطة لأننا شعب متنوع والدين مالازم ياخد حيز السياسة والحكم

هذه وجهة نظرنا أن ديننا يصلح لكل زمان و مكان و يعالج كل قضية مهما صغرت او كبرت بالدين و المجتمع و الانسان و الحياة

كان بالبداية حديثكم معتدل وتوجهكم متوازن... أما أنو تطبق الصيغة الدينية المتحيزة فهاد لا يجوز

اخي انا لا اطبق بمعنى افرض, لكن لي الحرية ان اعبر عما اعتقد و افكر, هذا ليس نشيد الصباح الاجباري بل نشرة اقرأها او احذفها كما تفعل مع اي قناة تلفزيونية.

 نحن هون ثورة "حرية" والحرية هي بكل الاديان... ولا كل واحد عم يغني على ليله هون؟

نحن حريتنا ان نطبق ديننا مع احترامنا لجميع الاديان, لسنا قضاة على اديان الناس او اعتقادهم بل حسابهم على رب الناس.

 اصلا مشان حطك بالصورة، اكتر مين خذل الثورة هنن علماء الدين ... واكبر دليل هو اجتماع علماء "الشام" مع الاسد من فترة... ويلي كلهم كانوا اساتذتنا بالجوامع.. 

اولا ليس في ديننا عامـّـة و خاصّة, بل الكلّ على نفس الدرجة مسؤولون امام الله, ماعندنا باباوات يربطوننا بالسماء بل كلنا كذلك لما نرفع ايدينا بالدعاء او نقف في صف الصلاة.

و أما الشيخ, فهو متخصص اكثر و قرأ اكثر, فان نفعه علمه تبعناه و ان لم ينفعه تركناه و حسابه على الله " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون"

 ثانيا, دائما و ابدا يوجد متسلقون و منافقون يلبسون مسوح الضأن من اللين و قلوبهم قلوب الذئاب.

 ثالثا, تعلمنا ان من يدخل على السلطان لا بد ان يصيبه يوما ما الهوان لانه لا ياخذ من دنياهم شيئا الا اخذوا من دينه اضعاف ذلك  

 العلماء المسلمين اليوم بذكروني بقساوسة واقباط العصور الوسطى باوروبا، لما كانوا يتحكموا بالحكم وبالناس بحجة الرب والانجيل, ويلي هو كان سبب رجعيتهم لاستغلال هالقساوسة للدين.. ، واليوم علماء الدين عنا عم يعملوا نفس الشي، فكّروا حالهم بمنزلة الانبياء وبسبب الناس يلي صارت تمجدهم لحد التبجيل صدقوا حالهم..

ارجع لما سبق و لاتعمّم, فكثير من العلماء كانوا حنفاء عاشوا و ماتوا و قتلوا و عذبوا في سبيل الحق و ما بدلوا تبديلا و تاريخنا الماضي و الحاضر حافل بالامثلة في كل بلاد المسلمين

ممكن تذكرلي بعض الشخصيات الدينية يلي وقفت مع الشعب؟ وين صوتهم هلا؟ يلي هرب ويلي سكت ويلي قعد ببيته.. اهلين علماء!

قلتلك هنن بشر بيحسبوها مثل مابيحسبها غيرهم من البشر, بيخافوا و بيضعفوا احيانا و يثوروا اخرى حسب مقتضى الاحوال, و لم يطلب احد من رجال فوق الستين و السبعين ان يقودوا المناضلين, فالبركة بهمة امثالك من الشباب الواعين, انت متخبي وراء الايميل او الفيس بوك و اخد راحتك و بدك المشايخ توقف ببوز المدفع مشان حضرتك تنبسط و تفرح؟

الذي تكلم منهم بيـّـن موقفه, و يلي سكت بـّـين موقفه, و يلي رضى بالظالم و دافع عنوا, الله يحشروا معوا ...

صحيح انطلقت الثورة من المساجد، بس ببساطة لأنها المكان الوحيد يلي بتجتمع فيه الناس ببلدنا، وما بكون جوا فيها شبيحة!

ماذا عن الملاعب و المقاهي و الاسواق و الحارات؟؟ و بعدين تتهمني بفرض رأي انها ثورة اسلامية بينما تريد ان تفرض رأيك أنها ثورة سورية, متل مابدك اخي الناس ليسوا مسلمين و لا يفكرون بالاسلام و بالصدفة خرجوا من المساجد ... شو مشان ياالله مالنا غيرك, شو مشان لبيك ياالله, شو مشان الله اكبر, شو مشان شهداء بالملايين على الجنة رايحين؟

بينما نحن العرب مختلفين بين سنة وشيعة واقباط والذي منه، كردستان تطورت بشكل مخيف، وتركيا عم تتجه نحو قوة عظمى، وإيران (بغض النظر عن كونها شيعية و"صفوية") عم تتجه باتجاه بناء قوتها الخاصة.. شوفوا العرب حالتهم، احسنهم دول الخليج يلي همها المصاري والمال والسياحة والذي منه... وعلقوا انفسهم بالغرب حتى ما عاد يقدروا يتخذوا اي قرار بحق سوريا لأنه ايديهم مربطة بمصالحهم مع الغرب...شايفك صرت متل مااتهمتني عم تحكي بالعروبة هيك بتزعل الكرد و التركمان و الاقليات, انا على كلامك المتهم و لا مرة جبت سيرة العرب. 

اخي اذا بدك تقيس باليهود فقد يبدوا نظامهم علماني و لكنه قائم على اساس ديني بحت شاء من شاء و أبى من أبى, و اما ايران فاسمها الجمهورية الاسلامية و مذهبها الشيعة بالدستور.

فمن فمك ادينك أخي الكريم, لأنّ المثال الذي ضربته في صالحي لا صالحك, و اما دول الخليج فنحن من جماعة ياالله مالنا غيرك و لا ننتظر النصر الا من عند الله "ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم

 فحاجتنا بقى... يا احكوا بصيغة معتدلة تخلي الجميع يتكاتف بغض النظر من اي طائفة هو.. يا اما خلينا نضل مختلفين اي اله تعبد واي نبي بتتبع..

نحن اخي اذا الموضوع غير واضح بالنسبة لك الى الان, الهنا الله الواحد الصمد لا نعبد سواه و نبينا محمد عليه افضل الصلاة و السلام و كتابنا القرآن و مبدأنا التعايش مع الناس من دون تنازل عن الاصول و الثوابت البينات"لكم دينكم و لي دين"

و في الختام, و قد قلناها قبل الآن, نحن لا نحاسب الناس, فقد قال الله "انما عليك البلاغ و علينا الحسابو لكني اذكّر من باب "فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنينو أرى انه عليك ان تفكر جديا بمراجعة أمر دينك و خاصة قولك "اصلا ما خرب بيوتنا الا الدين" اجارنا الله من الضلال و هدانا سُبل السلام, و الحمد لله.