منطق الثورة السورية ومنطق من يقف ضدها
منطق الثورة السورية ومنطق من يقف ضدها
أو التلاعب على أهدافها
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
أمامنا منطقين اثنين لاثالث لهما :
المنطق الأول:
شعور كل ثائر حر في سوريا , ألا وهو أن حركة الثوار تعني :أن الثورة ماضية لتحقيق أهدافها كاملة وبدون أي نقصان , ومتلازمة مع مفهوم ومعنى الثورة (هي حركة هدفها اسقاط النظام الحاكم كاملاً من رأسه حتى أخمص قدميه , ثورة على كل قيم وثقافة السلطة التي انطلقت الثورة ضدها , وعلى جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية , وانشاء سلطة ثورية جديدة لايمكنها أن تتقاطع مع أي محور من محاور النظام الساقط) .
المنطق الثاني:
الحل السياسي عن طريق الحوار , والمدعوم من قبل الدول الداعمة للنظام الساقط الحالي , ويقودنا للقبول بادعاء بثار وعصاباته الاجرامية في سورية أنه لاتوجد ثورة , وإنما هي حركات احتجاجية بسيطة , تقودها عصابات قتالية متطرفة , فالحوار هنا يقود المجتمع السوري للسير في طريق حل هذه الأزمة المفتعلة , ومن خلال تنازل كلا الفريقين عن بعض المزايا المهمة , حيث تنطبق عليها حال النظرية الثانية للحوار بين طرفين متخاصمين (الحوار بين طرف قوي وآخر ضعيف ,وأي مكتسب يصب في مصلحة الضعيف فهو خسارة للقوي ) .فمؤتمر جنيف المزمع عقده والتقاء شخصيات المعارضة مع أمين الجامعة العربية وما خفي كان أعظم , إن هو إلا وهم في عقول الضعفاء , فالثوار يحتاجون للقوة وهم من الضعفاء براء
فلو عدنا للمنطق الأول ,وكرأي شخصي يعبر عن شخص أمضى معظم حياته في الحراك الثوري , ومن أكثر مثقفي الثورة متابعة ونشاطاً قبل الثورة وخلالها , وإن شاء الله بعد نجاحها , أجد أن الثورة السورية تتشابه فقط من حيث المظهر مع الثورة الليبية , ولا يمكن التنازل عن أهدافها ولا أي صغيرة فيها , مالم تتحقق كل منجزاتها الموجودة في عقول وقلوب ثوارنا الأبطال, من طفل يرضع إلى رجل وامرأة على حافاة الحياة , إن دمار المدن والأرياف والحرث والنسل والتشريد والذل الذي تعرض ويتعرض له شعبنا , لن يرد هذه الجراح والشهداء والمعوقين والأسرى والعذاب إلا, طمث الماضي تحت أرجل حرائرنا وأحرار ثوارنا الأبطال .
جيشنا الحر يقاتل ويضحي وينتقي الله منه الشهداء , وهو يزحف وفي كل مكان بقوة جبارة متنامية متزايدة , لايرهبهم الموت ...والموت عندهم في سبيل ذلك أغلى من الحياة , فنصرهم معقوداً على جباههم , وسواعدهم قوية مؤيدة بعزيمة الصبر والايمان والحق , ولو اجتمعت البشرية كلها لن تغلب قوة مدعومة بالصبر والعزيمة والايمان والحق .
ونصيحتي إلى أصحاب المنطق الثاني , فإن كنتم تأملون تبني النظرية الثانية في الحوار , فلا الحل اليمني ولا مؤتمركم هذا في جنيف ولا مبادرة الدب الروسي له وجود في نفوس ثوارنا .
أما إن كان هدفكم هو سحب المؤيدين والوقوف إلى جانبنا والسير تحت جناح ثورتنا , فنرجو منكم أن تلعبوها لصالح الثورة , والويل ثم الويل لكل من يقترب أو أن يمس ثورتنا بسوء مقصود أو غير مقصود.
فبشائر النصر كبيرة جداً والحمد لله , وأبطالنا في طريق انجاح ثورتهم ماضون بسرعة كبيرة , فلن نتخلى عن أهدافنا , حتى نتخلص من كل مجرم في بلدنا الحبيب , وقريباً جداً بعون الله تعالى ومشيئته.