حوارات مع أهلنا في سوريا
حوارات مع أهلنا في سوريا
(1)
السلام عليكم,
وصلتنا الرسالة اللطيفة التالية من أخت مسيحية, فأحببنا أن يكون الردّ و التوضيح عاما لجميع السوريين...
تقول عبير:
أنا مسيحية ومع الثورة وعم استغرب كمان اللهجة الدينية الطاغية بإيميلاتك مع العلم انو نفس الرسالة ممكن توصلها بالطريقة السورية و باللهجة السورية المريحة
و انزعجت لمن قرأت عبارتك انو شوفو الأقليات لوين وصلوا سوريا ومليح ما استلموا السريان !
يعني خلص , حكمتوا علينا انو نحن الأقليات رح نهدم سوريا !!! صرنا كلنا بسعر بشار حتى الي ضدو والـّي عم يشارك بالثورة و من أول يوم ضدو ؟
لكن شو رأيك بسنة حلب وبقية المحافظات من السنة الي ما شاركوا لهلأ وبالعكس عم يدعموا النظام؟
لغة التعميم يا صديقي بالوطن لغة فاشلة ..و الأقليات ما خربوا سوريا , عيلة الآسد و صمتنا كلنا هو يلي وصل البلد ليلي نحن فيه
بعدين انت تقول ان دستورك القران وهنا يقف النقاش, فهذه ليست ديمقراطية التي تدعونها, فاذا كان دستورك القران وتريد تطبيقه فلن يستطيع احد ان يطالب بالتغيير باعتباره من عند الله كما تدعون وهذا واضح عندما جزمت ان عقيدتك قامت عليها الارض والسماء وانا لا ارى هذا فجزمك قد يكون ورائه دكتاتورية وتهديد؟
بتمنى تتقبل مروري وبتمنى ما تجيب سيرة الأقليات بالعاطل لإني أنا ورفقاتي كتار من المسيحية عم نشارك بالثورة ومن أول يوم وعانينا كتيررر لهلأ من بشار
عبير
نـقـول, عبير خانم شكرا على التواصل و حسن الإستفهام,
الذي ذُكر كان مثالا على ما يمكن ان يحدث ان وصل للحكم الاقليات و من دون تعميم لان المثال يضرب للتوضيح و لا يقتضي التعميم ...
و لو قرأت الموضوع من دون تعصب لاقلية او تعصب ضد اكثرية بتلاقي الكلام ما فيوا شي, كنت احاول فقط ان اشرح وجهة نظري و ادافع عن حقي في التعبير و الكلام و انت مسكتي بهل كلمة السريان و تركتِ كل المقال, ردك الان ما هو إلا رد فعل, يعني صدام افهام و حرب عصبيات و اقليات و امور موروثات انتقلت عبر الاجيال ومع انك بتعرفي اني معك ضد النظام بس ما فينك تمرئيلي ياها,
شوفي اختي, اي وزارة استلمها حدا من الاقليات بتلاقيها عم تغلي غلي بجماعتوا لانه يرى فيهم حماية له, هيك علموه انوا لازم يخاف على حالوا و ما بيدير بالوا عليه الا جماعتوا ...
بالمقابل هذا المنطق لا يوجد عند الاكثرية لان هذا الخوف عندهم (يعني من الاقلية) ليس له وجود أصلا و إنما وُجد الان و تشكّل في تجربة بشار و من قبله أبوه الغدار, و اعذريني اذا قلت الاقليات هم الذين خربوا البلد, أو دعيني اصحح الكلام: في اقلية خربت البلد و انا جربتها و صار عندي رد فعل منها و من غيرها, اليس لي الحق ان اشعر هذا الشعور؟
و موضوع السريان لا توقفي عندوا رجاءً لانوا ذكرهم - الله وكيلك - جاء فقط للوزن, يعني لو قلت السمعونية او الدروز ما بيزبط الوزن. J
بالنسبة لدستوري القرآن, فأرجو أن تتفهمي أولا أننا مسلمون, وبالتالي سنتكلم عن دستورنا لا عن دستورك, عن وجهة نظرنا لا وجهة نظرك, عن رؤيتنا و ليس عن رؤيتك, و قد قلت سابقا و اعيدها من دون مواربة, قد لا يعجبك ما اقول و لا أفرض عليك الاعجاب لأني لا ادعوك في رسائلي هذه الى الاسلام بل الى ان تحترمي رأي و أن تذكري انه "بالنسبة لغيرك عقيدة قامت عليها الارض و السموات"
أختي الكريمة, انا لم أدّعِ الديمقراطية و لم أدعُ لها لتلزميني بها و تقوّلني بما لم أقل و لا اعتقد, انا اهاجم التسلط على افكار البشر و اموالهم و اعراضهم و حرياتهم التي لا تتعارض مع حريات الاخرين, لكني لا افرض عليك ديني او حزبي او منطقي بل اعرض وجهة نظري و معتقدي, اعبدي من تشائين و اعتقدي ما تشائين فلن احاسبك بل يحاسبك و يحاسبني رب العالمين, أنا أتعايش معك لكني لا أتنازل لك ولا لغيرك, وأذكرك انه ليس في شرعي ان اقتل من يخالفني او أعذبه أو اسحله او اقصف بيته و اغتصب امرأته, هذه تسمى ديكتاتورية و نحن متفقون على هذا, أما ما أقول - و أرجو أن توافقيني - فهو حرية اعتقاد و دفاع عن مبادئ و افكار.
و بإمكانك من باب المعرفة بالشيء, أن تبحثي في ديننا عن نصّ يقول بقتل المخالف؟ بالنسبة لي, لديّ الآن من هذه الثورة و سابقا كذلك, امثلة كثيرة ممن قــــُــتــل او سُحل او عُذّب لانه خالف رأي النظام, فهل رأيتني قتلت احدا لمجرد الاختلاف في الاراء؟
بعدين, دستورنا هو خطةُ عملنا, فإذا عندك اعتراض أو عدم اعجاب, فببساطة لا تـنـتـخـبـيـنـا مستقبلا و لكنّا نبقى احباب.
كل البشر على مر العصور تقدس الكثير من الكلمات والاعتبارات وكلاما لاشخاص ولا تقبل له ان يبدّل او يحرّف بأي حال, ولو كان هرطقة من فلسفة اليونان ...
دساتير الارض الموضوعة في اغلب الاحيان ثابتة لا تتغير ... فتريدننا أن نغير دستورا نعتقد جازمين أنه من السماء؟
كل حزب لديه ثوابت و دستور و خطة عمل لا تحول و لا تجول, أفلا يحقّ لنا ان يكون لنا دستور و ثوابت و خطة عمل لا تحول و لا تجول؟
شوفي أختي, أنتِ و كل من قدّم شيئا لهل الثورة المنصورة - باذن الله - و لهل الشعب - المسكين المقهور - عالعين و على الراس و حاشا ان نتهم حبك لبلدك, بل نحن معك في ان كل من في صفّ النظام, حكمهُ كحكمِ النظام ولو كان من الاكثرية, و لو كان أبي و أخي و عمي و مرتي, انا لم اكن اهاجم الاقلية, بل ذكرت تجربة حصلت مع جانب منهم كالعلوية, كما انني كنت ادافع في نفس الوقت عن حق الاكثرية يلي راحت في معركة الامم بين الرجلين, وبإمكانك أن تقرأي التأكيد و التركيز الدائم من الأمم المتحدة و الرؤساء على حقوق الاقليات مع نسيان المذابح التي سالت فيها انهار من الدماء!
أخيرا, لكِ و لغيرك من الأصحاب, هذه دعوة أطلقناها من زمان تحت مسمى دعوة خير و سلام إلى ملل و طوائف الشام,
اخواني الاكراد و السريان النصارى و اليهود, السنة والشيعة والعلوية والدروز:
نحن نأكل نفس الطعام و نشرب من نفس الشراب, نعيش فوق نفس الارض و تحت ذات السماء, يوجد في امريكا الف ملة و مذهب يتعايشون و أكثرهم كفار, بنوا بتعاونهم و تعايشهم وتجاوز خلافاتهم اكبر دولة و اعظم بنيان, الا يسعنا ما وسعهم و نحن من اهل اديان السماء؟
نعمل فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
واما ما كُتب سابقا فرد فعل على فعل و كل فعل له فعل يساويه و يعاكسه في الاتجاه و البادي اظلم و هو أجدر بالعتاب.
انا لا اقول ان الأكثرية اهل السنة هم خير الناس و ان كنت اعتقد ذلك و بايمان
لكن وعلى الاقل ليس في رؤوسهم قتل غيرهم ممن يخالفهم في فهم او اعتقاد.
عشتم معهم سابقا بأمن و سلام و محبة و وئام
من قبل ان يأتي هذا المتوحش الغدّار و حزبه و شبيحته من القتلة اللئام
و بامكاننا الآن ان نعود كما كنا و نبني معا البلد و الدار
والسلام عليكِ يا عبير خانم و على جميع إخواننا من الثوار
حـوارات مع أهلنا في سوريا (2)
السلام عليكم
أرسل إلينا أحد المتابعين اللطيفين رسالة لطيفة "متلو" ... رسالة أراد منها ان يخوض مرة أخرى في الشعارات الدينية لعموم الثوار, فأحببنا الرد و التعميم من باب التنوير و الإعلام بحقيقة الدين أولا, و من ثم خدمة لأهداف الثورة الحقيقية و هي إسقاط النظام و تقريب و جهات نظر الناس كي تستطيع التعايش مستقبلا بأمان و سلام …
كتب الأخ اللطيف معلقا على حديث جرى مع أحد الثوار من بني العلمان:
أنت يا بقعة ضوء باختصار تكذب وواهم للاسباب التالية:
نقول: أولا نحن لم نتهم الاخ العلماني الذي ناقشناه بالكذب بل اوضحنا له وجهة نظرنا بكل أدب, فكيف يسمح البعض لنفسه إن خالَــفنا أن يتهمنا بالكذب؟
هل من الصعب عليك يامن تنادي بالحرية أن تقول مثلا "عندوا وجهة نظر مختلفة عني"؟
يا ناس, مستقبلنا في هذا الوطن بحاجة إلى أدبيات و حسن نوايا و رقيّ في الحوار ...
١- انت قلت قد تتعصب لهواك لكنّا نبقى اصدقاء وهذا كذب انتم تدّعون انكم اصدقاء وتخفون التكفير والعداء
رجعنا مرة تانية للتكذيب, شو صرلنا ساعة عم نحكي, اخي نحن هنا نبدي قناعاتنا لا نخاف منك لنخفي شيئا و لم نعاديك سابقا لتقول "تخفون العداء", نحن هنا نتحدث عن اعتقاد و ليس عن أراء ... ديننا يقول "لكم دينكم و لي دين" و "لا اكراه في الدين" أرجوك!
٢- كذبا تدعون التعايش وسماع وجه نظر الاخريين, فانتم تنتقدونهم وتشوهون اخلاقياتهم وتسمعونهم فقط لتسخروا من عقيدتهم وتتبجحو وهماً بصدق وصحة ما لديكم وليس للاقتناع بل لتقنعوا فقط، اهذا تعايش ام كذب ونفاق ؟
مرة اخرى اعطني الدليل اني سخرت منك او من غيرك (ماعدا استاذ القومية و حزبه!) او شوهت اخلاقياتك - ولاادري هل اتهام الناس بالكذب و التشويه و السخرية من ضمن اخلاقياتك؟
الدليل و ليس مجرد الجدل الذي لا يرتكز على اسس, يعني اتهمتني بالكذب و النفاق ثم خرجت بنتيجة و سؤال لتقول "أهذا تعايش ام كذب و نفاق" ركّز معي أخي الكريم, نحن الان نتجادل و نتحاور, لم اسخر منك و لم احاول قتلك, يعني تعايشت معك.
٣- يا عزيزي انت موهوم بثقة عمياء جعلوك تعتقد ان عقيدتك على صواب لا لبس فيها فاصبحت انت ومن مثلك تتبجحون بثقة عمياء فاصبحتم لا ترون ولا تريدون ان تروا ولو كانت عقيدتك صائبة اتحداك ان تجيب على هذه الاستفسارات
في ناس بيكونوا عم يحلقوا بيصيروا عم يقلعوا دراس, مو مشكلة رح طول بالي عليك ...
أخي انا مسلم, اعتقد طبعا ان عقيدتي صحيحة, هل تريدني مثلا أن أعتقد باراء حزب الخضر بالمانيا؟ وأطلب من الآخر الشيوعي أن يعتقد برأي السلفية الجهادية؟
واضح انه لديك مشكلة ضد الاسلام, و كنت سأقترح عليك أن تذهب الى داعية ما ليجيبك عما في خلدك من مشكلات و استفسارات, فنحن هنا لنسقط النظام لا لندعوك و لا غيرك لتتبنى الاسلام, و ليس هنا المجال لاردّ عليك الاتهام, ثم رأيت و من دون خوض في الجزئيات, أنك كما قدمنا للموضوع أبعد ماتكون عن الفهم الصحيح لجوهر الاسلام, بل لديك الكثير من الأوهام, فأحببت أن اشفي غليلك مباشرة و أُسمعك الجواب...
السؤال الأول:
إن اعظم كتاب نزل, او اعظم شيء على هذه الارض هو القران كما تقولون فهو الاعجاز وفيه يكتمل دين الله ، افلا تستحق عظمة هذا الكتاب ان نرقى لها وخاصة من خص الله من البشر ليوصلها لهم وهو النبي محمد, الم تكن عظمة هذاالقران تستحق من النبي محمد ان يتعلم الكتابة والتي لن تستغرق منه سنة ليكتب بخط يده هذا الكتاب العظيم؟ وان قلنا انه كبر على ذلك الا يستحق هذاالقران او هذه الامانة العظيمة من النبي ان يخص من يكتبه ويقوم عل تدقيقه بعد ان اكتمل, ويجمعه بنفسه يامر بكتابته ممن يثق بهم ويسمعه كله ويدققه حرفا حرفا ثم يسلمه للمسلمين كاملا صافيا قبل ان يتوفى، ام انه ليس لديه وقت فقد شغلوه نسائه الكثر، اهكذا تعامل اعظم امانة، الم تقرا كيف جمع القران؟
بلى قرأتُ كيف جمع القرآن و لكن الفرق بين المسلم و الكافر بالإسلام, أنّ المسلم يؤمن ان الذي انزل الكتاب قادر على حفظه على مر الدهور و الازمان "انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون" فأنا عندي نسخة واحدة مالها ثان شئت ام ابيت محفوظة في الصدور قبل ان تحفظ في الكتب السطور.
و اما تعلم الكتابة فلم يكن له بها حاجة لان المولى تكفل بحفظ الايات له في صدره " سنقرأك فلا تنسى" "ان علينا جمعه و قرأنه فاذا قرأناه فاتبع قرأنه ثم ان علينا بيانه" ولكن كان هناك كُتّابٌ يكتبون الوحي كما يعلمهم رسول الله صلى الله عليه و سلم, و كل القرآن كان مكتوبا في الرقاع و العسب محفوظا, و لكن لم يكن مجموعا في كتاب لان الايات و السور كانت تنزل منجمة (مفرقة) على حسب الوقائع و الاحوال خلال ال 23 سنة التي قضاها صلى الله عليه و سلم منذ بُعث و هو بعمر 40 سنة إلى أن انتقل إلى جوار ربه الكريم و هو بعمر 63 سنة, (13 سنة قضاها في مكة المكرمة، ثم هاجر إلى المدينة المنورة وبقى فيها 10 سنوات),
يقول تعالى: "و قرآنا فرقناه لتقرآه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا" " و قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا و لا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق و احسن تفسيرا"
فلما صارت معركة اليمامة و استَحرَّ القتل بالقُرّاء ظهرت الدواعي و الأسباب لجمع سور القرآن.
عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقُرّاء في المواطن، فيذهب كثيرٌ من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري
و اما تدقيقه فقد كان يقوم به سيد البشر عليه الصلاة و السلام مع امين الوحي جبريل عليه السلام في كل عام في رمضان فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.رواه البخاري
و اما عدم تعلم الكتابة فحتى لا يرتاب امثالك من المغرضين "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم و ما يجحد باياتنا الا الظالمون"
و اذا لم يقنعك كل هذا الكلام و لا أراه يفعل فساعود الى اخر كلامك فان العقلاء يقولون فهم الشئ فرع عن تصوره "الم تكن عظمة هذاالقران تستحق من النبي محمد ان يتعلم الكتابة والتي لن تستغرق منه سنة ليكتب بخط يده هذا الكتاب العظيم؟ وان قلنا انه كبر على ذلك الا يستحق هذاالقران او هذه الامانة العظيمة من النبي ان يخص من يكتبه ويقوم عل تدقيقه بعد ان اكتمل ويجمعه بنفسه يامر بكتابته ممن يثق بهم ويسمعه كله ويدققه حرفا حرفا ثم يسلمه للمسلمين كاملا صافيا قبل ان يتوفى، ام انه ليس لديه وقت فقد شغلوه نسائه الكثر"
تصور أنه لم يكلف نفسه أن يتعلم الكتابة, و لم يخص من يكتبه و لم يدققه حرفا حرفا و لم يسلمه كاملا, و مع ذلك, فاننا امام كتاب محفوظ يشهد بذلك كل عاقل على مر القرون من المسلمين و غيرهم, يتحدى الخلق من اول يوم أن يأتوا بمثله فلا يستطيعون أو بأية في إحكامه فيَعجَزون, ألا يدعوك هذا أن تفكر و لو قليلا بالموضوع؟أما بالنسبة لنساءه فلم يشغلوه فلا تشغل بالك عن المقصود فقد فتح الدنيا اذا كنت تفهم ما أقول!!
و للإستزادة, انصحك بالإطلاع على كتاب المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة "شمس الإسلام تسطع على الغرب", أو كتاب "مصطلح التاريخ" للمؤلف أسد رستم و هو من كبار علماء و مؤرخي الكنيسة الإنطاكية في لبنان حيث تكلّم في هذا الكتاب عن أصول الرواية التاريخية و اعتمد فيه على قواعد علم نقل الحديث عند المسلمين كطريقة علمية حديثة لتصحيح الأخبار والروايات, و ابدى فيه الكثير من الإعجاب و التقدير لما توصّل إليه علماء الحديث منذ مئات السنين في هذا المجال ... يعني الرجل ذُهل من طريقة نقل الحديث الشريف, فما بالك بالقرآن الكريم؟!
السؤال الثاني:
لقد تنبأ النبي بالفتنة وبتقسم المسلمين لفئات فلماذا لم يضع لهم اسس لنظام يقيهم من هذا التقسم، لماذا لم يضع للمسلمين نظاما محددا للحكم وكيفة اختيار الحاكم وكيف ينتخبه الناس وكيف يشكلون حكومة, الا ترى كيف ان المسلمون متخبطون لا يعلمون ماذا يختارون, فالنبي لم يضع لهم طريقة محددة مفصلة مثل احكام الارث مثلا والديمقراطية تتعارض مع بعض المعتقدات الاسلامية فماذا يفعلون ، بل والاعظم من هذا لم يحدد على الاقل حكم اول خليفة من بعده على الرغم من بقائه لثلاث سنوات تحت المرض، فلماذا لم يسمي على الاقل خليفته من بعده بشكل واضح وصريح وبعث برسائل للقبائل العربية باسم خليفته من بعده ليقي المسلمين الفتن والاقتتال
ياعزيزي تفكر وفكر جيدا ولا توهم نفسك وتسلمها لمن يريد ان يسخرها له ، فان الله اعظم بكثير مما تصفون وتدعون
شوف حبيبي, ابتدأ مرض رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام يوم الخميس و توفي فداه ابي و امي يوم الاثنين فمن اين اتيت بالثلاث سنين؟
صحيح انه لم يوص لمن بعده و لكنه اشار الى اشياء فيها دلائل لمن انار الله عقله فنأ بقلبه عن الشبهات, فقد وكّل ابا بكر بامامة عمود الاسلام الصلاة و قال للمرأة التي اتته تستفتيه ان لم تجديني فات ابا بكر.
وعن جبير بن مطعم قال أتت امرأة إلى النبي "فأمرها أن ترجع إليه فقالت أرأيت إن جئت فلم أجدك كأنها تريد الموت قال إن لم تجديني فأتى أبا بكر" رواه البخاري
وعن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " أحمد والترمذي وحسنه ابن ماجة والحاكم صححه.
وعن أبي سعيد الخدري قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : " إن الله تبارك وتعالى خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله ، فبكى أبو بكر ، وقال : بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين باب إلا سد إلا باب أبي بكر "
وعن أبي موسى الأشعري قال : مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " قالت عائشة يا رسول الله إنه رجل رقيق القلب ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس ؟ فقال : "مري أبا بكر فليصل بالناس " فعادت فقال : " مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف " فأتاه الرسول فصلى بالناس في حياة رسول الله, أخرجه الشيخان
أخيرا, إليك و إلى غيرك من الأخوة المرتابين نقول, رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام لم يصنع رجالا آليين بل بشرا مفكرين قادرين على اتخاذ القرار و التكيف مع الاجواء حسب مقتضى الاحوال بما يتماشى مع النصوص و الايات.
رجالٌ اعملوا عقولهم فاستلهموا من نصوص التنزيل و ما صح من الأحاديث أكبرَ ثروة فقهية و تشريعية و دولة مدنية و قانونية وبنوا اكبر امبراطورية عرفها التاريخ و دكوا حصون الكفر والشرك و نشروا التوحيد...
رجالٌ علمهم نبيهم كل شئ مهما صغر إن كان مما لا يتوصل له بالعقل كالطهارة و العبادات و ترك عقلهم يعمل ضمن نصوص ليستنتج مايتناسب مع متطلبات و متغيرات هذه الحياة.
نحن ننزه الله عن كل نقص و نفرده وحده باوصاف الحسن و الجمال و الكمال ونصفه بما وصف نفسه في كتاب أجمع اهل الارض مؤمنهم و كافرهم انه ماصحّ مثله عبر الزمان في صحة النقل منذ ألف و اربعمائة عام, و ان اختلفوا ان كان وحيا من عند الله او ولّفه محمد عليه افضل الصلاة والسلام ممن سبقه من اهل الاديان " ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين", مرة اخرى نحن مسلمون لا ديمقراطيون فان تعارضت الديمقراطية مع الاسلام طرحناها وراء ظهورنا ولا كرامة.
و السلام ...