رسالة إلى كل فئات الشعب السوري (مؤيّد، معارض)

رسالة إلى كل فئات الشعب السوري

(مؤيّد، معارض)

الشيخ د. محمد بشير حداد

عضو المجلس الوطني السوري

وعضو رابطة العلماء السوريين

أيها الشعب السوري العظيم

السلام عليكم ورحمة الله:

أحييكم من شعب عز نظيره، وأنتم تقدمون في ثورتكم المباركة أروع النماذج من العطاء والفداء والإصرار, وتؤكدون أنكم ورثتم عشق الحرية وكره الطغيان ورفض الضيم من أباء كرام انطلقوا يوما من بلاد الشام يعلمون البشرية أن الحرية هي طريق الحضارة الإنسانية، وأنها الكنز الثمين الذي يُنزع من يد غاصبيه من الطغاة...والمفسدين.

وها هي بهمتكم وعزيمتكم سورية الجديدة تولد بتوفيق الله ثم بكم اليوم على الأرض السورية التي جعلتموها تنبض بالحياة بعد سبات طويل, وتهتز قوة وجمالا تدهش الناظرين بطولة وفداء، بعزائم جيل سوري جديد هب في سباق مع الزمن لينقذ البلد ويشيد نهضة أنموذجا بإذن الله, وينهي عهود الظلم والطغيان التي نئن عبر نصف قرن من جرائمها المروعة، حتى ظن الناس أن سورية انتهت مع الطغيان ولن تقوم لها قائمة في التاريخ, لكن إرادة الله أكبر من كل الطغيان فجاءت صيحة القدر الإلهي في 15 أذار2011 لتحرك كل سوريا، وتدفع شعبنا العظيم لينتزع حريته وكرامته من جلاديه ومحتليه, وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر.

ويأبى الطغيان كل يوم إلا أن يؤكد أن مخزون الحقد والظلم عنده يفوق ما عند أشرار البشر جميعا, وأنتم تشهدون والعالم معكم يشهد ساعة بساعة فظائعه ومجازره التي يرتكبها بعدد الساعات في كل البقاع السورية، يصب فيها ألوان حقده على الأطفال فيذبحهم ويذبح الأحرار ويغتصب النساء ويحرق جثث الشهداء، ويلقي بطائراته المواد الكيماوية ويقصف المدن والقرى بالطائرات الحربية والمدافع.

إنه قاتل الطفولة الأرعن الأظلم , وفاقد أدنى ذرة من الإنسانية.

أيها الشعب السوري العظيم:

اسمحو لي أن أحيي كل الشباب الحر في سورية وهو يعلن هاتفا : "الموت ولا المذلة" , وقد كسر حاجز الخوف وما عاد يهاب إلا الله ولا يثق إلا بالله وهو ينتزع حريته وتردد حناجره: ( مالنا غيرك يا ألله ).

وأحيي كذلك الجيش السوري الحر الذي قرر الوفاء لشرف الجندية الالتحاق بأحرار سورية ليحميهم من بطش السفاح الطاغية.

وأحيي أيضا المرأة السورية الحرة أما وأختا وزوجة وبنتا وهي تصبر وتصابر وتشارك وتساند فحياها الله وشد أزرها.

وأحيي الأطباء الأحرار والمحامين الأحرار الذين دعموا التحرك الجماهيري السلمي الرافض للطغيان.

وأحيي التجار الأحرار الذين يبذلون أموالهم وأرواحهم , والذي أضربوا في العاصمة دمشق وفي حلب قبل أيام

وأحيي كذلك علماء الدين الأحرار الذين ما ترددوا في الجهر بكلمة الحق والالتحاق بأحرار الشعب.

وأتوجه للقلة الصامتة من علماء الدين فأقول لهم:

أبعد هذه الجرائم والدماء عل منحر الحرية تترددون في الالتحاق بالشعب الثائر؟؟ لا تتعللوا أرجوكم فإن

الأمور لا تكون جسيمة أو هزيلة إلا كما هي في عين كل واحد منا, وقد قال المتنبي:

وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى ** وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا

إن الطغيان يتهاوى أمامكم وما بقي لسقوطه بإذن الله إلا القليل لأنه حمل بذور فنائه في جسده من ظلم وقهر وفساد وامتهان للدين ووطء لكرامات الشعب ونهب لثرواته وأمواله واستخفاف بدم الشعب وكرامته وحريته ووجوده وأرضه وعرضه.

وبعد جرائمه الكبرى في كل سورية ماذا تنتظرون؟؟ أترضون لدينكم ولعلمكم ولكرامتكم وللأمة التي أعلتكم منابرها وبوّأتكم محاريبها أن تقفوا بعيدا عن شعبكم المظلوم وهو يقتل ويذبح؟؟ وأخواتكم وبناتكم يغتصبن؟؟ هل بقي لعاقل أن يتأخر عن اللحاق بالأحرار يشد عزمهم ويجمع كلمتهم ويشاركهم ويزود عنهم ويتقدم صفوفهم ؟؟

وقد جاء في الحديث الشريف: ( ما من مسلم يخذُل مسلما في موضع تُنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب فيه نُصرته).

أيها الشعب السوري العظيم، وأخص الصامتين والمترددين:

انزعوا من نفوسكم أيها المترددون هذا الورع البارد الميت السمج , وهذا الأدب غير المحمود , وأنتم الذين سكتم على الطغيان فأذلكم وأعطيتموه فامتهن كرامتكم .

أيها التجار:

نناشدكم جميعا أن تكونوا عونا لضعفاء أهلكم وشعبكم , اطردوا الجشع واجتنبوا رفع الاسعار واستغلال الضعفاء في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب السوري, ابذلوا أموالكم، أدوا زكاتكم، اطعموا الجائع، آووا المهاجر، امسحوا على اليتيم، انقذوا الجريح قدر ما تستطيعون .

وأنتم يا أعضاء النقابات المهنية :

إن الشعب ينتظر منكم أن تقوموا بواجبكم في المشاركة بالتظاهرات السلمية، وينتظر منكم أن تعمدوا جميعا إلى الاعتصامات الاحتجاجية على الفظائع الإجرامية للنظام، ونقابة المحامين في حلب قدمت النموذج، فليعضد بعضكم بعضا.

أيها الشعب السوري العظيم:

أمام هذا البطش الجنوني الفظيع والمجازر التي تصنف دوليا بأنها جرائم ضد الإنسانية من النظام السفاح، لقد حانت لحظة التصعيد الثوري في كل سوريا، وخاصة في المدن الكبرى دمشق وحلب للتعجيل بإسقاط الطاغية المترنّح، والحد من فظائعه الإجرامية وحماية الطفولة السورية التي تذبح، وحماية أعراضنا التي تغتصب، ولشبابنا الذي يُقتل.

إني أدعوكم الى القيام بالإضرابات الشاملة المتواصلة والمظاهرات الكبيرة الهادرة, وأناشد شبابنا الأحرار في الجيش السوري التعاون والالتحاق بالجيش السوري الحر، لحماية الشعب من مجازر النظام السفاح, ونطالب كل الشباب الذين يُدعَون للخدمة العسكرية الإلزامية أن يمتنعوا عن اللحاق بالخدمة حتى لا يُستغلوا في ارتكاب جرائم النظام ضد الشعب . وليس لهم أي عذر.

شعبنا السوري العظيم: قريبا نحن مدعوون جميعا للعصيان المدني.

يا أيها الذين أصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.

والله أكبر وعاشت سورية حرة عزيزة أبية والخزي والعار للنظام السفاح وشبيحته وأعوانه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.