تعالوا نشارك في اختيار أول رئيس مصري منتخب

تعالوا نشارك في اختيار

أول رئيس مصري منتخب

بدر محمد بدر

[email protected]

مع شروق شمس الإثنين القادم (18/6) بمشيئة الله تعالى سوف نحتفل في مصر، ومعنا الشعوب العربية والإسلامية، بل وشعوب العالم الحر، بأول رئيس مصري منتخب، اختاره الشعب في انتخابات حرة ونزيهة، وسوف تنتهي خلال أيام قليلة بإذن الله أطول فترات الخوف والقلق والفوضى والإحباط في تاريخنا المعاصر، وسوف نواصل بعون الله وفضله استكمال خطواتنا في بناء مؤسساتنا الوطنية.

سوف نطوي جميعا صفحات الماضي الحزين إلى الأبد، وسوف نغسل وجوهنا وأيدينا وقلوبنا من آثار الهم والغم والظلم والكآبة، وسوف ننطلق بكل قوة وعزيمة لبناء نهضتنا التي تأخرت ستين عاما كاملة، منذ أن انحرف ضباط يوليو عن المسار الديمقراطي، وأدخلوا البلاد في هذا المستنقع الآسن، وسوف نفتح قلوبنا وعيوننا لنرى المستقبل المشرق، وسوف نبذل سويا الجهد والعرق لنصنع مجتمعا جديدا، أساسه الحرية والعدالة والمساواة والتكافل والكرامة والحب ووحدة الصف.

مطلوب منا جميعا أن نشارك بقوة وحماسة في هذا الحدث التاريخي، وأن نبادر بالذهاب إلى صناديق الانتخابات يومي السبت والأحد المقبلين (16و17/6)، وأن نشارك في جولة الإعادة لاختيار رئيسنا الحر، الذي تتعلق به آمال الشعب المصري الآن، بل وشعوب عربية وإسلامية كثيرة، ولم يعد أمر الاختيار ملتبسا على أحد، فإما أن نختار د. محمد مرسي، الذي يمثل المستقبل بكل ما يحمله من آمال في حياة حرة كريمة، وإما أن نختار الآخر الذي يمثل آلام الماضي ومعاناته.   

إن وجود رئيس جمهورية مصري منتخب، شاركنا جميعا في دعمه واختياره، معناه أننا نسير بخطوات جادة إلى الأمام، وأننا مستمرون في بناء مشروعنا الوطني الديمقراطي، وأنه أكتمل لدينا جزء مهم من السلطة التنفيذية، ويتبقى أمامنا تشكيل حكومة وطنية جديدة، تحظى بموافقة وتأييد برلمان الثورة، وتقدم خطة علمية واضحة ومدروسة وجاهزة للتنفيذ الفوري، لعلاج أهم المشكلات التي يعاني منها المواطن، وبالتالي يمكن محاسبتها ومراقبتها، وتأييدها أو نقدها أو رفضها.

لقد انتهت أخيرا الأزمة التي افتعلتها التيارات العلمانية واليسارية والليبرالية حول تشكيل "تأسيسية الدستور"، ويتبقى الخطوة الأهم وهي إعداد الدستور ذاته، والتوافق على فلسفته وأهم مواده، وبالذات تلك التي ليست محل اتفاق عام، ونتمنى ألا يكون ذلك مجالا للمزايدات السياسية والإعلامية، وأن يصحو الضمير الوطني لدى الجميع، حتى ننجح سريعا في إعداد دستور متوازن، يليق بمصر الإسلام والحضارة والتاريخ والمستقبل، ويؤسس للحرية والكرامة والمواطنة والتقدم.

ومع بدء تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب خلال الأيام القليلة المقبلة، وعودة المجلس الأعلى للقوات المسلحة مشكورا مأجورا إلى مهمته الوطنية الأساسية، مع كافة رجال وأبطال قواتنا المسلحة الباسلة، وهي حماية حدود الوطن والدفاع عن أراضيه، تصبح أمامنا مهام وأعباء كبيرة، تحتاج إلى همم وعزائم وتضحيات وتجرد وطول صبر، إنها مهمة البناء والعمل والعطاء والبذل، إنها مهمة صناعة النهضة وإصلاح الحاضر وبناء المستقبل، وإشعار المواطنين بثمار ونتائج الثورة.

ليس عندي شك في أن الله عز وجل سوف يمن على هذا الوطن الغالي، بعد هذه المعاناة والتضحيات الكبيرة، بمن يبني نهضته، ويصنع مستقبله، ويحافظ على كرامة أبنائه، وكل هذه القلوب والعقول المخلصة، وهذه الأحلام والآمال الوطنية العريضة، التي تملأ شوارع وحارات وأزقة الوطن الحبيب، لن يضيعها الله أبدا.

سوف ينجح الدكتور محمد مرسي بفضل الله وحده، ويصبح أول رئيس مصري منتخب، وسوف ترسو سفينة الوطن في بر الأمان، وسوف ينطلق مشروع النهضة، هي فقط بإذن الله ساعات قليلة ويتحقق الأمل المنشود، واليوم الموعود، والحلم الغالي.