خبر وتعليق

د. خالد أحمد الشنتوت

د. خالد أحمد الشنتوت

أخذت من مجموعة يابلدي الخبر التالي ، ولاقي عندي قبولاً  لأنه جاء من الشيخ المنجد ، ومن الثوار ...

الشيخ :. محمد صالح المنجد

قال محدّثها : عندما كثرت حالات خطف النساء واحتجازهن في القرى العلوية، وبعد تردد كبير من الشباب ، اجتهد بعضهم بأن يردوا الاعتداء بمثله لعل المجرمين يرتدعون، ويستطيع الناس استرداد محارمهم وأعراضهم التي لا يصبر أحد على نهشها وإيذائها.واتفقوا على أخذ بعض النساء العلويات، و...وُضِعن في حراسة بعض الشباب المعروفين بصلاحهم.ولم يطل الأمر أكثر من عدة أيام حتى خضع الخاطفون العلويون وأطلقوا سراح النساء المسلمات المختطفات.فذهب المسئول لإطلاق النساء العلويات ولدهشته وجدهن محجبات غضب في البداية غضباً شديد لظنه أن الشباب أرغموهنّ على الحجاب ولكن شرح له النساء العلويات بعد ذلك أنهن قمن بذلك طوعاً استحياء من هؤلاء الشباب لما رأوا من كثرة صلاتهم،وسؤالهم لهم عن حاجتهم من وراء حجاب. قالت إحداهن كنا نكتب لهم على ورقة في الصباح ما نحتاجه من أغراض ويقومون بتوفيره، ونحن الذين طلبنا الحجاب.المدهش في الموضوع أنه بعد إطلاق سراحهن وإرجاعهن إلى أهلهن أرسلت إحداهن عن طريق وسيط تبرعاً بمبلغ 50 ألف ليرة سورية وقالت هذا كل ما أملك دعما لقضيتكم العادلة.

ففي أي زمان نحن أيها الناس  ؟؟؟

التعليق :

أجاوب أنها الفطرة ، وهي رصيد عظيم للدعوة إلى الله ، وهذا الخبر يسلط الضوء على المستقبل  المشرق لسوريا بعد الأسد ، سوريا لجميع أبنائها وبناتها ، لجميع فئاتها ، ومن الطائفة العلوية ...

ومن خبرتي عندما كنت مدرساً للفلسفة في ثانوية ( السقيلبية ) في (1973- 1974) ، وأغلبية طلابي وطالباتي نصارى ماركسيون ، وقد عينت هناك عن قصد لإبعادي عن أبناء المسلمين في الطيبة وصوران وكفرنبودة وقلعة المضيق ناهيك عن مدينة حماة ....

وكان العلويون والعلويات هم الأغلبية الثانية في الثانوية ، والطلاب السنة هم الأقلية ، وتلك البلدة زعيمة الماركسية في سوريا ، وكانت استراتيجتي محاربة الماركسية ...كي أحصن الطلاب ( جميع الطلاب ) منها ... ولم يكن بالامكان أكثر من ذلك ، ولما رآني الطلابي أصلي منذ اليوم الأول شاع في البلدة كلها ( جاءنا مدرس فلسفة يصلي ) ...

المهم كانت المعركة الفكرية حامية ، ووقف معي جميع الطلاب ماعدا الماركسيين والماركسيات ...والعلويون ( بعثيون طبعا) وقفوا معي بجد واهتمام ( وكنت أطرح العروبة ضد الماركسية ) وكنت أصرح بأن العروبة لاتنفصل عن الإسلام ....

وقف الطلاب العلويون والعلويات معي ، وذات يوم أحد الطلاب العلويين من الثالث الثانوي ، أخذ يدي ووضعها على بطنه ( فوجدت الجنزير ) قلت ماهذا : قال : اليوم يحتمل أن الطلاب الماركسيين يعتدون عليك بالضرب ، وإن فعلوا سنلقنهم درساً لاينسوه أبداً ، وكانوا لايفارقوني طول اليوم في تحركاتي داخل الثانوية .... ولابد من القول كان أمين سرالثانوية والمسؤول الحزبي فيها ( معالي) الأستاذ أسعد مصطفى وزير الزراعة الأسبق ، الذي انشق منذ بضعة شهور وتسمعون حواراته على العربية ... وكان داعماً لي تماماً ...

وروى لي حسان المجذوب والد الشيخ فداء المجذوب عضو المجلس الوطني وطالبي في المدينة المنورة قبل ثلاثين عاماً قال :

كنت مع والدي الشيخ محمد المجذوب (مسؤول أو من كبار مركز الإخوان خلال الخمسينات في اللاذقية ) ، وولدي فــداء ، كنا نبحث في قرى الجبل عن بيت أخ ســـني تـوفي هناك  كي نعزه أهله ...ووجــدنا لافتــة كتب فيها ( العزاء من هنا ) فتبعنا اللافتة ، حتى وصلنا مكانا فيه جمع كبير من الضباط الأمراء ، وإذا هو عزاء لأم اللواء شفيق فياض ، قائد الفرقة الثالثة يومئذ ، ولما كان ذلك ، لم نستطع التراجع ، وسلمنا ، والشيخ محمد المجذوب معروف في الساحل لدى كبار السن ، فقاموا ورحبوا بنا وأجلسونا في الصدر...وألحوا على الشيخ أن يقدم كلمة ...فاعتذر وتعلل بمرضه وقال حفيدي الشيخ فداء يسد مسدي ، فألقى فداء كلمة يبدو أنها رققت القلوب ، يقول حسان : فقام كهل ونادى بأعلى صوته :

(أنتم يا أهل السنة ضيعتمونا ...تركتمونا لانعرف شيئا عن ديننا ...)

وأنا أصدق هذه الرواية ، ولولا الإطالة لحدثتكم عن تجربة الداعية الشيخ مرعي الضاهر في  قرية ( شـــين ) في الحولة ولو سألتم عنها ستجدونها ....وآمل أن أكتب عنها بوثائق تاريخية إن شاء الله ...

والذي أقصده أن العلماء والدعاة قصروا كثيرا مع العلويين ومع الريف عامة خلال الخمسينات والستينات  ، قصروا مع الريف وغير الريف ، وكان نشاطهم محدوداًَ ماعدا الشيخ السباعي  ومحمد المبارك يرحمهما اللذان نقلا الدعوة إلى ريف دمشق ، فدعمونا بآل الغضبان وغيرهم من الأخوة الثقات الكبار ...وكان واقع الحال يساعد الدعاة يومئذ على الدعوة ....

أقول هذا لأشير إلى الحل الرباني الذي يتساءل عنه كثير من الأخوة ، في سوريا المستقبل ، هذا هو الحل ، والفطرة هي رصيدنا دائماً ...وستكون سوريا لجميع أبنائها وأولهم العلويون والعلويات .....