سوريا تستغيث، فأين المُغيثون؟

سوريا تستغيث، فأين المُغيثون؟

مجاهد ديرانية

يا أيها المسلمون: لقد أتى على إخوانكم في سوريا شتاء جديد والملايينُ منهم يعيشون في بيوت خَرِبة خاوية لا وقودَ فيها للتدفئة ولا نار، وقد قلّ في أيديهم اللباس والغطاء فلا غطاء ولا دثار. وهؤلاء هم الأسعد حظاً بين المنكوبين، فإن ملايين غيرهم أمسَوا بلا بيوت، فإنهم لَيبيتون في هذا البرد القارس في المدارس والجوامع والساحات، أو في خيام بالية ممزقة لا تحتمل عصفَ الريح، ومنهم آلافٌ وآلافٌ يستقبلون الشتاء في العراء، أرضُهم الترابُ وسقفُهم قُبّة السماء.

يا أمة الإسلام، يا أيها المسلمون في كل مكان: إن أهل سوريا يستنصرونكم، وإن ربكم تبارك وتعالى خاطبكم فقال: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}، فأوجب عليكم نصرة المستنصِرين من إخوتكم ولم يترك لكم الخيار. لقد صار الجهاد بالمال فرضاً عليكم، فأدّوا فرضكم ولا تقصّروا مع ربكم، ولا تخذلوا إخوانكم المنكوبين في هذا الشتاء وفي كل حين.

*   *   *

أشهد أن الخير في أمة محمد -صلى عليه الله وسلّم- كثيرٌ كثير. ما نشرتُ يوماً نداء كهذا النداء إلا وغمرني طوفان من الأسئلة والاستفسارات: ماذا نصنع؟ وكيف يمكننا توصيل المساعدات؟

أما أنا فلا علاقة لي بالمال، فلست من الذين يجمعون ويوصلون، ولكني دالٌّ على الخير وأرجو أن أكون شريكاً فيه. من أجل ذلك أجهدت نفسي في جمع قائمة بجمعيات ومؤسسات خيرية موثوقة، هي طريق وصول التبرعات إلى المحتاجين في سوريا لمن أراد أن يعرف الطريق.

إلى كل السائلين، إلى الخَيّرين الصادقين وإلى أهل المروءة والمكرمات أقدّم هذه القائمة. لم أسجّل فيها إلا الجمعيات والهيئات التي أعرفها وأثق فيها، والتي أضمن -بأمر الله- وصول كل درهم تضعونه فيها وكل دينار إلى مستحقّيه. وهي كلها من المنظمات الإغاثية التي تسعى لتوفير ما يحتاج إليه الناس في معاشهم: الغذاء والدواء والكساء والدّفاء، وتصل خدماتها إلى داخل سوريا كما تصل إلى اللاجئين السوريين في الشتات.

جزى الله خيراً كل منفق خيراً وعوضه بما ينفقه في وجوه الخير أضعافاً مضاعفات.