تساؤلات وتحتاج إلى إجابة عن المجازر التي حدثت في جبل الزاوية
تساؤلات وتحتاج إلى إجابة
عن المجازر التي حدثت في جبل الزاوية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
قبل كل شيء نحسب الذين قتلوا شهداء وهم أحياءٌ يرزقون عند رب كريم المدنيين والعسكريين , وأن يلهم زويهم الصبر والسلوان وأن يمكنهم من قاتلي أحبابهم في القريب العاجل إن شاء الله .
لاأملك الكثير من التفاصيل عن تلك المعارك والتي ذهب ضحيتها خيرة أبنائنا الثوار في جبل الزاوية , ولكن مع ماسمعت , وما كتب عن الموضوع , أثار في نفسي تساؤلات كثيرة , وهذه التساؤلات أضعها بين يدي أبنائنا من الجيش الحر والمجلس العسكري , وقيادة الثورة السورية المباركة .
قبل أشهر عندما هاجمت عصابات المجرم مدينة الرستن البطلة , ولو درسنا الهجوم من الناحية التكتيكية , فقد وقع لواء خالد بن الوليد البطل في خطأ عسكري قاتل , عندما قرر خوض المعركة وجهاً لوجه مع جيش وشبيحة المجرم , وكان الأولى أن ينسحب جنود وقادة الجيش الحر من المدينة لخارجها , وأن يتم توزيعهم بمجموعات صغيرة وخفيفة , تهاجم القوات في أماكن ضعيفة , ومن ثم تنسحب مباشرة , لأن أي مواجهة عسكرية بين أبنائنا المقاتلين , والجيش المعادي ستكون لصالحه , لتفوقه في العدة والعدد والمدد , والكل يعلم بالقاعدة العسكرية المعروفة (أن الجندي لايخطيء إلا مرة واحدة , لأنها ستكون نهايته فيها ) , وأبطالنا في حمص قد وعوا هذا الدرس جيدا , ولكن بعد أن خسرنا من هم أغلى عندنا من الدنيا كلها , فكان ضباط وعناصر كتيبة خالد بن الوليد يخرجون ويشتركون في المظاهرات والهتافات والخطب , فكأن لسان حالهم يقول تعالوا إلينا نحن بانتظاركم
واستمر الحال على نفس المنوال في محافظة ادلب وجبلها الأشم جبل الزاوية , فكأن ماجرى في الرستن لايعنيهم , وشكلوا ألوية وكتائب علنية واستقدموا , صحفيين أجانب , وانبرى بعض من يدعي نفسه ثوري , ويجلس في السويد , ويدعي أنه هو القائد الفعلي للجيش في جبل الزاوية , وخطته تتمحور حول تحرير جبل الزاوية من الجيش المعادي , فالخطأ لايتحمله ذلك المجنون القابع في استكهولم , وإنما يتحمله من سمع كلامه , وهو طوال حياته في الجيش يدرس ويدرس العلم العسكري .
وهنا لابد من دراسة الذي جرى في جبل الزاوية , والاستفادة من سبب الكارثة التي وقعت وتجنب وقوعها في المستقبل .
على ماأعتقد يوم التاسع عشر من الشهر الحالي , وصل إلينا الخبر عن استشهاد 72 بين ضابط وصف ضباط ومجندين , في جبل الزاوية , شاهد العيان على الجزيرة تحدث عن الموضوع , ولاأذكر اسمه , يقول (تم انشقاق حوالي مائة عسكري , بالتنسيق مع أحد المدنيين , ولجأوا لمزرعة دواجن , وهناك قامت القوات المعادية بقصفهم بالدبابات , مما أدى لاستشهادهم , ونجاة الوسيط المدني من القصف , مع بعض العناصر )
حول ذلك لابد من التساؤل :
من هو ذلك الشخص المدني والذي رتب هملية الانشقاق , وبدون علم الجيش الحر بالأمر ؟ وكيف يمكن لعساكر منشقين حديثاً وقد تجمعوا في مكان واحد , وتم قصفهم وإبادتهم ؟ وهل القصف المدفعي يمكن الجيش من ابادة عناصر منتشرة ؟
فلو سألت انساناً متوسط الذكاء , او إنسان عادياً عن هذه الجريمة , لقال لك حرفياً , انشقاقهم عن طريق مدني , وبدون علم الجيش الحر لترتيب أماكن حمايتهم ,وتجمعهم في مبنى , ونجاة صاحب عملية الانشقاق , هي خيانة مرتبة من قبل ذلك الشخص لامحالة , ففي عرف حرب العصابات عندما يتم هجوم على مجموعة ما أو العكس ونجاة أحدهم , فاحتمال الناجي من القتل على أنه عميل تصل نسبة التسعين في المائة , وعليه يجب تصفيته مباشرة .
ويتساءل البعض ونتساءل :
من أقنع المقاتلين في جبل الزاوية بإعلان تحرير المنطقة والسيطرة عليها ؟ فالذي أقنع جنودنا الأحرار في ذلك لايمكن أن يكون خارج نطاق :
1- إما مجنون ولا يملك عقلاً , ولا يعرف معنى العمل العسكري وحرب العصابات , وبالتالي استطاع اقناع هؤلاء الأحرار في ذلك , ناتجة عن شهرة امتلكها , وكم من شهرة تحدث لأشخاص , لايملك من مقوماتها ذرة واحدة
2- أو أنه جاسوس يعمل لصالح العدو , واستطاع اقناع المقاتلين عن طريق تقديم وعود لهم بإمدادهم بالمال والسلاح , في حال أعلنوا بديء عملية تحرير المنطقة , وعندما وقعت الواقعة , لم يجدوا من الوعود تلك إلا عبارة عن كلام في الهواء . وبالتالي ضرب ضربته , وقبض ثمن فعلته الشنعاء .
عندنا مقاتلون كثر والحمد لله ومن خيرة أبناء الوطن , ولكن سلاحهم قليل وإمكانياتهم المادية ضعيفة , والدعم لايقدم لهم إلا عبر بعض المتمكنين الأخيار مادياً , ولا يمكنهم عتادهم من الدخول في أي معركة مواجهة مع العدو , وحتى تكون خسائرنا قليلة , وضربات أحرارنا مؤثرة , فعملهم ينحصر الآن فقط في مهاجمة المناطق الضعيفة من العدو , اضرب واحتمي وغير المكان , وضربات نوعية , على عناصر مؤثرة في جيش وقوات العدو , ومهاجمة القوات المتحركة على الطرق الواصلة بين المدن , وعن طريق الكمائن , هذه العمليات الصغيرة وكبيرة في أثرها و فعلها هي الكفيلة للإنتقال لحرب التحرير عندما تصبح القوة تميل لصالح الثوار .
وأخيراً ندعو لأبنائنا وإخواننا في الجيش السوري الحر والثوار , الثبات والعزيمة وحسن التدبير والنصر القريب بإذن الله, وسرية التحرك والمعلومات , وأن يع النشطاء على صفحات الثورة , والمتصلين بالقنوات الفضائية والإذاعية , الكف عن تقديم المعلومات المجانية عن جنودنا الأبطال , وهي معلومات تقدم لعدونا بدون طلب , والمتتبع لتلك الكتابات , والتصريحات والأقوال , يصل من خلالها لمعلومات شبه كاملة عن تحركات وأماكن تواجد أبطالنا الأحرا ر .فبدلاً من تضليل العدو , يقدم له معلومات هو بأمس الحاجة إليها على طبق من ماس .