امسك... عسكري
عبد الرحمن يوسف بريك
الشواشنة / الفيوم /مصر
بلغت الروح الحلقوم ….. وفاض الكيل ….. ولم يعد هناك أي أمل فيهم بعد أن صوبوا الرصاص تجاه قلب الشعب ……. وكشفوا عورة بنت من بنات مصر …… فوا معتصماه .
أيها العسكر الذين أوليناكم ثقتنا أول الثورة ، سلمنا لكم مفاتيح قلوبنا قبل مفاتيح بيوتنا ، ائتمناكم على نسائنا وأولادنا وأعراضنا قبل أن نئتمنكم على أقواتنا ، رأينا فيكم حماة الحاضر وعدة المستقبل ، تركناكم ترسمون خريطة طريق مصر وكلنا ثقة أنكم ستسلكون أيسر الدروب وأفضلها وأقربها لبناء مصر التي بناها أجدادنا من قبل فبهروا الدنيا ، سلمنا لكم ثورة " نبية " لم يشهدها التاريخ الإنساني كله ، قلنا لكم : هذه ثورتنا وأنتم حراسها …. فماذا فعل الحراس فيما ائتمنوا عليه ؟
أيها العسكر : لقد صرخت امرأة في سوق بني قينقاع حين كشف اليهود سوأتها : وا محمداه ، فهب لها خير الخلق – صلى الله عليه وسلم – وحاصر بني قينقاع وأجلاهم عن المدينة ، وبعدها بقرون صرخت امرأة في عمورية : وا معتصماه ، فقال لها : والله لآتينك بجيش أوله عندك وآخره عندي … وفتح عمورية من أجل صرخة امرأة انتهكت حرمتها …. وأنتم اليوم تنتهكون حرمة بنات مصر اللائي خرجن من أجل رفعة وطننا وعزته وكرامته … فيا حمرة الخجل أين وجهك ؟؟‼‼
أيها العسكر : إن كنتم توزعمون أن هناك من يخطط للنيل من ثورتنا وإسقاط مصر ، فلماذا لا تكشفوا عن هوية المخططين وتلقوا القبض عليهم وتحاكموهم علناً أمام الشعب وليأخذ كل منهم جزاءه جزاءاً وفاقاً ؟؟ إن كنتم تزعمون أن من ارتكب أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود وحرق المجمع العلمي وقتل المتظاهرين أمام مجلس الوزراء رجال أعمال ونواب سابقين فقولوا لنا من هم وحاسبوهم … أم أنهم فوق المحاسبة ؟
أيها العسكر : لقد ذقتم حلاوة الكرسي ، وتخافون أن تتركوه حتى لا تلقوا مصير من سبقوكم ، هل تريدون خروجاً آمناً ؟ أم تريدون امتيازات فوق الدستور ؟ إن الشعب الذي قرر مصيره منذ 25 يناير لن يقبل أبداً امتيازات لأحد أو سلطة فوق السلطات ، لكن قد يقبل – وإن كنت أشك الآن في ذلك – أن يمنحكم خروجاً آمناً ويترككم بعد تخليكم عن السلطة دون حساب ، لكن لن يقبل أبداً أن تظلوا جاثمين على صدره أبداً .
أيها العسكر : لا أعرف ماهو السيناريو القادم الذي تم إعداده للمرحلة الثالثة من الانتخابات التشريعية وماذا سيحدث فيها وبعدها من أحداث ، لكني على ثقة أن في " الجراب " كثير مما يخبئه الحواة ، ناهيك عن الذي سيحدث في انتخابات الرئاسة ومابعدها ، قد تنقلب الطاولة على الجميع ، وتعم الفوضى ويفشل الرئيس القادم ونواب الشعب في احتواء الموقف ويصرخ الشعب طالباً النجدة ، فتهبون أنتم – حماة مصر – وتقولون : نحن هنا ، وتدين لكم الأمور ، وتعيش مصر 60 أو 70 سنة أخرى تحت حكم العسكر إلى أن يأذن الله بثورة من صنع أحفادنا .
أيها العسكر : الشعب قد عرف طريقه …. وهو – يقيناً – ليس طريقكم ، فخلوا بيننا وبين مستقبلنا ، اتركوا مصر لأبنائها الذين عرفوا كيف يرسمون وجهها المشرق ، حافظوا على البقية الباقية من احترام الشعب لكم – إن كانت هناك بقية - ، عودوا إلى ثكناتكم ، واعتذروا لهذا الشعب الأبي عما أجرمتم في حقه …. فقد يكون ذلك شفيعاً لكم …. وإلا …. فعلى الباغي تدور الدوائر.