قوائم الكنيسة: جريمة ضد المسيح والوطن 4
قوائم الكنيسة: جريمة ضد المسيح والوطن !
(4 – 4)
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
في قنبلة من العيار الثقيل ألقاها السيد البدوي رئيس حزب الوفد ، كان ملخصها : "الكنيسة" خالفت وعودها بمنح "الوفد" أصوات النصارى ! كان السيد البدوي عضوا رئيسا في التحالف الديمقراطي الذي قاده حزب الحرية والعدالة مع مجموعة من الأحزاب الأخرى ، ولكن بعد فترة تلقى رسالة من المسئول عن ملف الانتخابات بالكنيسة، تتضمن وعوداً بالحصول على أصواتهم ، فى حال انسحابه من التحالف الديمقراطي، وعقّب البدوي قائلاً "انسحبنا ولم يحدث شيء"، منتقداً توجيهات الكنيسة للنصارى بالتصويت
لقوائم بعينها! (اليوم السابع ، أول ديسمبر 2011) .
بلا ريب فقد كانت خديعة الكنيسة للبدوي مؤلمة وقاسية حيث تراجع الحزب بصورة ملحوظة ، لأن الكنيسة وجهت أتباعها كي يصوتوا لحزب ساويريس الذي يقود مجموعة من الأحزاب التي تدعو إلى العلمانية وفصل الدين عن الدولة ! وبالفعل فإن حزب ساويرس ومن معه ويسمى التكتل المصري حقق نجاحات فاقت ما حققه حزب الوفد مع أن عمره قصير وتم تشكيله بعد ثورة 25 يناير !
وقد رصدت جريدة "المصريون" 30/11/2011م ، وجود نصارى وسط الناخبين يقومون بتحفيز الناخبين المسيحيين على اختيار "الكتلة المصرية", كما ارتكبت الكتلة مخالفة جديدة بإرسال رسائل على أرقام "موبينيل" التي يملكها ساويرس ؛ تحفز المصريين على انتخاب الكتلة ورمزها العين فى اليوم الأول من الانتخابات.
وبالإضافة إلى ذلك ؛ فقد ضبطت قائمة تم توزيعها على النصارى للتصويت لصالح مرشحين بعينهم من أحزاب الكتلة المصرية وفى مقدمتها حزب المصريين الأحرار.( حزب ساويريس ) ، ونشط شباب الكشافة النصارى أمام اللجان الانتخابية لتعريف الناخبين ببياناتهم، كما قامت مجموعات بتفقد الأسر النصرانية لحثّها على المشاركة فى الانتخابات لدعم التحول الديمقراطي بعد ثورة يناير.
وقد اتهم بيان للحملة الانتخابية لحزب "الحرية والعدالة"، بالدائرة الأولى بالقاهرة ؛ عدداً من القساوسة بمنطقة شبرا بأنهم "انتهكوا قواعد الدعاية الانتخابية".وقال إن رجال الدين المسيحيين حضروا منذ الصباح الباكر أمام اللجان ودعوا المواطنين إلى التصويت لصالح قائمة الكتلة المصرية وحزب "المصريين الأحرار" الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس.
وأضاف البيان: إن عددا من القساوسة وُجدوا بالقرب من لجنة مدرسة باحثة البادية فى شبرا ، وبدءوا توجيه المواطنين للتصويت للكتلة المصرية وحزب المصريين الأحرار!
وأصدرت الجماعة الإسلامية بأسيوط " بيانا" تحت عنوان عاجل إلى من يهمه الأمر، وقال البيان : " إن الكنيسة تدعم مرشحي الكتلة المصرية ضد المرشحين الإسلاميين فى تعصب صارخ ضد الإسلاميين".
وأضاف البيان، أن البابا شنودة، أصدر تعليماته لكل الناخبين الأقباط بالتصويت لصالح أحزاب الكتلة المصرية التي تضم حزب التجمع والمصريين الأحرار الذي يقف وراءه نجيب ساويرس.
وفى أسيوط ، قام مرشح حزب الوسط بالدائرة الثانية مركز منفلوط بأسيوط حامد على بابا بتقديم طعن على عمليات التزوير التي يقوم بها الموظفون باللجنة لصالح قائمة "الكتلة المصرية".،
وأوردت الأخبار أن 45000 من أقباط المهجر المعروفين قاموا بالتصويت لمرشحي الكنيسة، وصرحوا بأن ذلك تنفيذ لأوامر البابا شنودة.
لوحظ أن ما فعلته الكنيسة من تدخل سافر في الانتخابات لصالح تكتل ساويرس ، وضد التيار الإسلامي ؛ لم يلفت نظر الإعلام الصربي الذي يؤازر الكنيسة . ولكن هذا الإعلام المنحاز يصطاد بل يختلق حوادث هامشية ضد الحركة الإسلامية ويضخمها ويلح عليها ، ويهول من صعود الإسلاميين ليثير الفزع والرعب في قلوب المصريين ، محاولا ضمنا إقناع الشعب بالديكتاتورية بدلا من الديمقراطية ، فضلا عن التشويش على الانتخابات ومحاولة إلغائها كما فعل عدد من مرشحي كتلة ساويرس ، هم عماد جاد ويوسف
نعيم وباسل محمد كامل، حيث طلبوا من اللجنة العليا للانتخابات إعلان بطلان صناديق الانتخابات فى دوائرهم واعتبارها كأنها "لم تكن"!
لقد بدأت الكنيسة بمحاربة التعديلات الدستورية لتمنع تضمين الدستور الجديد المرجعية الإسلامية ، وأسهمت بصورة بغيضة في تجنيد أتباعها والإعلام الصربي كافة لتعطيل الانتخابات ، بدعوى الدستور أولا ، ثم عن طريق ما يسمى الوثيقة فوق الدستورية أو وثيقة المبادئ الدستورية .. وأخيرا "قوائم الكنيسة " وما تبعها من ممارسات ، وصلت إلى حد خديعة حزب الوفد ودفعه للانسحاب من التحالف الديمقراطي مقابل أصوات النصارى ، ولم تتورع الكنيسة عن منح هذه الأصوات إلى حزب ساويرس أو تكتل
ساويرس الذي يخدم الكنيسة بكل إخلاص وقوة .
ترى هل يتوقف التمرد الطائفي عند الانتخابات الطائفية أم يواصل مسيرة الكيد والأذى والإساءة إلى المسيح والوطن ؟