قفشات سياسية وثورية
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
مما يثير الانتباه أن أصدقاء المجرم في سورية بدأوا يبحثون له عن مخرج سياسي , ويطالعنا حديثاً , سعي المالكي وتبنيه المبادرة العربية , لتطبيق بنودها على أرض الواقع , والموقف الآخر هو , مسودة المشروع الروسي المقدمة لمجلس الأمن , لادانة العنف الذي يمارسه مجرموا سورية ضد الشعب السوري .
فوكيل الخامنئي في بغداد وبعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق , وتصاعد قوة الثورة السورية , فالحليف الحدودي للمالكي سيزول , والمحافظات السنية والتي تدعم الثورة السورية في العراق , كلها تقع على الحدود السورية , فسقوط ممثل الخامنئي في سورية , سيعطي دعم قوي للعشائر العربية الشيعية والسنية المناهضة للوجود الفارسي في العراق , وبالقضاء على مجرمي سورية , سيلحقهم مجرموا العراق , وبالتالي لابد من الحل السريع , معتمداً على مبدأ الحوار بين المعارضة وبين المجرمين , للحصول على أقل مايمكن بقاء موطيء قدم لهم في سوريا , باستبدال أشخاص مكان أشخاص , ومنها التضحية ببيت الأسد لسقوط ورقته تماماً , ولم يعد لوجوده إلا الضرر على الهلال الصفوي .
الموقف الروسي لم يتغير كثيراً , ولكن تقرير اللجنة العامة لحقوق الانسان , جعله في موقف أخلاقي أمام الجميع , وكذلك ضربات الثوار العسكرية والمتمثلة بقيادة الجيش الحر , وسرعة الانشقاقات في الجيش وتصاعدها , فعليه أن يجد مخرجاً ما , لأن رهانه على مجرم سورية أصبح رهاناً خاسراً , بعد سقوطه داخلياً وخارجياً , وعلى مستوى المنظمات الانسانية , ومنها تقرير هيومن رايتس اليوم , فمشروعه يدعو لوقف العنف وتطبيق مبادرة الجامعة العربية , والجلوس لطاولة الحوار بين المعارضة وبين المجرمين في سورية . وهو لايختلف عن الموقف العراقي الايراني .
شبيحة من حلب وشبيح إيراني
من جملة الفيديوهات المعروضة على اليوتوب اليوم والخاصة بالثورة السورية , كان هناك فيلمان قصيران مثيران للإنتباه
الأول : إلقاء القبض على ثلاثة عشر شبيحاً في محافظة ادلب من قبل الجيش السوري الحر , كل هؤلاء من محافظة حلب , وليست الغرابة هنا تكمن من أية محافظة هم , ولكن الغرابة تكمن في: استغلال هؤلاء الشبان من قبل الموالين للقاتل , فأجورهم بحدها الأقصى والأدنى (500 – 1500 ) ليرة سورية باليوم أي مايعادل (7,5- 20$ ) في مقابل قتل المتظاهرين السلميين , فهؤلاء لايقاتلون دفاعاً عن مبدأ , ولا دفاعاً عن دولة , ونظام يرونه صالحاً , وإنما يقتلون فقط من أجل هذا المبلغ البسيط , والذي لايسمن ولا يغني من جوع , وقد يصرفه أحدهم مقابل لفافة من الحشيش , فالقاتل جزاؤه القتل , ولو فكر أحدهم بهذه اللحظة , وما سيترتب عن أعمالهم القذرة تلك , فحتماً سيقول لنفسه , كم الفارق بين أن أقتل في سبيل الله والوطن , أو أن أقتل وعلي لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , فشهداء الثورة عز وفخار ومكان كبير لهم في الدنيا بذكرهم العطر , وإن شاء الله أحياء يرزقون عند رب كريم , فذك سيموت ميتة الجرزون ولن يأسف أحد عليه , ومن ضحى بنفسه في سبيل الله وفي سبيل أرضه وعرضه وماله , سيكون نور على نور في جنات النعيم .
أما الفلم الآخر والذي يتحدث عن أحد الايرانيين الشبيحة والذي ألقي القبض عليه من قبل أبطال حمص , فبقدر ماكنت حزيناً على من أضاعوا حياتهم هباءاً في الدفاع عن أجرم بني البشر , بقدر ماأضحكني عبارة أحد أبطال حمص وهو يقول للإيراني اكتب اعترافاتك , فيكتب الشبيح الفارسي أنه كان قادماً لحمص حتى يفجر نفسه بين المتظاهرين , ليوهم العالم بوجود مجموعات ارهابية تفجر نفسها لقتل الناس .
والسؤال هنا لمجرمي قم وطهران :
ماهو عدد الايرانيين والذين تم ارسالهم من قبلكم لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات الأمريكية في العراق , وضد الاسرائيليين , ومع أنكم تدعون محور الممانعة ؟
حتماً سأتحداكم أن تذكروا شخصاً واحداً قام بفعل كهذا , بينما ترسلون شياطينكم لتفجير أنفسهم في سورية وقتل أكبر عدد من السوريين لحقدكم الدفين والمماثل للعصابة الحاكمة في سوريا .
فالمحقق الحمصي البطل , لايشتم الايراني المجرم ولا يضربه , ويقول لأصدقائه الموجودين , اتركوا أخونا الايراني يكتب اعترافه , فإخوانا الحماصنة رغم كل الظروف القاسية , لابد من أن يرطبوا الجو بريحهم الطيب الباسم .