خاطرة في رجل قوي
د. إيمان مصطفى البُغَا
أي رجل أنت يا من صنعتك كلمات الله ...
فما استطاع عفن الكفر تلويثك , ولا بؤس الخيانة مَسَّك , وعجز فلاسفة الخنوع عن إضعاف عزيمتك , ومدعو الفكر تشويه بصيرتك ..
لك قلب يَهَبُ مقلتيك دموعَ أسى , وأنت تتحدى العالم بأسره ؛ العالم الذي بات يرى الظلم والباطل أمراً واقعيّاً لا غبار عليه , وأن الحق والعدل هما فقط من يمكن المفاوضة عليهما : بعقول يرونها كبيرة وما دروا بأن نفوسهم صغيرة! ...
ولكنك أنت يا من وعى فكرك كلمات الله وشغف قلبك بنورها ؛ ما كنت لترى العدل إلا قائداً لا منافس له , وما ترى الحق إلا حاكماً لا ينازعه في حكمه أحد ...
فكنت بهمسك بركاناً , وبفكرك موقداً , وبهمتك صواعق , فيا سعد الإنسانية وفيها صفحتك المشرقة !, ويا بؤسها وفيها غدر أعدائك !.
وأنا يا مليكي
إذ يمزقني الكمد أن تقاصرت همتي عن بلوغ عليائك , ما يسعني إلا لثم الإباء عندك , وأن أستروح اليقين بكلماتك , وأن تعظم بصيرتي بهمتك فتذوق عزاً لا يدرك أثره إلا العقل ، فيرتفع الرأس أبياً , ويصبح العقل سيداً يحكم لا خادماً يُجبر .
أيها الرجل العظيم
يا من تغلغلت فيك أعظم المبادئ , وأشرقت على محياك روعة الفضائل , عرفت فيك كيف يصنع الحق الرجال !.