قوائم الكنيسة: جريمة ضد المسيح والوطن 3

قوائم الكنيسة: جريمة ضد المسيح والوطن!

(3 – 4)

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

بداية القيامة الكنسية ضد المسيح عليه السلام والوطن ؛ ما قاله زعيم دولة التمرد في عظاته الروحية وتصريحاته السياسية حول الانتخابات التشريعية الحالية ، حيث وجه النصارى إلى اختيار من يدافع عنهم ، ويحبهم ، وقال لهم : " خليكم رجالة واذهبوا للانتخابات لكي يكون لكم حضور حقيقي ومشاركة حقيقية " .

كما طالب في خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية  عقب تماثله للشفاء من «نزلة برد» ألمت به ؛ الكهنة والأساقفة بتنظيم عملية «التصويت» في الانتخابات المقبلة ومساعدة الأبناء الطائفة للإدلاء بأصواتهم.

ورفض «التذرع» بـ «الحزن» علي ضحايا ماسبيرو لمقاطعة الانتخابات، لافتاً إلي أن الحزن لم يمنع من «حفلات الخطوبة والزواج».

وحذرهم من مقاطعة الانتخابات، مشيراً إلي أن عدم ذهابهم  إلي الصناديق سيدفع بعض التيارات ( يقصد الإسلاميين ) إلي ترديد عبارة «اخبطوا دماغكم في الحيط ، والانتخابات هتتعمل هتتعمل» ( كأنه كان لا يتوقع إجراءها !) .ووصف مشاركتهم في الانتخابات – كما يزعم -   بأنها «تحفظ التوازن بين الاعتدال والتطرف».وقال : «عايزكم تعطوا أصواتكم، لمن يهتم بكم مقصدش الأقباط، وإنما يهمني أن تنتخبوا المسلم الذي يحبكم ويدافع عنكم».( بوابة الوفد 10/11/2011م) .

وقد نشرت جريدة  «اليوم السابع» الموالية للكنيسة خبر قيام عدد من القساوسة بإعداد قوائم بأسماء المرشحين (المفضلين) لدى الكنيسة ، وذكر رئيس الجريدة أن هذه القوائم تفتح باباً جديداً من أبواب الخلط بين الدين والسياسة، وبين ما يريده الناس وما يقرره رجال الدين. وقد جاء كلام رئيس التحرير في سياق إدانته للجانب الإسلامي كالعادة حيث أشار إلى أن الكنيسة تعالج الخطأ بخطأ، فإذا كان الكهنة ينتقدون علناً استغلال منابر المساجد فى الدعاية للتيار الإسلامي والهجوم على الأحزاب المدنية، فلا يجوز أن تكون الكنائس مصدراً لتفضيل أسماء على أسماء، وقوائم على قوائم، مما ينذر باتساع تدخل الدين فى السياسة، وتوجيه إرادة الناخبين على نحو غير مقبول( اليوم السابع 28/11/2011) .

 وقد نشرت الأهرام في 30/11/2011م ، تحقيقا بعنوان : " الأقباط ‏:‏ شاركنا لمواجهة شبح الدولة الدينية المتشددة !" يحمل المعاني التي تشير إلى مناهضة إسلامية الدولة تحت دعاوى ما يسمى الدولة الدينية ، والتشدد!

وفى تحد صارخ لمشاعر غالبية الشعب المصري أبدى الملياردير الطائفي المتعصب إياه ؛ اشمئزازه  من الدين الإسلامي وقال في حواره مع إحدى القنوات الكندية: " إن مصر دولة محكومة بالدين – وتحديدا الدين الإسلامي – وبوصفي مسيحيا سأشعر بعدم الارتياح لذلك " ثم دعا الأميريكان إلى التدخل صراحة فى الشأن الداخلي المصري وتقديم الدعم اللازم للأحزاب الليبرالية والقيام بما أسماه " الدور الاستباقى " للسيطرة على الربيع العربى الذي أطلق عليه " الفوضى " نتيجة وصول الإسلاميين إلى الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة معللا ذلك بالخوف من الدولة الدينية . وقال متصنعا الأسى : " المشكلة أن الغرب يتفرج ولا يفعل شيئاً "، وأشار إلى أنه اتصل بمؤسسات رسمية غربية وأخبرهم بهذا المضمون ولكنهم خيبوا ظنه ، وقال إنهم دعاهم لفرض مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان على مصر ، كما دعاهم إلى الإسهام في دفع فاتورة ما سماه " الصراع مع الإسلاميين " لأنه لا يستطيع دفع فاتورة دولة كاملة وحده . وقال كلاما رخيصا عن تمويل قطر والسعودية للإسلاميين ، ثم هدد بأنه فى حال فوز الإسلاميين فى الانتخابات القادمة فإنه سيعمل على حشد المصريين ودفعهم للحرب من أجل الدولة المدنية !! واستدرك قائلا : " إنها حرب قانونية بكل تأكيد "( انظر الرابط التالي : http://degree-online-engineering.blogspot.com/2011/11/naguib-sawiris-calls-for-western.html والمصريون 30/11/2011م) .

ولا شك أن موقف هذا الملياردير الذي يسوّق منتجاته الاستهلاكية لملايين المسلمين المصريين بالدرجة الأولى ، ويتحرك بحرية كاملة ، ويتمتع بامتيازات لا تتوفر لكثير من المسلمين المصرين ، ويمثل الذراع الاقتصادية للتمرد الطائفي ؛ فضلا عن موقفه البغيض من الإسلام والمسلمين ..

وقد دفعت قوائم الكنيسة ناشطا حقوقيا - يقف في الجانب الليبرالي وهو حافظ أبو سعدة مرشح الدائرة الثامنة لانتخابات مجلس الشعب بالقاهرة  - إلى إعلان انسحابه من الكتلة المصرية ( تحالف أحزاب الكنيسة ) مع استمرار خوضه الانتخابات مرشحا فرديا في الدائرة‏ ذاتها .‏ وقال أبو سعده- في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن انسحابه جاء بعد إعلان الكنيسة المصرية قائمة تتضمن عدة مرشحين منهم عدد من الكتلة المصرية وآخرون كانوا أعضاء في الحزب الوطني المنحل, بالإضافة إلي بعض المرشحين الآخرين و مطالبتها للناخبين بالتصويت لهذه القائمة .( الأهرام 27/11/2011) .

إن التعصب المقيت ضد الإسلام والمسلمين بهذه الفجاجة ، ثم ظهور ممارسات عملية تعبر عنه في  أثناء انتخابات اليوم الأول للانتخابات 28/11 يؤكد على أن التمرد الطائفي يقود حربا غير خلقية ضد تعليمات المسيح عليه السلام الذي يدعو إلى المحبة والتسامح ، وضد الوطن الذي يسعى المتمردون إلى إشعال النار فيه بتمزيقه ، وإضرام الفتنة في أرجائه ، بالمخالفة لقواعد المواطنة وقيم المشاركة.