العقدة ليس لها حل إلا...

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بينما كان يجلس مجموعة من الأصدقاء وهم متحلقين على مرجة خضراء بجانب الطريق

إذ تقدم  إليهم رجل وقال :

السلام عليكم , فردوا عليه السلام ودعوه للجلوس معهم , فقال :

عندي مشكلة وأرجو أن تساعدونني في حلها

هذا الجزيء من حبل وجدته مرمياً في الطريق , وفيه هذه العقدة اللعينة , فمن منكم يستطيع حل هذه العقدة

فكان جواب الجميع هاتها

فرمى قطعة الحبل للأول فنظر إلى العقدة , وحاول حل العقدة بيديه , ولكنه لم يفلح , فناولها للذي يليه , وبدوره ناولها لمن بعده , وعندما وصلت إلى قبل الأخير , أخرج من جيبه سكيناً وقطع العقدة وانتهت المشكلة , وسلم القطعتين للأخير , فما كان منه إلا أن أخرج من جيبه علبة كبريت , وأشعل القطعتين , وعندما أصبحتا رماداً , دفن الرماد بحفنة من التراب وضعها فوقه , ونفض يديه وضحك وضحك الجميع  .

فلو حاولنا أن نقف على تصرفات الأفراد والذين حاولوا المساعدة في حل العقدة:

فالأول كان أعمى وتلمس العقدة وناولها للذي يليه , أما الثاني فكان مريضاً ويداه ترتعشان , فاهتزت القطعة بيديه , ومن ثم قال الذي يليه  , تحتاج ليدين ثابتتين , فأخذها منه وحاول فكها ولكنه فشل , أما الذي يجلس بجانبه , فأمسك بالقطعة واستعمل أسنانه وبمساعدة أصابعه القوية , فالعقدة بقيت على حالها , فانتزعها الآخر من يده , وأخرج سكيناً وقطعها وسلمها للأخير والذي بدوره أحرقها ودفنها .

فعقدة الشعب السوري هو الحاكم وزمرته , والشعب السوري بعد الثورة منقسم , فمنهم الأعمى ولو كان بصيراً , ومنهم الخائف , والبعض منهم يجد القناعة في داخله من أن النظام الحاكم قوي ولا يمكن إزاحته , والبعض منهم يقول بسلمية الحل إلى مالا نهاية , أما البقية  فقناعتهم هي لكل عقدة حل , مهما كانت متشابكة , وإن لن يفلح الشخص في حلها فقطعها وحرقها ودفنها هو الحل الأخير .

فصاحب الحبل لم يغضب عندما قطعت العقدة , وعندما حرقت ودفنت في التراب ولكنه ابتسم وقال , جزاكما الله خيراً فقد أوصلتماني لغايتي التي أسعدتني بتصرفكا أيهما الصديقين العزيزين .

فالنظام السوري هو نظام ظاهري فقط , ولكن حقيقته , مؤلف من مجموعة من العوائل الاجرامية  , تلبس غطاءاً براقاً له شعبية ممتدة في الوطن العربي , حزب قومي علماني اشتراكي , وهو حزب البعث , وتحت هذا الغطاء , وجدت هذه العصابات ضالتها, ويضعون هذا الغطاء حينما يحتاجون إليه وبالتالي :

فالفرق كبير بين النظام في سورية والأنطمة العربية الأخرى , وهي تتشابه إلى حد ما مع نظام القذافي , ولكن عصابات النظام السوري متعددة , ومدعومة بسبب انتماء هذه العصابات لغطاء الطائفي الشيعي , ومدعومة من قبل العصابات المافوية في العالم ,من خلال زراعة وتهريب المخدرات , وغسيل الأموال , ومن هنا نجد أن نظام الحكم في سورية لايمكن التخلص منه إلا بالقوة , وحرق ودفن كل مخلفاته في التراب , مهما اختلفت وتنوعت هذه العصابات

فليس أمام الثوار من حل إلا :

دعم الجيش السوري الحر والمنشقين بكل وسائل الدعم والقوة , حتى يتمكن من حصد رؤوس هذه العصابات والانتهاء منها للأبد ,لتنعم سورية كلها في ظل نظام يمثلها ,وليس بسيطرة عصابات لاتعرف للإنسانية أي معنى في حياتها .

فالرجل الذي استخدم السكين كان منطقه يقول:

 هذه القطعة من الحبل لايمكن الاستفادة منها , إن حلت العقدة , أو إن بقيت العقدة على حالها , والأخير قال في نفسه , حتى لايتعثر بك ذلك الأعمى فعودي رماداً والتراب أولى برمادك .