الحل أو أرحل

عبد المعز الحصري

[email protected]

- إرحل 

إرحل أيها الطاغوت لأن إنجازاتك لاتعد ولاتحصى وأذكرك ببعضها –فقد عميّ بصرك وبصيرتك عنها – لعلك تصحو سنة من نومك بين أحضان أسيادك ويرجع إليك عقلك فترى حقيقة فعلتك وهي حفر قبرك بيديك واسأل إخوان الوظيفة والمهنة يأتوك بالخبر اليقين 

 إرحل حتى أقبل أرض بلادي بعد أن هجّرتني منها قسراً

إرحل كي أتنسم عبير بلادي وأعيدها جنات بعد أن أصبحت في عهدك بيداء قاحلة

إرحل حتى تعود إليّ كرامتي وعزتي بعد أن سلبتها وأصبحت رمز الشرف المزيف

إرحل حتى تعود العقول المهاجرة والايدي الطاهرة لتبني بلدي بعد أن دمرتها " أقصد عمرتها بإنجازاتك المزيفة وخنقك للحريات وتنفيذ مخطط أبناء جلدتك من بني صهيون "

إرحل كي يعرف الشعب أن يكتب إسمه بعد أن جهلته حتى يصفق لك

إرحل فأنت دمرت إقتصاد بلدي – لأنك سارق أموالها وعزتها -  وبعت أرضها وهتكت عرضها وأهنت كرامتها

إرحل كي أسدد بندقيتي إلى عدوي بعد أن ضربت بها ظهرأهلي وأطفالي

إرحل حتى أحررالأقصى وتتشرف جبهتي بالسجود على الأرض التي بارك الله حولها

إرحل فأنت رمزلكل ما نطق به لسانك فأنت أبو البلطجة – وأخواتها -

أرحل فأنت ذيل للإستعمار بل أبدعت في إستعمار أهلك وإهانتهم فأنت كالكلب العقور يبدأ بِعَض أهله ثم جيرانه وهلمّ جرا

إرحل أيها العميل الدخيل البلطجي الكذاب المراوغ إرحل عن أمتنا وأهل بلدنا وشرفنا ، وليكن الجحيم مثواك في الدنيا والآخرة

 الحل

1- أساس الحكم هو العدل ، والطاغوت – الذي يدّعي أنه مسلم- و يحكم دولة غالبية شعبها مسلم فطرة وهوية عليه أن يحكم بالإسلام فهو رأسماله في الدنيا والآخرة وهو مصدر سعادته وشعبه وعمود حضارته وأساس العدل بين أفراد الأمة وإن إختلفت  مللهم ونحلهم ، هذا وقد  زار معرة النعمان  الرئيس جمال عبد الناصر وألقى فيها خطابه الشهير - وحمله الناس وسيارته على أكتافهم -وهنا كان لابد لسيدي الوالد – شيخ المعرة الشيخ أحمد الحصري رحمه الله تعالى - من كلمة ينصح بها من ينصّب نفسه زعيما للأمة  فقال  الشيخ للرئيس : (ان الامة تتطلع الى مستقبلها وترى فيك زعيمها فاتق الله واحكم بالاسلام يستقيم أمرها ويكن لك الشرف بذلك فأجابه الرئيس سنعمل على ذلك)

عندما  يغضب   الشعب  وينفض عن وجهه غبار الذلة والهوان ويطلب بأقل من جزيء من حقه ألا وهي حريته وكرامته – والتي هي عنده أهم وأغلى من رغيف الخبز-  وبغض النظر عن طريقة إنتفاضته ، فالحل من قبل القائد أو الحاكم يكون كما قدّمه سيدي الوالد – الشيخ أحمد الحصري رحمه الله -  وكان وقد التقى بأحد الرؤساء وكان هذا غاضبا على الحركة الاسلامية فقال له سيدي الشيخ الوالد :" أنتم بموقع القيادة والقوة للدولة فينبغي الأخذ بما فيه الرحمة من تخفيف المعاناة ومص الصدمة  . قلت: وهنا لابد من الإسراع في الإصلاح والتغيير لما فيه مصلحة الامة ، وإلغاء القوانين التي تحد من حرية الشعب، والإستماع الى صوت الحق والعقل والأخذ بالرفق

وفي الحديث " إن الرفق لايكون في شيء الا زانه ولاينزع من شيء الا شانه "

عندما يثور الشعب ويغضب وتخضب بصمة الطاغوت  بدم الشهداء ويتحول الى سفاح يكون الحل هو : إرحل 

4- إن العلماء الربانيين "" وأهل الذكر""هم أولى الناس بحل مشكلات الامة ، وهم الذين حملوا – ويحملون – هموم الامة ويرفعون عنها الظلم والإضطهاد ولابد للإستماع الى قولهم والأخذ بمشورتهم والعمل بنصائحهم ليجنبوا الأمة مزالق الشر والإنحراف والأخذ بها الى بر الأمن والأمان في كل وقت و حين ، قال الإمام العلم الحسن البصري - رحمه الله-  :" إذا أقبلت الفتنة لايعرفها إلا العلماء وإذا أدبرت يعرفها كل أحد " انتهى قوله ، 

5-الحل يكون  بممارسة الحرية والديمقراطية والعدالة بين أفراد الشعب على سواء ،  أمام القانون وفي الحقوق والواجبات

حكم الشعب نفسه بنفسه بإنتخابات حرة ونزيهة ضمن قانون ربانيّ لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،فإنً الله تعالى لم يترك البشرية تتخبط عبثا في نسج القوانين – كنسج الغنكبوت لبيته- بل أنزل لها كتابا لتسعد " طه ، ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى"

سمعت سيدي الوالد – رحمه الله- يقول : التغيير يكون بأحد طرق ثلاث

1-  ثورة الشعب 

2-  انقسام الجيش  

 تدخل دولة خارجية

للمزيد حول السياسة والتغييرعند الشيخ أحمد الحصري  راجع موقـــع  ( أدباء الشام- الشيخ أحمد الحصري 6 )

على الحاكم أن يكون داعيا الى الله أو يبعث دعاة الى الأقليات الغير مسلمة ليبّين لهم طريق الفوز في الدنيا  والنجاة من النارفي والآخرة فهو- الحاكم- راع ومسوؤل عن رعيته كمسوؤلية الرجل عن أهله  قال الله تعالى "ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " الآية  6 سورة التحريم