طريقان لاثالث لهما , التمرد أو الخضوع

طريقان لاثالث لهما ,

التمرد أو الخضوع

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

مضى على ثورتنا المباركة ثمانية شهور, وهي في الشهر التاسع الآن

في سورية الحبيبة لم يهدأ التمرد على النظام البعثي منذ بداية حكمه وحتى الآن , فإن لم يكن التمرد شعبياً لبعض التنظيمات , كان التمرد يحصل داخل الجيش , عبر محاولات انقلابية فاشلة , وكان أشدها والتي بدأت في نهاية السبعينات من قبل مجموعة أطلقت على نفسها , الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين , وجماعة الاخوان لاتعترف بهذه الجماعة , وأنها ألصقت اسمها بها , ولكن هذا لم يعف جماعة الاخوان من الملاحقة وتصفية كوادرها وتطبيق قانون الاعدام بحق منتسبيها, وبعد أن أعلنت جماعة الاخوان المسلمين وقف عملياتها العسكرية ضد النظام بعد عام 1985 , ظهر حراك داخلي على عند بعض المفكرين والمثقفين في سورية , وكان من يمثل هذا الحراك في غالبيتهم من اليسار .

على كل حال , إن أي حركة مقاومة ضد النظام لم تكن شاملة , ولم تكن مطلقة في كل المناطق السورية , فكانت تلك الحركات المناهضة إما حزبية , أو نابعة من بعض المفكرين والمثقفين الأحرار في سورية

لكن الثورة الحالية في سورية , اختلفت عن كل حالات التمرد السابقة , في أنها ثورة شعبية امتدت لكل أجزاء المدن والمناطق والقرى السورية , ولم تقتصر على المدن فقط , وإنما شاركت فيها الأرياف وبقوة أيضاً .

فالحل يكمن في يد الشعب الثائر , وليس بيد النظام مهما امتلك من قوة وبطش وعدة وعتاد .

فالثورة هنا أمامها طريقان لاثالث لهما :

الطريق الأول هو: الاستمرار بالتمرد والثورة حتى تحقيق النصر , واعتماد مبدأ (الهجوم خير وسيلة للدفاع ) وبالتالي تقل الخسائر وتتحقق الأهداف المرجوة من التمرد على الواقع المرير,والذي كان يعيشه شعبنا لنصف قرن من الزمان , فنجاح التمرد على الواقع السائد , محصلته الحتمية خير للجميع , ويتحول بعدها المواطن السوري من شكل إنسان يعامل كالدواب من قبل الأمن والمخابرات , إلى إنسان بالمعنى الحقيقي , والسلطة توفر له الأمن والحماية , ليمرح في خيرات الوطن طوال حياته , وجيلاً بعد جيل .

الطريق الثاني هو : الخضوع والاستسلام والركون للواقع , وفي هذه الحالة ستكون أفظع الخسائر والتي سيتعرض لها المواطن والوطن , لأن القائمين على السلطة ينتمون لفصيلة الذئاب , والفرق بين الذئب وغيره من الحيوانات المفترسة ( أن الذئب يهاجم فريسته , إن كان محتاجاً للطعام أو أنه غير محتاج لذلك , بينما الأسد عندما يكون شبعان لايهاجم أي فريسة , والطفل يستطيع أن يلعب معه بكل أمان ) .

وحتى نستمر في تحقيق الهدف والقضاء على هذه المجموعة من الذئاب , لابد من استمرار الثورة , وبعد أن حوصرت هذه الذئاب اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً , لجأت للإستعانة بمن هم على شاكلتها , من حزب الشيطان في لبنان , والقذر في العراق , وأبناء المتعة في إيران , وبالتالي يلجأ لمجرمي الشيعة والمتطرفين منهم ضد الشعب السوري , لنشر التخلف والفساد واللطم (فعند الشيعة قاعدة , أن المهدي المزعوم لن يخرج من وكره مالم يعم الفساد الأرض , وبنشرهم الفساد وبشتى صوره سيخرج من وكره لينتقم من العرب والمسلمين ) .

والسؤال هنا :

هل يستطيع الشعب السوري القضاء على هذه المجموعة من الذئاب ؟

الجواب نعم يستطيع ذلك , ولكن بمزيد من الصبر والاصرار وذرع الثقة في النفوس , على أن النصر حليفهم لامحالة , وهذا الأمر يحتاج لقوة ضاربة , وهذه القوة موجودة , ولكن تحتاج إلى دعم ومساندة , حتى يتم القضاء على هذه المجموعات من الحيوانات المفترسة بسرعة .

القوة الضاربة هم أبطال الثورة الحقيقيوون والعناصر المنضوية تحت لواء المجلس العسكري والجيش الحر ,

على الجميع أن يدعم هذه القوة بالمال والسلاح ورفع المعنويات , وبعدها كل مايحصل فهو عادي , فعلى تنظيمات المعارضة ورجال العمال المؤيدين للثورة , وعلى السياسيين والتنظيمات جميعها , أن تتجه في كل الطرق والمسالك لتأمين الدعم المادي والعسكري واللوجيستي للثوار في سوريا , لتأمين متطلبات وعوامل ووسائل الهجوم للثوار حتى يتم النصر بسرعة وقبل فوات الأوان , فلنترك الألاعيب السياسية والاعتماد على القرارات الدولية , تسير ببطئها المعهود , وقد تقدم فائدة دينية للشعب السوري أو لاتقدم , فالثورة قوية جداً والحمد لله , ولكن تحتاج لهذا الدعم في أسرع وقت, وإن شاء الله إنا لمنتصرون .