لا سلفية ولا إخوان... المصري هو الكسبان
لا سلفية ولا إخوان...
المصري هو الكسبان!!
حسام مقلد *
بات مفهوما الآن سر حالة الإرباك والتشويش المتعمد على الانتخابات البرلمانية المصرية القادمة، فكأن المقصود هو تعويق وإفشال المسار الديمقراطي في مصر لقطع الطريق على الإسلاميين، وقد أصاب الإخوان المسلمون بعدم الانجرار إلى هذه الخدعة، وتساميهم على كل المهاترات والاتهامات التي كيلت لهم، فينبغي أن يكون جل همنا الآن منصبا على إنقاذ الوطن وليس الدفاع عن هذا الحزب أو ذاك.
ورغم كل ما جرى من أحداث، وما مورس من ضغوط على المجلس العسكري إلا أن الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد بإذن الله تعالى، وهذا يفرض على الأحزاب الإسلامية المشارِكة فيها أن تكون على قدر المسئولية وتأخذ الأمر على محمل الجد، ولا تبالغ في تقدير حجم التأييد الشعبي لها في الشارع، ولا تفرط في ثقتها بنفسها؛ فهذه الانتخابات ستكون أول اختبار حقيقي لأغلبها على أرض الواقع، وها هي الانتخابات التونسية التي شارك فيها نحو مائة حزب لم يكن هناك حضور حقيقي على الأرض سوى لخمسة أحزاب منها فقط صوت لها الناخبون بنسب متفاوتة، أما بقية الأحزاب فلم تكن أكثر من أحزاب كرتونية أو لافتات ملأت الشوارع أثناء فترة الدعاية.
وما أروع مشايخ السلفية وهم يدعون أنصارهم لانتخاب مرشحي الإخوان المسلمين ـ كما فعل الشيخان الجليلان محمد عبد المقصود وأحمد النقيب وغيرهما ـ ولسنا هنا بصدد الدعاية الانتخابية لأحد ففي رأيي المتواضع أن الأحزاب الإسلامية جميعها تقف الآن في خندق واحد، ونجاح بعضها هو نجاح لها جميعا، وكنا نتمنى أن تدخل كل هذه الأحزاب في ائتلاف واحد وقائمة موحدة كما نادى بذلك المجاهد الكبير الشيخ حافظ سلامة، لكن والحال ليست كذلك فنتمنى أن تتواصى هذه الأحزاب فيما بينها بالآتي:
أولا قبيل وأثناء الانتخابات:
ضرورة حماية العملية الانتخابية من محاولات الإجهاض، وحشد جماهير القاعدة العريضة من الشعب للذهاب إلى مقرات اللجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم بمنتهى الحرية للمرشحين الإسلاميين دون إظهار لأي نوع من التنافس غير الشريف أمام الناخبين.
تأمين الجماهير أيام الانتخابات، وتمكينها من التعبير عن رأيها بمنتهى الحرية، وحمايتها من البلطجية والفلول، وكل من شارك في أي انتخابات سابقة يعلم جيدا أساليب وألاعيب فلول الحزب الوطني المنحل في شراء الأصوات، وتخويف بسطاء الناس، ومنعهم من الذهاب للإدلاء بأصواتهم، أو إجبارهم على اختيار مرشحيهم.
حماية مندوبي المرشحين لصناديق الاقتراع ومراقبتها بشكل تام ـ وفق القانون ـ منذ بداية التصويت وحتى تنتهي عملية فرز الأصوات.
الانتباه للجان الانتخابات في النجوع والقرى والمدن الصغيرة، وعدم التركيز على المدن الكبرى وعواصم المحافظات فقط.
تجنب الاحتكاكات وإثارة الشغب والفوضى داخل اللجان وقريبا منها، وتفويت الفرصة على الفلول التي ستحرص على افتعال المشاكل، وجر (شَكَل) مندوبي المرشحين الإسلاميين بكل وسيلة، فالمسألة بالنسبة إليهم مسألة حياة أو موت للحفاظ على مصالحهم الشخصية التي يظنون أنها ستتضرر بقدوم الإسلاميين إلى الحكم.
التركيز على الصالح العام واللعب على وتر الوطنية، والبعد تماما عن إثارة النعرات العائلية والعصبيات القبلية، وعدم الانجرار بتاتاً إلى شيء من هذا القبيل في المناطق الريفية وفي بعض المحافظات وأقاصي الصعيد نظراً لخطورة وحساسية هذه الأمور.
ثانيا بعد الانتخابات:
احترام قواعد اللعبة الديمقراطية، والحفاظ على التعددية، والتركيز على أولويات الناس الملحة، كحل مشكلة البطالة، وتوفير فرص العمل، وإنقاذ الاقتصاد المصري من الدمار، وعدم التدخل في حريات الأشخاص، وطمأنة جميع الفئات على مصالحهم الخاصة والعامة.
* كاتب إسلامي مصري