تحت مظلة العلم السوري الحر

غرناطة عبد الله الطنطاوي

[email protected]

يا لها من لحظة عظيمة، عندما وجدت نفسي تحت مظلة علم الاستقلال السوري الحرّ..

فقد كنت في اعتصام أمام السفارة السورية، وأمامي تتألق سفارتنا الحرّة بإذن الله، وقد أحاط بها السور الشائك من كل جانب..

كم بكت عيناي لمرأى هذا السور،

ممًّ يخاف النظام السوري؟؟

يخاف من هجوم الثوار العزّل من السلاح عليهم؟؟

يخاف من الأطفال الموشومين بعلم بلادهم على وجوههم وأكفّهم، وهم يهتفون بالحرية؟؟

يخاف من الحرائر وقد حملن أطفالهن الرضّع، وهم يهتفن بالحرية ويرفعن أيدي صغارهن إلى السماء، كي يتقبل الله منهن دعاءهن، ويتقبل منهن أبناءهن -أعزّ ما يملكن- فداء لتراب سورية الحبيبة؟؟

يخاف من الشباب المراهق الذي كبر بسرعة وتخطى مرحلة المراهقة، إلى مرحلة الرجولة الحقّة، وهو يهتف بالحرية؟؟

يخاف من الشابات الجميلات اللواتي أخفين جمالهن، وغطّينه بعلم سورية الحر، وقلوبهن تخفق حبّاً لسورية الحبيبة، فقد ملأ قلوبهن هذا الحب العظيم، فاليوم لا مجال لعشق آخر، إلا عشق تراب سورية الحبيبة؟؟

يخاف من الشيوخ والعجائز، وقد دبّ في عروقهم ماء الحياة من جديد، وهم يهتفون بالحرية، ويقدمون أرواحهم وأبناءهم وأموالهم في سبيل ذرة تراب من سورية الحبيبة..

بكيت بحرقة بالغة عندما رفرف علم الاستقلال فوق رؤوسنا، كان طوله خمسين متراً، ولكن طوله في قلوبنا آلاف الأمتار..

تنقل هذا العلم الحرّ فوق رؤوس الأحرار ومن ثمّ فوق رؤوس الحرائر.

ضمّت النساء العلم كما يضممن أبناءهن بحب ولهفة، وأما أنا فقد ضمّته عيناي قبل أن يضمّه صدري..

وإذا بالعلم الحبيب يضمّني إليه ويرفرف فوق رأسي، كأنه شعر بحبي ولهفتي إليه، فأسرع هو إلي وضمّني..

حينها أقسمت على بذل الغالي والنفيس، في سبيل حرية بلادي وعلم بلادي وتراب بلادي..

اللهم خذ من دمائي حتى ترضى.. حتى ترضى.. حتى ترضى..