الفرق الباطنية وانتفاضة شعبنا

محمد هيثم عياش

[email protected]

ربما سمعتم او قرأتم تصريحات زعيم ما يطلق عليه حزب الله اللبناني حسن نصر الله الى محطة / المنار / التي يديرها حزبه ، فقد عزا الشيخ دفاع حزبه ودعمه لنظام الطاغية الصغير بشار اسد الى انه الزعيم الوحيد المقاوم للكيان الصهيوني والمدافع عن المقاومتين اللبنانية والفلسطينية وهو الزعيم الوحيد الذي يكيل الصاع صاعين للكيان الصهيوني مؤكدا الى ضرورة قيام تحالف اسلامي مسيحي لمواجهة  مشروع الولايات المتحدة الامريكية والصهيوني بدعمهما للتيار التكفيري في المنطقة مستبعدا في الوقت نفسه حربا امريكية على ايران .

هل تصدقون بالله عليكم أقاويل هذا الشيخ الذي كان لصا من لصوص حارة حريك الواقعة في الضاحية الجنوبية من بيروت  ثم اصبح بضربة معلم زعيما للحزب المذكور والمقاومة اللبنانية .

والشيخ صدق بكلامه عن بشار اسد بالممانع والمقاوم فهو يمتنع عن تحرير الجولان التي باعها أبوه بثمن بخس دراهم معدودات مقابل ان يصبح رئيسا لبلادنا ويذيق اهلنا الهوان والتعذيب ويقاوم اي عنصر يريد تحرير فلسطين والجولان فهو قد اختبأ كالجرذ عندما قامت طائرات للكيان الصهيوني بضرب قصره في اللاذقية عام 2007 اثناء حرب حزب الله ضد الكيان الصهيوني وأصدر اوامره لعناصر جيشه  بعدم مساعدة حزب الله في حربه ضد الصهاينة مثل ما فعله والده عام 1982 عندما اجتاح الصهاينة لبنان من اقصاه الى اقصاه فهو امر جيشه بعدم التصدي للصهاينة بل ساعدهم بمحاربتهم الفلسطينيين على راسهم ياسر عرفات في طرابلس الصهاينة من البحر والقرامطة من البر .

فمثل الشيخ نصر الله واسد كمثل الذي قال :

زعم الفرزدق  أن سيقتل مربعا فأبشر بطول سلامة يا مربع

هل تعلمون ماذا يقصد الشيخ بالتيار التكفيري ؟ انه يقصد اهل السنة والجماعة في مقدمتهم السلفيين لأنهم وحدهم الذين يبذلون جهودهم لوقف المد الشيعي والسعي لتحرير فلسطين من النهر حتى البحر . واذا كنا نحن اهل السنة والجماعة ندعم امريكا في المنطقة ، فان العدو قبل الصديق يشهد بأن الشيعة كانوا وراء تشجيع امريكا باحتلال العراق وكانوا وراء دعم جميع قوى الغرب باحتلال افغانستان اذ ان جماعة الطالبان الافغانية استطاعت وقف غيهم وفتنهم في افغانستان ولما أقصى الغرب طالبان عن حكم افغانستان اصبح للشيعة الآن في تلك الدولة صولة عظيمة وأي صولة .

وربما  سمعتم ايضا بأن وفدا من الدروز اللبنانيين برئاسة شيخ عقلهم نصر الدين الغريب وزعيمهم في لبنان طلال ارسلان زاروا الطاغية الصغير يوم الثلاثاء من 1 تشرين ثان/ نوفمبر الحالي وأكدوا دعمهم المطلق له .

لما قام المجاهدون في سوريا عام 1979 لمواجهة حاقظ اسد ونظامه أعلن زعيم الثورة الايرانية خميني تأييده المطلق لاسد وانبرى أستاذنا الكبير عصام العطار حفظه الله منتقده قائلا لقد اتفقت الشيعة مع القرامطة ، ولما طلب حافظ أسد من شيخنا المجاهد حسن حبنكه الميداني رحمه الله في عام 1976 اصدرا فتوى بأن الدروز كفرة أعلن الشيخ موافقته شرط ان يكون في الفتوى بأن جميع الفرق الباطنية كفرة اي ان العلويين / القرامطة والنصيرية / كفرة فرفض اسد ورفض الشيخ إصدار الفتوى .

هل تعلمون بأن القرامطة او العلويين والنصيريين والدروز والاسماعيليين وغيرهم عند الشيعة الجعفرية كفرة ؟ فقد تبرأ منهم الامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي / كرم الله وجهه / رضي الله عنهم وقال لمبعوث محمد بن نصير النميري صاحب عقيدة النصيرية الذي زعم بأن عليا رضي الله عنه هو الله ، بأن يبرأ مما جاء فيه محمدا بن نصير وأمر بلعنه . الا ان الشيعة الذين ينتهجون التقية في عقيدتهم / وهي النفاق / ينافقون على اسد ونظامه كما نافقوا على الاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعلى سيدنا علي كرم الله وجهه واهل بيته .

لقد اجتمع على شعبنا لانه مسلم غيور جميع اهل النفاق اضافة الى اليهود الذين يخشون سقوط نظام اسد ، فبسقوطه زوال مملكتهم ، لقد اصبح شعبنا مثل الشامة البيضاء في جلد الثور الاسود .

ان انتفاضة شعبنا مثل اليتيم الذي يجلس على طاولة اللئيم فشعبنا ينظر الى مجلس الامن الدولي وجامعة الدول العربية والمجلس الوطني الانتقالي نظرة استغاثة ، ان الامر بالتغيير هو في يد شعبنا وليس في ايدي المذكورين . لقد اصبح شعبنا مثل قول الشاعر :

القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك إياك أن تبتل بالماء

ان شعبنا شعب حيوي لا تزال دماء العزة تجري في عروقه وهو شعب سيطيح بالطاغية بشار  اسد ونظامه لأنه شعب عُرِف بالإباء وشُهِر بالرفعة  ولن يُذَلَّ الا الى الله . وشعبنا شعب عصامي يتكل على الله في انتفاضته ويستمد قوته من الاسلام الاحرار فهو مثل قول الشاعر

نفس عصام سوَّدت عصاما   وعلمته الكر والإقبالا

وعلى الشعب السوري المضي بانتفاضته فالثقة بنصر الله ضرورة ملحة / ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم / وصدق سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه القائل

وللمعارك أبطال لها خُلِقوا وللدواوين حسَّابٌ وكُتَّاب

والنصر آت لا محالة .