إلى منتسبي الأمن السوري والشبيحة
كلمة من القلب
م.نجدت الأصفري
كان الوطن السوري خيمة تظلنا جميعا فكان حبه يجمعنا تحت علم واحد ونشيد وطني واحد وخير تدره ارضه المعطاء للجميع ، ولم يكن شعورنا أن رئيسا يجمعنا فالرئيس شخص زائل مهما امتد به العمر وطال به الزمان لكن الوطن دائم انتقل من الأجداد إلى الأحفاد يحتفلون معا بمناسباتهم ويتبادلون الزيارات بأعيادهم فما الذي تغير في حياتنا وتوقعاتنا؟
يشغل بالي كثيرا وضع الشباب الذين وضعوا حب الرئيس فوق حب الوطن والمواطن ، فما الذي سيحصل بعد زوال هذا الرئيس أو ذاك ؟ ماذا يستطيع أن يفعل لكم عندما يغادر سواء لنهاية حكم أو حياة ؟كيف ستواجهون جيرانكم ؟ كيف ستتعاملون مع من تظلمونهم لسواد عيون شخص زائل ؟ أين ستسكنون ، ومع من ستتعاملون ؟ كيف تستطيعون ان تنظروا في وجوه أخوان لكم تعرضتم لأعراضهم وأموالهم وأرواح أعزائهم؟ هل ستهاجرون ؟ إلى أين ؟
أذكركم بأن الثأر عامل متعشش في جينات شعوبنا ، فأبو غزالة لحق بالشيشكلي للأرجنتين بعد عقود ليغتاله ؟ ومن هي الدولة التي ستحميكم من غضب شعبكم؟
لا يزال أمامكم فرصة عظيمة ،فشعبنا متواضع وحليم وسريع نسيان الإساءة والمسامحة ؟جميع من خدم في جيش المستمر الفرنسي وبعد الاستقلال انخرطوا في مجتمعهم ولم يشعروا بالإقصاء والنبذ من جيرانهم واخوانهم
سؤال يلح علي طرحه عليكم وهو :ما ذا يكون رد فعلكم تجاه من يتعرض لك بالضرب و الإهانة والاعتداء على أعراضكم فالعائلة السورية رجالا ونساء تعتبر ذلك من كبائر الإساءات ، فكيف لا ترضون ذلك لأنفسكم وترضونه لغيركم وتعرفون أن تدنيس الشرف جريمة لا تغتفر
أملي أن تفكروا فيما أقول وتعودا لطبيعتكم البشرية التي عشتم بها قبل هذه الأحداث المؤلمة.