النظام السوري... تفوقٌ ديكتاتوريٌ متميز
م. هشام نجار
من المؤكد أن هكذا عنوان سيجرح مشاعر اصحاب الديكتاتوريات المنهاره او تلك التي هي في طريق الإنهيار حيث أن طموحها كان الحصول على هذا التميز.إلا أني أطمئنهم بأنهم قد فازوا بجداره بأوسمة رفيعه مقدمه من الساده اصحاب المدارس الديكتاتوريه قديمها وحديثها والتي دخلت التاريخ كقتلة للشعوب البريئه.
اعزائ القراء
ولكن ماهي الأسباب التي منحت النظام السوري هذا التميز دون غيره من زملاء المدرسة الواحده؟ سؤال وجيه ولاشك يستدعي منا إثبات هذه الحاله بضرب مجموعة من الأمثله مقارنة مع حالات ديكتاتوريه أخرى.
فحتى نمنح النظام السوري هذه الصفه, يجب ان يكون لديه إمتيازاً خاصاً يتفوق به على الآخرين وهو فعلاً يملكه بل يتمسك به , فعلى إمتداد أكثر من اربعين عاماً قدّم للعالم براءات إختراع سجلها بإسمه لأساليب فريده في الإجرام لم يسبقه إليها احد ,وهذا ما دعاني بأن أضع النظام السوري بمفرده في خانه من فئة خمس نجوم ,وأضع كل ديكتاتوريات العالم قديمه وحديثه مع إعتذاري منهم جميعاً في خانه واحده
اعزائي القراء
سأعود بكم إلى اربعة الآف سنة خلت إلى زمن احد الفراعنه الذي وُلد في عهده نبي الله موسى عليه السلام,حيث أمر بقتل المواليد الذكور فقط والذين تقارب صفاتهم مع صفات النبي موسى عليه السلام بحسب العراّفين. يقول المؤرخون أن عدد المواليد الذكور الذين قتلهم فرعون لايزيدون عن خمسين مولوداَ فقط وبعد تنفيذ جريمته ,أعاد (شبيحته) جثثهم إلى ذويهم سليمي الأعضاء لم يمسهم ادنى تشويه ليدفنوهم وفق طقوسهم دون ان يلحق جيش فرعون بمشيعيهم فيذبحوهم ليلحقوهم بأطفالهم كما يفعل النظام السوري اليوم .
براءة الإختراع للنظام السوري إمتازت على ديكتاتورية فرعون بقتل مائتي طفل من ذكر وأنثى في ستة أشهر فقط,وأكثر من ذلك فقد إستلمهم ذويهم وهم مقطعو الأوصال بطونهم مبقوره..اعينهم منزوعه..عظامهم مكسوره..جلودهم محروقه.براءة الإختراع للنظام السوري إخوتي وأخواتي تفوقت ايضاً على ديكتاتورية فرعون بقتل المشيعين وإلحاقهم بإطفالهم وفق سلسلة هندسية من القتل لانهاية لها...
. أعزائي القراء
ومن التاريخ أيضاً ننبش قصص طغاة آخرين هم الصليبيون
فلقد احتل الصليبيون أنطاكية في تموز /١٠٩٨ ميلادي ,وروي عن قائد الحمله الصليبيه في إنطاكيه بلدوين بأنه إختار في حملته خيولاً قوائمها بلون بني قاتم بحيث أنها إذا خاضت في دماء المسلمين فلا يظهر للدم أثر عليها..وذلك إخفاءاً لجريمته وخجلاً من فعلته النكراء
براءة الإختراع للنظام السوري تفوقت على جرائم بلدوين, فقد حملت عناصره المجرمه سلاح القتل باليد اليمنى,وآلة تصوير جرائمهم باليد اليسرى وعرضوا للعالم كله وبلا خجل أو حياء كيف يهينون كرامة الإنسان افعالاً واقوالاً بحيث تبدو الضباع والذئاب امامهم حملاناً. بلدوين يخجل من جرائمه وعصابات الأسد تتلذذ بأفعالها السادية ..بلدوين اعرف أنك مجرم, ولكن بجانب اصحاب براءات الإختراع..أقدم إليك إعتذاري
. ثم ندخل القرن العشرين لتكون إحدى علاماته المتميزه إنتشار نظريه الشيوعيه بقيادة الحزب الواحد ومليشياته ومخابراته ومعتقلاته وماحملت هذه النظريه معها من مذابح وجرائم لكل من رفع شعاراً للحريه في وجهها فكان منهم ستالين و ماو و كيم أيل سونغ وتيتو وكاسترو , فنشروا الفظائع الا ان التاريخ لم يذكر لجميع الطغاة انهم حجبوا عن أهل القتيل منح شهادة وفاة لفقيدهم او حجبهم شهادة ميلاد لأطفال ولدوا خارج أوطانهم او حجبهم شهادات زواج لأبناء تزوجوا في بلاد اللجوء لأن ذويهم هاجروا مرغمين هاربين من جرائم انظمتهم
ولكن براءة إختراع النظام السوري تفوقت على كل ديكتاتوريات العالم ففعلت مافعلته وزادت عليه, فحجبت شهادات الوفاة وحجبت شهادات الميلاد وحجبت شهادات الزواج عن الآف المؤلفه من أبناء سوريا ومنذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن لأنهم طلبوا بشوية حريه وبشوية كرامه
. والسجلات موجوده ومحفوظه لأصحاب هذه المظالم وستنشر في يوم قريب ليطلع عليها العالم كله .
فإلى الساده ستالين وجماعته ,اعرف انكم مجرمون قتله,ولكن مقارنة مع اصحاب براءات الإختراع..إني إليكم أعتذر
ثم لنقترب من تاريخنا الحديث وتحديداً في ايام معارك الإستقلال الأولى حيث شهود تلك الأيام المجيده مازالوا أحياءً وهم يروون لنا كيف كانوا يواجهون الفرنسيين بمظاهراتهم السلميه تماماَ كما هو في يومنا هذا,فيلاحقونهم بإطلاق الرصاص في الهواء فيلتجؤون الى اقرب مسجد في حاراتهم الشعبيه..وفي هذه اللحظه تتوقف المطارده ويبتعدون عن بوابات المسجد إحتراماً لبيت الله, وأكثر من ذلك يتوارد اولاد الحاره الى المسجد بمعرفة ذويهم مزودين بكل نواع الطعام والشراب وامام اعين الجيش الفرنسي دون يجرؤ احد منهم حتى على تفتيشهم..
. ولكن براءات الإختراع للنظام السوري تفوقت على اساليب الجيش الفرنسي بأشواط عديده.. فتدنيس المساجد بأحذيتهم القذره.. والقتل في حرم المسجد وباحاته .. وتمزيق كتاب الله ورميه على ارض المسجد.. والتدريب بالمدفعيه على قصف مآذن المساجد هي إستراتيجة دائمه وثابته عاصرها الشعب السوري منذ ثلاثين عاماً وحتى الآن.
وبعد كل هذا التفوق والتميز اعزائي القراء اليس من حقنا ان نقول: ياديكتاتوري العالم منذ ان خلق الله آدم..إنا إليكم نعتذر.
إخوتي وأخواتي
أختم إليكم هذه المقالة بكلمات موجزه ولكنها معبره:إن النظام السوري هو حاله خاصه بالديكتاتوريه لاشك في ذلك كما أسلفت, وأن إستئصاله ليس صعباً ولكن يقتضي أيضاَ حاله جديه تناسب تماماً حالة النظام الخاصه..وهذه الحاله هي إلتقاءكم في وحدة متكامله ,فكلكم متفق على هدف واحد وهو إستئصال هذا السرطان الخبيث من جسد الوطن لتأسسوا بعدها جمهورية ديموقراطية تعددية مدنية وطنية ,وبدون ذلك لن تستطيعوا ان تلزموا دول العالم بتقديم الفعل المساعد الذي تريدونه وليس القول اللين كما يحصل اليوم وكما يريده النظام...فهل انتم فاعلون قبل فوات الآوان؟
مع تحياتي