مجزرة الحمير
عبد الله زنجير * /سوريا
الفيلم الذي عرض على شاشة ( الجزيرة ) مساء 13 / 9 / 2011 م ، و يظهر فيه ارتكاب قوات الأمن السورية مجزرة بحق عشرات الحمير ، أمر يدعو للحزن و الحيرة واستثارة منظمات حقوق الحيوان في الغرب الحضاري
الحمار صديق الإنسان الدؤوب وأول من كتب عنه في العصر الحديث الأديب الكبير توفيق الحكيم سنة 1940 م تحت عنوان ( حمار الحكيم ) نثرا و رواية ، و قد ورد ذكره في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف كشواهد و أمثلة ، وهو من أكثر الحيوانات طرافة و صبرا و اشتهارا ، و سيبقى دوره قائما في النواحي و الأرياف خصوصا ، رغم كل التقدم و الحداثة العلمية و التطور البشري في عالم المواصلات
لهذا أتساءل عن الحكمة أو الغاية التي تبرر القتل الجماعي لهذه الحيوانات المسكينة بأعمارها و أشكالها المتنوعة من الحمار الشاب وصولا للحمار الصغير أو ما يسمى ( الكر ) ؟ علما بأن بعض هذه الحمير قد يكون مستوردا و من قبرص تحديدا - الجار الأوروبي - حيث يتميز الحمار القبرصي بالقوة و الجلد و سعة العيون ، و يصل سعر الواحد لألف دولار أو أكثر
لعل النظام السوري أراد بذلك توسيع دائرة القتل لتشمل جميع الدواب في الأرض ، من باب التجريب و قياما بفرض الكفاية عن جميع سفاحي الأرض ! أو لعله أراد بذلك قطع دابر القوم المهربين الذين يوصلون السلاح للعصابات المسلحة التي تمثل بالجثث و تقطع الأوصال ، بحسب الرواية الرسمية للفضائية السورية و لقناة الدنيا و للشيخ أحمد حسون . أو أن ذلك انتقاما و استبدالا وسط صحراء جرداء لا يتوفر فيها البشر لقتلهم و ترويعهم و التنكيل بآدميتهم ، أو أنها رسالة تحذير مبكرة لعالم الحمير حتى لا يشاركوا أبناء الشعب السوري احتجاجاته الوطنية ، كما فعل ذلك الحمار الحمصي الذي أطلقوا عليه : أبو حافظ
احتمالات كثيرة و عديدة و قد تكون - احتراما للرأي الآخر - القصة بأكملها مفبركة كغيرها من عشرات ألوف الأفلام و اليوتيوبات ، كما يحلف على ذلك مرة بعد مرة شريف شحادة ، النموذج الوضاح للشيطان الإنسي .. نعوذ بالله من شياطين الإنس و الجن
مهداة للصديق الأديب الأستاذ بدر الدين قربي
* عضو رابطة أدباء الشام