الشعب السوري

د. حسين خيربك

في هذا الظرف العصيب الذي يمر فيه الوطن حيث تواجه الثورة السورية العظيمة واحداً من أعتى أنظمة العصابات في العصر الحديث ،نحن مثقفون سوريون ممن يصنفون "بالطائفة العلوية" نقول بأعلى الأصوات للعصابة المجرمة أن ترفع يدها وترحل عن صدور الشعب السوري إلى الجحيم

 * إن هذه العصابة والتي هي حصيلة نظام طاغوتي فاسد يجثم على صدر الشعب السوري أكثر من أربعين عاماً لا يمثل الطائفة العلوية بأي حال من الأحوال وإنما يتخذها رهينة في عملية استمرار قمع ونهب الشعب السوري.

* تقوم هذه العصابة في عملية تجييش قذرة للطائفة العلوية مفادها أن هذا النظام الاستبدادي هو حام لها وللأقليات الأخرى من الطيف الوطني السوري وأن رحيله يعني بالضرورة أن هذه الأقليات كلها والعلوية منها خاصة سوف يتم الانتقام منها وتصفيتها

* ومن جهة أخرى تقوم العصابة الطاغية بمحاولة إيهام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بأن رحيله يعني قيام نظام ديني استبدادي يعود بالبلاد إلى الوراء....

إن الشعب السوري يدرك تماماً أن الحركة الدينية في سورية هي حركة وطنية بامتياز وهي جزء لا يتجزأ من مكونات الشعب السوري بكل أطيافه الإثنية والمذهبية.

* إن الشعب السوري بكامله يتمنى على وجهاء في الطائفة العلوية ورموز من المجتمع المدني في منطقة الساحل المسمى (العلوي) أن تعبر بقوة إن نظام العصابة المجرم الذي يتعامل مع الشعب السوري بعقلية القنانة والملكية الخاصة لا كشعب حر ووطنيين أحرار، هو نظام مجرم ناهب لمقدرات الشعب السوري كما كان كذلك في لبنان الشقيق، كذلك يتمنى ضرورة التعبير بوضوح أن هذا النظام لا يمثل الطائفة العلوية ولا يمكن بأية حال اعتباره حكماً علوياً ويجب بحزم سحب البساط القذر من تحت هذا النظام وعزله تماماً للتأكيد مرة أخرى كما كان الأمر في الماضي بأن كافة الأقليات كما الأغلبية هي كلها مكونات متعاضدة  ومتكاملة للوطن السوري وتجمعها وحدة الماضي والحاضر والمستقبل هذا التنوع هو في الحصيلة عامل إغناء وتعاضد وقوة فلا تتركوا أبنائكم وقوداً في حرب أنتم لستم طرفاً فيها ولا تحملوا الطائفة العلوية أوزاراً وآثاماً وجرائماً أنتم منها براء.

* إن الأقليات الوطنية سواء الإثنية أو المذهبية ومنها العلوية على وجه الخصوص كانت من أكثر مكونات الشعب السوري تعرضاً لقمع وسجون النظام الاستبدادي الفاسد على مدى عقود وهي بمعظمها من أكثر فئات الشعب السوري فقراً وحرماناً

* إن العصابة التي تقود عمليات القمع والإبادة للشعب السوري الذي لا يطالبه سوى بالحرية والكرامة، تلك المجموعة المهيمنة على الجيش والأمن و الشبيحة  المأجورة وكذلك على مقدرات الوطن والتي يعتمد عليها النظام كمراكز مأمونة وموثوقة باعتبارات مريضة وطائفية هي الأخرى لا تمثل المكون المذهبي الذي تنتمي له وهي تقود عمليات إبادة شعبها لاعتبارات مصلحية مارقة تتمثل في تورطها سواء سابقاً في الثمانينات وخاصة خلال الشهور الأخيرة في عمليات إبادة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وفي عمليات فساد غير مسبوق

 * إن عمليات الإبادة المجرمة لشعب أعزل مسالم والتي تنفذها قوى في الجيش والأمن لا تعكس أية عقائدية أو مذهبية بحد ذاتها أو أي دافع انتماء طائفي وإنما تعكس حالة دفاع يائس في معركة يخوضها شعب بأكمله في معركة حياة أو موت من أجل وطن حر تعددي مؤسساتي وديمقراطي على أنقاض وطن القنانة والعبودية الذي تعود الطغاة عليه.

* إننا نوجه نداءاً لضمير العديد من رموز الجيش والأمن الذي دفع الشعب الغالي والنفيس من أجلها ،إلى أولئك الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء والفساد من أجل أن يعود هؤلاء إلى ضميرهم الوطني بل والإنساني ويديروا ظهورهم للنظام المجرم ويؤازروا ثورة الحرية والكرامة والعدالة. إنهم بموقفهم هذا يستطيعون النجاة بأنفسهم لمغادرة قارب العصابة الغارق عاجلاً أو آجلاً وهم بذلك يساهمون كثيراً في رفع التهمة الظالمة في حق السواد الأعظم لمكونهم الطائفي.

* إنه لا حوار أو تفاوض أبداً مع نظام العصابة الذي يحاول عبر إجراءات كاريكاتورية مزعومة فيما يسمى إصلاحات سياسية أو قانونية هدفها فقط هو ذر الرماد في العيون وكسب الوقت وتضليل الرأي العام المحلي الإقليمي والدولي. الحوار الوحيد الذي بقي ممكناً هو أن نخاطب بصوت عال أولئك القابعين في الدبابات ووراء المتاريس والرشاشات : يا أبا علي ، يا أبا محمد ،يا أبا جورج....اخشوا ربكم ولا تطلقوا النار على أهلكم ، على إخوانكم وأخواتكم، على جيرانكم أو مواطنيكم.....ووجهوا أسلحتكم إلى الخلف ،إلى العصابة التي تدفعكم إلى الجحيم...

* إن قيادات الثورة داخل الوطن والمجاهدين الذين يتحدون دبابات ومدافع ورشاشات نظام العصابة ،هم وحدهم المؤهلون لتقرير رسالة طلب الحماية الخارجية للشعب الثائر داخل الوطن في معركة غير متكافئة يسقط فيها الآلاف من الشهداء والجرحى والمعذبين تمارسها وحوش كاسرة تذكرنا بعصور هولاكو والتتر.

* لقد تعرت أكاذيب نظام العصابة بوجود "عصابات إرهابية" تقتل المواطنين والجيش وقوى الأمن، لقد أصبح العالم يدرك أن من يقتل الشعب بما في ذلك الجيش والأمن الذين يرفضون إطلاق النار على أهلهم هم قوى ضالة وظالمة وحاقدة من مؤسسة نظام العصابة. و ليدركوا جيداً أن الشعب هو الظافر في النهاية سوف يحاسبهم أيما حساب 

* كلنا حمزة الخطيب ،كلنا عمر القشاش، كلنا .....

* كلنا سنة ،علويون،مسيحيون،دروز، اسماعيليون....

*كلنا عرب،أكراد،آشوريون،شركس ، أرمن ،كلدانيون ،تركمان...

كلنا شركاء في الوطن ...كلنا سوريون...وبس

ملاحظة: هذا البيان تم إقراره من قبل عشرات من المثقفين السوريين(العلويين) ولاعتبارات أمنية  معروفة تستهدف بشكل خاص تحدي أولئك الذين يعتبرهم نظام العصابة من حديقته الخلفية. نذكر فقط أسماء بعض المصدرين لهذا البيان.