يكاد قلبي يتفطر غيظا وألما

م.نجدت الأصفري

[email protected]

غيظا من أؤلئك الذين يعيشون في نعمة الهمبورغروتحت حفيف التكييف ويتنطعون بكلمات أقلها أنها تغريد خارج السرب ، وألما على أؤلئك الذين يتخطفهم المجرمون ببنادقهم تخترق صدورهم وترسلهم جثثا ترقد في قبر ضيق بعد سعة الدنيا ، أؤلئك الذين يضحوا بأنفسهم من أجلي وأجلك ، ، دفاعا عني وعن عرضي وعنك وعن عرضك ، عن شرفي وشرفك ، عن وطني ووطنك ... فماذا قدمنا لهم؟؟

جف حلقي ويبست اللقمة في حنجرتي كادت تخنقني وأنا أتمتع بأطايب الطعام بينما محدثي على الهاتف يبكي وهو ينقل لي كلام أحد أعضاء التنسيقيات من الداخل يشكو إلى الله خزلاننا لهم وتنكرنا لمطالبهم ونظن أن مؤتمرا هنا ولقاء هناك هو كل ما يجب علينا فعله حتى تلك النتائج الهزيلة والمقززة لما آلت إليه فطريات المؤتمرات أو المؤآمرات تحت طمع المناصب ونسيان الواقع المحرج  

عنصر الإتصال بين التنسيقيات في الداخل تكلم منذ ساعات بسيطة مع بطلا من أبطال الثوار ترك عمله في السعودية وسعى يضم صدره إلى صدور أخوانه ويربط مصيره بمصيرهم ، وهو تائه في المزارع يلتجيء من أعين الشبيحة تبحث عنه فيشكو بإباء العزيز وكبرياء النبيل فيقول

نعاني من نقص في كل شيء ، من الأدوية التي لا نستطيع الحصول عليها من الصيدليات ، ولنقصها في الأسواق ، والمعقمات ، والمضمضات

نعاني من نقص في المواد الغذائية وحليب الأطفال ، نعاني من انقطاع الدخل بسبب انقطاع الرواتب عن الثوار ، حتى الأطباء والمهندسين يعملون عمالا بأجر بسيط في الساعة ليأمنوا قوت عيالهم

يختم عضو التنسيقية من الداخل قوله نحن على أبواب الإنفجار وقد عقدنا العزم على الجنوح إلى استخدام السلاح كآخر سهم نملكه فإما إلى نصر مؤزر أو إلى نهاية قاتلة

يقول الثائر ردا على سؤال عنصر الإتصال وكيف لنا توصيل مساعداتنا الدوائية والعينية والمالية ؟

نحن على قدرة تامة أن نستلمها من الحدود ( النركية ، الأردنية ) وندخلها للداخل بسلام 

هذا مالديّ اليوم ، أعلم أن قليل سيقرأوون ، ونادر سيستجيبون وكثير سيتبرمون ويتأففون .... وأصحاب الألقاب سوف يستنكرون قائلين على الفضائيات( تذكرة وضيافة فندق ومصروف جيب ) وكلام منمق  

دعوا ثوار الداخل لا تربكوهم بفتاويكم ، وأسأل هنا

عجبا لماذا بدت اليافطات المحمولة في المظاهرات تكتب باللغات الانكليزية والفرنسية والتركية ، والألمانية والروسية ،،،؟ يسألون بها نريد الحماية الدولية ؟ هل ذلك إظهارا ومفاخرة بأنهم يعلمون لغات أجنبية ؟ أم أنهم ينخزونكم في ضمائركم النائمة يقولون ..... الحقونا فقد بلغ السيل الزبى