وإذا عزمت فتوكل على الله

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

المتتبع للثورة وحركتها التصاعدية في سورية وإصرار النظام على اتباع كل سبل الوحشية والإجرامية , فلا هولاكو ولا الأوروبيون عندما غزوا أمريكا فعلوا كما يفعل هذا النظام بشعبه , فقد فعلوا عمليات إجرامهم ضد أناس يعتبرونهم أعداءاً لهم ولا يمتون لشعبهم بصلة , وجرائم التتار والنازية لم تكن موجهة ضد شعوبهم وإنما ضد شعوب أخرى مع أننا لسنا مع أي جريمة مهما كانت , ولكن هذه العصابات الإجرامية في سورية هي ضد الشعب السوري

يقابل ذلك الإجرام شعب حر أبي مصر على النصر ضد هذه العصابات الإجرامية والتي تدعى بهتاناً وتزويراً نظام الحكم أو النظام السوري

فقد تجاوز هذا الشعب العظيم كل الخطوط الحمر , وتجاوز الجراح وجعل دماء الشهداء والجرحى هي النور الذي ينور لهم طريقهم ..طريق الحق والذي قامت من أجله الثورة للخروج من عبودية الإنسان للإنسان إلى عبودية الله الواحد الأحد وحرية الإنسان وبناء الإنسان ليبنى من خلاله الوطن

شنت هذه العصابات الإجرامية هجوماً كبيراً مستخدمة فيه كل وسائلها المتاحة , على هذا الشعب الأعزل الحر الأبي , ووصل هجومهم لزروته , وفشل في اسكات هذه الأصوات الحرة الأبية , وامتدت الثورة لتشمل كل بقعة في سورية ومعها معظم المخلصين من المسلمين والعرب من الشعوب الأخرى , وبدأت تضيق الدائرة حول هذه العصابات المجرمة

وقابلها الثوار بشعارين عظيمين , لجمعتين متتاليتين , كانت الآولى الله معنا والثانية لن نركع إلا لله

هذين المعنيين يعطينا دليلاً يقينياً على أن هذا الشعب العظيم المتمثل بشباب وشابات الثورة والمتحركين على الأرض , وقياداتهم الواعية الحازمة قيادات اللجان التنسيقية للثورة , أنهم قد عزموا على اسقاط هؤلاء الطغاة واختاروا طريق اللاعودة عنه ورسموا المستقبل السوري وجعلوا كل القوى الخارجية والداخلية لضميرهم من المعارضة والدول وقالوا , الله معنا ولن نركع إلا لله , ومن يود العون والمشاركة فالساحة موجودة ومن يريد العداوة فالحساب له قادم ومن يبتغي الصمت فنرجو أن يشاركوا مع إخوان لهم في ثورتهم الرائعة

نجمل القول في أن ثورتنا هي :

بخطوط واضحة ومرسومة لابديل عن اسقاط هذه العصابات العاهرة ومحاسبتها حساباً عسيراً على جرائمها , وأن هذا الوطن هو محتل من قبلها والشعوب لاترهقها التضحيات في سبيل التحرر من الإحتلال , وبناء الدولة السورية الحديثة واضح المعالم ستقودها هذه التنسيقيات الرائعة , ولا ترفض الإستفادة من زوي الخبرات لصالح الوطن والمواطن والمستقبل , وأن زمن الاستبداد والحكم الشمولي وحكم الطغاة انتهى للأبد , فالثورة هي بناء جديد لشعب جديد في حياة حرة أبية لكل حر في هذا الوطن ولكل شريف فيه , ومع العزيمة والإصرار على تحقيق ذلك فلا بد من استخدام كل الأوراق والسبل والوسائل الممكنة للإسراع في اسقاط النظام وحفاظاً على الدماء الطاهرة البريئة , لقد حان الوقت للهجوم المعاكس في الحراك السلمي الشامل ومن داخله مايمكن التصرف في اضعاف نفسية العدو بقدر الإمكان , ولن يفقد هؤلاء الأبطال الوسائل المبتكرة لتسريع النصر واسقاط هؤلاء الطغاة

بقي شيئ واحد فقط

عندما يرغب الإنسان بتحقيق هدف ما , لن يحركه لتحقيق الهدف إلا العزيمة , وما أن وجدت العزيمة وجدت الحركة ووجدت الأساليب المبتكرة لتحقيق هذا الهدف ومن ثم يتوكل على الله وينطلق , وفي هذه الحالة لايرى الإنسان إلا هدفه مهما أحاطت فيه من مخاطر معاكسة فإما أن يصل لتحقيقه أو يقضي دونه , ويكون عظيماً عندما يكون الهدف المنشود هو الحق ويكون أعظم عندما يكون فائدة تحقيقه للصالح العام

أيها الأبطال الأعزاء هدفكم واضح وهو هدف الحق والصدق والعدل وطلبتم العون من الله وأنكم لم ولن تركعوا إلا له

فقد عزمتم وتوكلتم على الله والله مع الحق والحق معكم وما النصر بعد ذلك إلا أقرب من لمح البصر بعون الله تعالى.