حول ليبيا وسورية في كلمات قليلة

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

راهن الكثيرون على أن القذافي المجرم ومن معه لن يسقط على أيدي الثوار الأبطال , ولكن لم يخالجني شك في سقوطه عاجلاً أو آجلاً

تشير التقارير الواردة عن حركة الثوار في ليبيا أن الطرق أصبحت ممهدة أمامهم لدخول طرابلس في الوقت القريب العاجل والقضاء على ذلك المجرم القذر والذي كان يقلد في اجرامه ضد شعبه حافظ الأسد وابنه بشار , وليس ببعيد جريمة سجن بو سليم كالتي جرت في سجن تدمر

إن انتصار الثوار في ليبيا وإن شاء الله سيكون قريباً , له فوائد كثيرة لثورتنا المباركة في سورية , ومنها هبوط معنوية النظام وخصوصاً إذا تمكن الثوار الليبيون من إلقاء القبض على القذافي ومكونات نظامه الإجرامي وإعدامهم في باب العزيزية , وثانياً له أثر عالمي وخصوصا على روسيا والصين والمساندين لنظام القذافي وقولهما في أن القضية الليبية لن تحل بالعمل العسكري , كما يروجون لهذه الحالة في حال تهديد النظام السوري بتدخل خارجي , وعندها سيشعر النظام السوري بسيف مسلط على رقبته من قبل الخارج مما يزيد في هبوط معنوياته وخوفه من التدخل الخارجي , وهنا نصيحة لكل أبواق المعارضة اتركوا كلمة التدخل الخارجي وعدم قبولكم فيها , واتركوا الأمر لوقته حتى لاترسلوا دائماً رسائل الأمان والإطمئنان لهؤلاء المجرمين في سورية  

وعلى الأرض السورية وما يجري عليها من تحدي بين فريقين فريق يكافح ويجاهد من أجل أهداف انسانية لاغنى للإنسان عنها في حياته , وفريق يراهن على أن يخسر كل شيء في أن يكون الوضع لاإنسانياً كما كان منذ عدة عقود , هي فئة قليلة تمتلك القوة ولكن هذه القوة بدأت تتآكل في أن استخدامها بات واضحاً للعالم أجمع , في كل طريق غير أخلاقي ولا يقبله لاالعقل الإنساني ولا الشعور فهو ضد أي خلق وضد أي مشاعر وضد أي حرية لأي إنسان كان , فقط يساند هذه القوة من يمثل نفس النظم اللاأخلاقية كالنظام الإيراني وتوابعه , مهما استخدمت القوة في طريق لاترتكز ولو بجزئيات قليلة لمصدر أخلاقي فإن مصيرها الفناء لامحالة

والصراع الآن في سورية يدور بين صراع يرتكز على الحقوق والواجبات والأخلاق والحرية العامة لكل مكونات المجتمع السوري والذي يمثله فريق الثورة , وبين تيار يمثل قلة في المجتمع السوري يرتكز على الجريمة وسفك الدماء والقتل والذل والتركيع والعبودية , وهذه الصفات اللاإنسانية واللاأخلاقية ترفضها شرائع السماء وترفضها شرائع الأرض كلها

هذه الفئة القذرة تحكم عليها كل قوانين العالم بالفناء , وبمختلف أشكال الإعدامات والإذلال لأنها لاتنتمي لفصيلة تسمى الفصيلة البشرية , وإنما حتى الأفاعي أقل ضرراً منها , ولذلك وجدت السلطة في المجتمعات البشرية  , لحماية المجتمعات من هذه الفئات الخارجة عن النمط الإجتماعي والذي يسعى أي مجتمع للسعادة وأن يكون سعيداً في حياته الممتدة عبر الأجيال المتلاحقة ولتأمين السعادة أوجد السلطة والنظام في حياته

نستطيع القول وبثقة تامة أن مصير هذه الفئة القذرة هو الفناء , وأن النصر بيد الفريق الإنساني المتمثل بيد الثوار وأهدافهم الأخلاقية , وبناءاً على ذلك تكون المقارنة بسيطة بين سلمية الثورة , ومقابلة ذلك بإجرام النظام وتوابعه فهذه الفئة المجرمة تجد نفسها في حال انتصار الثورة أن مصيرها الفناء ولذلك تقاوم بشراسة كبيرة , يقابلها في الوقت نفسه الزخم العددي والإصرار والعزيمة عند الفئة الأخلاقية

فأعدادهم ومناصروهم بدأت تقل ومواردهم بدأت تضعف , بينما نلاحظ  على الطرف المقابل للفئة الأخلاقية , أن مناصريها في ازدياد وزخمهم يزيد يوما بعد يوم

بقي أمام هذه الفئة حركة واحدة وهي الزحف بقوة على هذه الفئة وتحطيمها بشتى الطرق وتحطيم مناصروها في الداخل والخارج , وقد تكون الجمعة القادمة هي جمعة اعدام النظام , وبالتالي هذا الشعار يرفض أي حل وسط مع وجود هذه الفئة القليلة والتي لاتنتمي للبشرية بأية صلة كانت لامن الشكل ولامن  الوجود ولا من الحياة.