شعارات الثورة

أحمد عمر العبد الله

شعارات الثورة

أحمد عمر العبد الله

إن الشعارات التي ترفعها الثورات العربية لا تخلو من ذكاء فطري تمتعت به هذه الشعوب . هذه الشعارات التي جمعت بين الذكاء والطرافة المعبرة عن روح الفكاهة والدعابة وحب الحياة الجميلة رغم رائحة الموت المنتشرة في كل مكان ، ورغم أنهار الدماء ، إنها بالمختصر تعبر عن شعب حي توّاق لحياة حرة كريمة .

 مما لفت انتباهي الشعارات التي رفعت عقب خطاب الأسد الثالث وفي جمعة " سقوط الشرعية " الشعار الأول كان :

يا جراثيم وجرذان العالم اتحدوا

الكل يعلم أن هذا الشعار مأخوذ من شعار آخر ألا وهو : يا عمال العالم اتحدوا.

والمشترك بين هذه الفئات ( العمال ، الجراثيم ، الجرذان ) تعرضها للاضطهاد والقمع والاستغلال . غير أن الشعار الثاني كان في زمن مضى . أما الشعار الأول فإنه يعبر عن واقع معاش ، واقع مؤلم لا تهدر فيه كرامة الإنسان وحسب بل تهان فيه الإنسانية بكل معانيها النبيلة .

 نعود للتفصيل بشعار الثورة فكلمة الجرذان مأخوذة من حطاب القذافي حيث نعت شعبه بالجرذان التي يجب القضاء عليها .

أما بشار فقد نعت الثوار بالجراثيم . هذه الجراثيم التي تأقلم على العيش معها . والحق لا مجال له إلا التأقلم مع هذه الجراثيم التي يستعبدها ويسخرها له ولعصابته الإجرامية . هذه الجراثيم التي تشكل السواد الأعظم من الشعب .

 أما الشعار الثاني الذي لفت انتباهي :

الديتول يطهر الجراثيم

شعار ينم عن ذكاء فطري بسيط ولكنه عظيم بمضمونه فلو طبق الرئيس هذا الشعار لانتهت الأزمة السورية ولكنه لا يستطيع لأسباب عدة

أولا: الرئيس أشار إلى أنه لا يمكن القضاء على الجراثيم والشعب بفطرته السليمة رد على أنه يمكن القضاء عليها والتخلص منها.

ثانيا: الجراثيم في نظر بشار إنما هي الشعب أما الشعب فيرى أن الجراثيم هي تلك العصابة التي نهبت وسرقت البلاد والعباد واستعبدتهم .

ثالثاً : الأسد لا يستطيع أن يقضي على الجراثيم وذلك لأن الشعب بكل بساطة هو الجراثيم ولا معنى لمنصب الرئيس من دون شعب فهو أي الرئيس ليس بمقدوره تطهير الوطن من الشعب . أما الشعب فبإمكانه القضاء على الجراثيم التي تعيث نهباً وفساداً ودماراً الوطن ، والوطن من دون هذه الجراثيم أجمل وأبهى و أحلى .

رابعاً : الديتول : ( عند الشعب ) مجموعة الإصلاحات الجذرية التي ينشدها السوريون ، هذه الإصلاحات التي توصلهم للحرية التي يتميز بها الإنسان من الحيوان ، الحرة التي تفتح الطريق واسعاً صوب الجولان والقدس .

 عرفتم الآن لماذا لا يريد بشار استخدام الديتول ، الجواب وبكل بساطة لأنه ... فهمكم كفاية .