شَرَك قرار العفو السوري

وحديث الناطق باسم الجماعة

قرار العفو الصادر عن النظام السوري بتاريخ 31/5/2011م شَرَك تنصبه السلطة الغاشمة في سورية لجماهير شعبنا، وقواه الفاعلة على مختلف اتجاهاتها؛ تحاول فيه أن تخدعه عن هدفه في التصدي لحكمه، وتحرفه عن مسيرته في العمل على إسقاطه، وتبعده عن غايته في الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية لمختلف فئات شعبه .. وهو يهدف من قراره في هذا الوقت لصرف النظر عن حركات المقاومة الفاعلة في الداخل والخارج، كما أنه يرمي إلى تأمين أماكن جديدة للمعتقلين الجدد الذين يجمعهم في سجونه بأعداد كبيرة .. ولقد قاوم شعبنا هذه الاتجاهات جميعاً حتى الآن بتضحيات جسام، وواجه مجازره الدامية بتصميم شجاع، وفدى هذه الأمة بالعزيز والغالي من بنيه وأمنه وراحته .. في هذا الوقت جاء القرار المذكور كي يثير عوامل الاختلاف، ويبث أسباب الفرقة، ويذر قرن الخلاف بين شعبنا في الداخل والخارج، وأمام هذه الحالة الحرجة يخرج علينا من يدعي بأنه الناطق الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين؛ فيقول عن مؤتمر المعارضة في أنطاليا_تركيا أن الجماعة لا تشارك بشكل رسمي، وهناك فقط أفراد من الجماعة مشاركون بشكل شخصي لا يمثلون الجماعة، ويتوسع في الحديث بأن هذه المؤتمرات أولية، وعنده هو بعدها مؤتمرات قادمة، وقد كان أدلى من قبل بحديث آخرمنشور على الفيسبوك أن قرار العفو الصادرعن رئيس النظام في سورية هو خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، ويطالب بإلغاءالقانون /49/ الصادر عام 1980م، والقاضي بإعدام كل من يحمل فكر الإخوان أو منتظما في صفوفهم ..

هذا ما صدر عن الرجل الذي يسمي نفسه الناطق الرسمي باسم الجماعة؛ ومعلوماتنا عن الجماعة هي خلاف ذلك تماماً، فالإخوان المسلمون في سورية يشاركون رسمياً في مؤتمر أنطاليا, وقد ألقى عضو وفدهم "ملهم دروبي" كلمة في المؤتمر .. فهل كانت هذه الكلمة باسمه الشخصي أم هي تمثيل كامل باسم الجماعة .. !؟ ثم إن رأي الجماعة في قانون العفو هو خادع ومتأخر، ولا قيمة له، بل لا جدوى منه، فقد تجاوزه الزمن، والمطلوب من رئيس النظام  أن يطلب العفو، هو نفسه وطغمته من الشعب الذي يعمل على إسقاطه .. والسؤال لماذا يغرد هذا المسمى "الناطق الرسمي" خارج السرب؟ ولماذا يضع نفسه موضع جماعة يسيّرها بهواه ..!؟ وهذا المدعي هو من مجموعة صغيرة معه تحمل على الجماعة رأياً آخر منذ أن تركت القيادة بانتخابات حرة نزيهة، برغم جهد القيادة الجديدة لاسترضائهم، وبذل كل مسعى في هذا السبيل .. لكن الغرور الذي يعشعش في الصدور، والهوى الذي تتبعه النفوس؛ يمنع بعض الإخوة وبكل أسف من الانصياع للحق، ونحن بدورنا نرجو من هؤلاء الإخوة في هذه المرحلة الحاسمة، وفي هذه الأيام التي هي من أيام الله لما تحمل من تباشير النصر، وإرهاصات الفرج القريب أن يفيؤوا إلى وحدة الجماعة، واجتماع كلمتها، وليصغوا إلى قول الله تعالى:"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" ...