ارحل

عبد الله محمود

[email protected]

إرحل   إرحل

ها قد تَجَمّعنا لخلعك زمراً زمرا

 و صوت العزة في أرواحنا قد هدرا

ووقع منا ما لم يكن في بالك قد خطرا

غَضِبَ الشَعبُ فهاج فصار بحرا

سيجرفك من أرضنا أيها الأخبل

هيا ارحل

صبرنا على ظلمك عقودا

أتظن أن الأحرار قد خلقوا لك عبيدا

لقد شاخ تحت نير ظلمك من كان وليدا

ولدنا أحرار على أرضنا وعزنا فيها تليدا

ولا بد لمثلنا أن يعز فيها و لمثلك أن يخذل

 ولا بد لك منها أن يرحل

فارحل

ْشَرَّعنا حرابنا بوجهك المشؤوم

نحطم بها قيد الطاغية الظلوم

واطلقنا صوت الحرية المكتوم

شبابا و شيابا تحدينا عزك المزعوم

فما عاد وزنك الآن بيننا إلا حبة خردل

وكل من أعليت بظلمك غدا الآن الأسفل

هيا ارحل

بل لا ترحل   لا ترحل

صبرنا عليك عمرا والآن عليك لن نعجل

تمهل قدر ما شئت   بغيك تمهل

وانتظر منا ماذا بك سنفعل

عهدا علينا أن تنال منا جزائك الأمثل

تمهل إن حبل المشنقة بأيدينا يفتل

فلا نرحل

لقد عشت على دمائنا و في بيوتنا طفلا مدلل

 وبدلت خيمه الصحراء بغيرها من المخمل

ودفنت نعلك والممزق واتخذا من الحرير جردل

أذل الناس من باع ثوبه وبثوب عدوه بدّل

لا ترحل لا ترحل

وأين سترحل

فما عاد لك من صاحب ولا صديق

كلهم عرفوا زيفك و سدوا أمامك كل طريق

تخلوا عنك كعادة الأوغاد في كل ضيق

فهؤلاء لا يعرفون لا الرفق ولا قيمة الرفيق

وهذا جزاء كل غاشم بدل الصقر بالبطريق

لا ترحل

إنا زاحفون إليك ألوفا تلو ألوف

ها قد وصلنا بعز لرأس الأنوف

وقريبا راس الأفعى مقطوف

وقصر المذلة بطرابلس لا بد مخسوف

بأيدينا بأقوى معول

لا ترحل

قد ولى زمانك والأوان عليك قد فات

وذهب العز المكذوب وضاعت منك المليارات

تذكر الآن كم يتمت ولدانا من شعبك وبنات

كم فجعت الآباء ولوعت الأمهات

كم حرقت قلوب الأخوة والأخوات

فاعلم الآن أن أكفانك بأيديهم تغزل

قريبا سترحل

إلى        سترحل

  في الدرك الأسفل