بلاغ إلى النائب العام بحق الفنان دريد لحام
بلاغ إلى النائب العام بحق الفنان دريد لحام
سيادة النائب العام في جمهورية العدالة والديمقراطية العربية السورية
تحية عربية سورية خالدة .. وبعد :
فإنني أنا المواطن السوري المغرر به – ومثلي الملايين – أرفع إلى عدالة محكمتكم المشهود لها بالعدالة والنزاهة والعفاف والتقى ..هذا البيان ، وهذه الدعوى على الأشخاص الذين غرروا بنا ، وجعلونا نثور ونخرج ونتظاهر ونهتف ضد نظام الحكم وأجهزته الأمنية في بلدنا الحبيب سوريا ، ونطالب بإسقاط الحكم .. وأول هؤلاء الأشخاص الذين غرروا بنا ، هو المدعو (دريد لحام ) ، والمعروف بـ (غوار الطوشي ) .
إنني ومعي ملايين المواطنين المغرر بهم في بلدنا الحبيب سوريا ، وفي سائر جمهوريات أقطار الوطن العربي ، ولاسيما التي تشهد انتفاضات وتطالب بإسقاط أنظمتها الحاكمة الموصوفة بـالفساد و(الدكتاتورية )، والتي يستلم الرئيس فيها الحكم من المهد إلى اللحد ، ثم يورثها لابنه - حتى لو كان أهبلا وعبيطا - أو لأحد أفراد أسرته إن لم يكن له ولد - مثل المزرعة تماما - بل إن إخواننا المغرر بهم في بعض الأقطار، قد أسقطوا أنظمة الحكم في بلادهم من شدة ما غرر بهم .. وحلت الطامة الكبرى في بلادهم ، ولا سيما بعد أن تكشفت لهم البلوى العظيمة بحكامهم ، ومع ذلك ، فهم نادمون أشد الندم لأنهم قد غرر بهم .
لقد أقنعنا هذا المدعى عليه (غوار الطوشي)، بما أوتي من مقدرة على التمثيل والتضليل والتغرير بالناس ، ولاسيما الشباب ، أن رئيسنا (المختار)، هو الذي تآمر على الوطن ، وضيع أرضنا الحبيبة الغالية ، وكان مشغولا عن الوطن بالتآمر على (أهل الضيعة) من أجل الاستيلاء على المخترة، عندما كان قائدا لجيش الوطن وقواته المسلحة ، ووزيرا للدفاع عن الوطن ، وعندما هجم العدو على (الكرم ) واستولى عليه ، بعد أن أمر الجيش بالانسحاب دون أن يسمح له بالمقاومة ، وكان يقصد بـ (الكرم) الجولان الحبيبة المحتلة ، وبـ (الضيعة)، وطننا الحبيب سوريا ، وبـ (المختار) الرئيس نفسه بكل تأكيد ، وبإمكانكم أن تتثبتوا منه عندما يقف أمام عدالة محكمتكم.
كما أوحى لنا أن هذا الرئيس الغاشم المتآمر، فرض على البلاد دستورا مهينا للشعب ، ويشهد العالم كله بمدى تخلفه ، وسلبه لحقوق الشعب ، وجعل الرئيس نفسه - من خلاله- حاكما أبديا ، وأحاط حكمه بنظام حكم بوليسي قمعي ، يتصدى لكل من يعترض عليه بالقتل أو السجن أو التنكيل .. من أجل توريث الحكم لأحد أبنائه من بعده ، وهو ما حصل فعلا . لقد جعلنا ننقم على رئيسنا ، لأنه لا يحترم شعبه ولا يقدره ، مع أن شعبنا – كما يشهد العالم - شعب طموح عزيز كريم ، يستحق التقدير والاحترام والانحناء له ، والاستجابة لمطالبه .. وهو شعب لا يرضى بالذل والمهانة .. وجعلنا نكرهه ، لأنه لا تعنيه إلا مصالحه ومصالح أسرته ، ويعامل الشعب وكأنه عدوه ، ويتودد للصهاينة المجرمين الذين يحتلون (كرمنا)، بدعوى المجاملة في المناسبات ، ويسخر جنوده لقمع الشعب وقتله ، لا لتحرير الأرض ، وحماية الوطن ..وهاهو اليوم – يا سيادة القاضي- يتراجع عن ذلك ، ويعلن أنه لم يقل ذلك إلا من أجل التغرير بأبناء الوطن ، وشبابه بخاصة .. وأن الرئيس الذي قال بحقه ما قال ، هو أعظم قائد على وجه البسيطة ، وأعظم فاتح في التاريخ ، ولولاه لكانت سوريا اليوم عدة دول ، و لكان شعبها الواحد شعوبا وقبائل متفرقة متناحرة .. ولولاه لكانت الجولان اليوم ، أقصد سوريا مستعمرة إسرائيلية ..وأنه كان يكتم ذلك عنا بهدف التغرير بنا ، وحملنا على الثورة ، وهذا ما حصل !
ولقد أقنعنا يا سيادة النائب العام بأسلوبه الماكر، ومن خلال مسرحياته المسجلة بالصوت والصورة ، بأن حاكمنا سلب منا الحرية والكرامة ، وحول وطننا العزيز الغالي ، وطن الأحرار والثوار إلى سجن كبير ، وسجون صغيرة ، ليسهل عليه السيطرة علينا، وذلك عندما شكى لوالده الميت وقال له : إننا لا تنقصنا إلا (شوية) كرامة يا أبي .. لأننا شعب لا يستطيع العيش دون كرامة ، وهذا صحيح يا سيادة القاضي ، ثم هاهو الآن يصرح أن شعبنا لا تنقصه ولا ذرة كرامة ، وأن حاكمه يوزع الكرامة على الآخرين ، فمن أين أتى بالكرامة المفقودة الضائعة منذ زمن ؟ ولماذا يوزع الكرامة على الآخرين ، ويحرم منها شعبه يا سيادة النائب العام؟!
وأقنعنا هذا المخادع أن شعوبنا العربية ، ولاسيما شعبنا السوري الطيب ، مقموعة مقهورة ، وأن في صدورها من الآهات والحسرات ما يطير مركبا ضخما محملا بالركاب إلى أعالي السماء .. وإذا به اليوم يدعي أن آهات الشعوب وحسراتها لا تطيّر ذبابة ، لأنه لا حسرات أصلا ، ولا آهات ، ولا من يحزنون .. وكل شيء عال العال ! أرأيت يا سيادة القاضي كم هو محتال محتال محتال ؟!
كما أقنعنا أن رجال الأمن (المخابرات) هم أناس غلاظ لئام ، فاسدون مفسدون ، مسخرون لحماية الفساد ، وصور لنا الخوف منهم كالخوف من الرب ، وأن المواطن يدخل إلى عندهم ، على حال ، ويخرج على حال آخر؛ فلا القدم قدمه ، ولا الرأس رأسه ، من شدة البطش والتعذيب .. لكي لا ينكر منكرا بعد ذلك ، ولا يفعل معروفا .. فصرنا ننفر من رجال الأمن ونكرههم أشد الكره ، ونكره الذين أتوا بهم من أجل إهانتنا وترويعنا، وهم بدورهم يبادلوننا نفس المشاعر.. ثم هاهو لا ينام إلا على أيدي رجال الأمن الناعمات الرقيقات الحانيات .. ونحن ننام في الزنازين والمعتقلات .. يا سيادة النائب العام!
وأقنعنا أيضا أن مهمة الجيش ورجال الأمن ، هي تحرير الأرض المحتلة (الكرم) وليس قمع (أهالي الضيعة) ، والدعس على رؤوسهم ، وركلهم بالأرجل ، ومطاردة نسائهم وشبانهم .. ثم تبين لنا أنه كان يغرر بنا ؛ وهاهو يا سيادة القاضي ، يصرح أن مهمة الجيش ليس تحرير الأرض المحتلة ، وإنما قمع الشعب ، ومنع المظاهرات التي تطالب بالحرية والكرامة.
ومن المعلوم - يا سيادة النائب العام - أن هذا المندس ، هو الذي روج لكلمة (طز) الشهيرة ، التي حكى لنا أنها على رأس لسان المسؤول ، وأنها كلمة المسئول المفضلة للمواطن الذي يعتز بمواطنيته في بلدنا ، وأخفى عن الجماهير التعميم الصادر، بأن كلمة التخاطب الرسمية مع المواطن هي : يا عيني .. يا روحي .. وبس!
سيادة النائب العام : إن هذا الذي ذكرناه إنما هو غيض من فيض هذا الأفاك الأشر! فهو الذي سن للمواطن أن يسكن في المقابر، وأن يبيع أطفاله ، لعجزه عن توفير الحليب لهم ،وهو الذي ادعى أن الحكومة تاجرت بأرواح الشهداء ، الذين دافعوا عن الوطن ، وفتحت الباب على مصراعيه للمقربين للنهب والسلب والفساد باسم الوطن والوطنية .. وما حكاية شاكر و(الفراري) و(مقلع تشرين) ، واستغلال حاجة زوجة الشهيد ، وتجارة الحروب ، وتأجيج الحرب الطائفية في لبنان ، عنكم ببعيد.
لقد غرر بنا هذا المهرج المخادع ، وأغرى بنا على حكومتنا ، حتى وقع الفأس بالرأس ، وانتهى الأمر! فما عاد يجدي معنا نفعا إلا المضي في هذا الطريق ، طريق الثورة ، الذي بدأناه بعد أن سالت الدماء ، وانتهكت الأعراض ، وأهينت الكرامات ، وحوصرت المدن بالدبابات ، وأوغلت عصابات القتل والشبيحة في الإجرام وروع الآمنون ، وما عاد ينفع معنا التراجع ، حتى لا يضحك علينا الناس ، ويظنون فعلا أننا مضحكة !
وإذا أردتم أن تحاسبوا ، فحاسبوا من غرر بنا ، حاسبوا دريد لحام ، وشلته المندسة التي غررت بالشعب على الحكومة ، ثم إذا وقع الفأس في الرأس – كما أسلفنا – تنكرت لكل ما صدر عنها، وادعت البراءة والطهارة والوطنية والحرص على الوطن .. والخوف من الله رب العالمين!
ولذلك فإنني باسم الملايين المغرر بهم في وطننا الحبيب سوريا ، وعلى طول الوطن العربي وعرضه ، أطالب عدالة محكمتكم الموقرة ، أن توقع بالمتهم أشد العقوبة ،على ما جنى علينا ، وعلى وطننا ، كما أطالب أن تحجروا عليه ، وتمنعوه من ممارسة التهريج ، لأن أرواح الشعب ليست لعبة له ولا لغيره ، ولكي يكون عبرة للمضللين والمغررين والمندسين في أوساط الجماهير، الذين لا هم لهم إلا التهييج على الوطن ، والتغرير بأبنائه الطيبين المسالمين ، من أجل الوصول إلى كسب احترام الشعب وتعاطفه ، والترويج للبضاعة .... ودمتم سندا وعونا لكل المظلومين ، والله يحفظ الوطن وينصر الشعب .
التوقيع : مواطن مغرر به