أين الممانعة والمقاومة

عبيد الله شدهان

كشف رامي مخلوف حقيقة الأمر عندما قال أمس أن أمن إسرائيل من أمن سوريا ، فإذا ضاع النظام الأسدي ضاعت إسرائيل .... لقد صدق وهو كذوب  وهذا ماكررته عشرات المرات منذ عشرة سنين ، وها أنا أكرره :

يؤلمني كثيراً أن بعض الإسلاميين في العالم العربي لايعرف حقيقة النظام الأسدي الصفوي الباطني الذي اشتهر بالتغميز على اليسار والذهاب من اليمين ، الذي يتقن الباطنية والتقية ، ويضحك على العرب ، وخاصة بعض الإسلاميين ، النظام الأسدي الذي قتل قرابة مائة ألف من الإسلاميين في سوريا ولبنان وفلسطين .... ومازال بعض رموز الإسلاميين يرونه ممانعاً ومقاوماً ضد الصهاينة ....ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، ونشكو أمرنا لله ....وبعد :

كان الأسد الكبير يصف نفسه ببطل الصمود والتصدي ، ولقاء هذا الوصف نهب ثروات الخليج العربي وفرغها في حساباته وحسابات أولاده وأزلامه المقربين ، ثم جاء الأسد الصغير وأطلق على نفسه بطل الممانعة والمقاومة ، ولكن الخليج لم ينخدعوا به كما خدعهم أبوه ، ولم يقدموا له ثرواتهم أو بعضها كما فعلوا مع والده ، لذلك سماهم ( أنصاف الرجال ) ...وراح يطنطن طوال الأعوام (2005- 2006 – 2007) بأنه بطل المقاومة والممانعة ....

واستمر العدوان الوحشي على الشعب العربي الفلسطيني في غزة ، قرابة شهر، وتسرح الطائرات الصهيونية وتمرح في سماء غزة ، وتحشد القوات البرية دباباتها على مشارف غزة ، وجبهتها الشمالية آمنة ، مع لبنان تقوم قوات اليونفيل بحراستها ، ومع سوريا تقوم قوات بشار الأسد ( قوات المقاومة والممانعة الأسدية ) بحراستها ، ومنع العصفور أن يطير فوق الجولان المحتل ...

وصرح السيد رجب أوردغان أنه سيوقف توسطه للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بعد أن آلمه  عدوان الصهاينة الوحشي والحاقد على أهل غزة ... ولكن بشار الأسد كان قد صرح قبل مدة قليلة بأنه سيجعل المفاوضات مباشرة مع الصهاينة ، وكأنه يقول لم أعد بحاجة للأتراك لمفاوضات غير مباشرة ، سوف أجعلها مفاوضات مباشرة ...

وأضع رأسي بين كفي ، أحاول أن أفهم !! هل انتهى زمن التغميز على اليسار والذهاب من اليمين !!! وهل جاء وقت التغميز على اليمين والذهاب من اليمين !!؟ علناً جهاراً ونهاراً ، مفاوضات مباشرة مع الصهاينة ... وهل المفاوضات المباشرة نوع من المقاومة والممانعة !!!؟

ويخرج مئات وربما ألوف الفلطسنيين من بغداد خوفاً على دمائهم من الصفويين الذين يذبحون المسلمين على الهوية ، ويتقصدون ذبح الفلسطينيين ، وخوفاً من الأمريكيين كذلك ، ويعسكرون في خيام على الحدود السورية ويبقون فيها أكثر من سنتين ، وبشار الأسد يرفض دخولهم إلى سوريا ، علماً أنه في سوريا  مئات الألوف من الفلسطينيين ، منذ عام النكبة ، ولو دخلوا يمتصهم إخوانهم الفلسطينيون  بسهولة ، ولم يسمح لهم مع أنهم بضع ألوف كما قلت ، لكنه سمح لمليون أو مليون ونصف عراقي بالدخول لأنهم ( ......) ...حتى فرج الله هم الأخوة الفلسطينيين عندما سمحت البرازيل أو الأرجنتين أوكلاهما بالتوجه إليها...وكان ذلك ،ونجحت إسرائيل في إبعادهم عن المنطقة كلها ... ونفذ بشار ما أرادته إسرائيل ....ومازال بعض العرب ، بل بعض الإسلاميين  مع شديد الأسف المؤلم  يسمونه نظام مقاومة وممانعة ، ولاحول ولاقوة إلا بالله ...... رادته إسرئايل أرادته.

                

الممانعة الأسدية  -2

عندما دخلت مذبحة أهلنا في غزة أسبوعها الثالث ، ثم توقف إطلاق النار، ونظام الصمود والتصدي ، نظام الممانعة والمقاومة مازال ساكتاً بل أخرساً ، تمنينا لو حشد قواته على حدود الجولان ، ليخيف العدو الصهيوني فيخفف ضغطه على أهلنا في غزة ، ولكن حتى هذه الحركة الرمزية لم يفعلها النظام الأسدي نظام الممانعة والمقاومة ....

نظام الممانعة في دمشق ، نظام الصمود والتصدي في زمن الأب ، ونظام الممانعة والمقاومة في زمن الابن ، تذلل اليوم علناً للصهاينة ، وطلب بشار  منهم أن يقبلوا المفاوضات معه ، من الصفر ، بدون الجولان ، وصرح على لسان وزير خارجيته ( وليد المعلم ) أن تحرير الجولان غير مهم ، المهم المفاوضات والمصالحة والسلام ...ففي الوقت الذي حث فيه الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على استئناف المفاوضات والتأكد مما إذا كانت دمشق تمارس أي خدعة، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق لا تضع استعادة الجولان السوري المحتل كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل .

المعلم لايهمه الانسحاب من الجولان:

ونسبت صحيفة ( واشنطن بوست ) الأمريكية للمعلم قوله : إن النظام السوري لا يطلب من إسرائيل أن تلتزم بإعادة الجولان كشرط مسبق لبدء المفاوضات ، المهم أن تبدأ المفاوضات ، وكل شيء يهون بعدها.

[ لأن الأهم هو بقاء النظام الأسدي في الحكم ، وليس تحرير الجولان ، كما يريد النظام الأسدي أن يكسب نصيراً آخر قوياً  يحميه من المحكمة الدولية بعد النظام الإيراني الصفوي ، وهو النظام الصهيوني بعينه  . 

والجولان ليس على قائمة الأولويات الأسدية ، التي يهمها أولاً البقاء في الحكم ، وثانياً رضى أمريكا عنها وإعادتها إلى وظيفتها التي داوم فيها الأسد الأب بضعة عشر عاماً ، وفشل الابن في الاستمرار بتلك الوظيفة فطردته الإدارة الأمريكية من وظيفته في دائرة عملاء أمريكا ] ...

وقال المعلم في حديث للصحيفة الأمريكية: "ليس هناك من شروط مسبقة. أي حوار بناء يجب أن يبدأ بدون شروط مسبقة"، مضيفاً في الوقت نفسه أن الهدف لا يزال "استعادة كل الأراضي السوريةالمحتلة".

وقال المعلم رداً على سؤال؛ أن بلاده ليست ضد الولايات المتحدة وعلى العكس فإنها تريد أن تكون جزءاً من حوار إقليمي سيخدم مصالح واشنطن في المنطقة. واعتبر المعلم، وحسب مقتطفات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ؛ أن الولايات المتحدة والمنطقة في مفترق طرق فإما أن نذهب نحو الاستقرار أو ستنهار المنطقة كلها وتسيطر عليها الحروب الدينية والمتطرفين.

النظام الأسدي يبعث وثيقة للصهاينة تؤكد جديته في التفاوض :

وعلى خط العلاقات بين سوريا وإسرائيل، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن القيادة السورية أرسلت وثيقة رسمية مكتوبة إلى الحكومة الإسرائيلية بواسطة ديبلوماسي أوروبي،أكدت فيها استعدادها الفوري لإجراء مفاوضات سلام بصورة سرية للغاية وغير رسمية، وتضمنت أربعة بنود.

وجاء في البند الأول من الوثيقة التي حصلت عليها القناة من مكتب رئيس الحكومة أيهود أولمرت، أن سوريا تتعهد أمام إسرائيل، بعدم شن حرب عليها في الصيف المقبل (2007) ، وأن وجهتها إلى السلام فقط.

وفي البند الثاني، تؤكد الحكومة السورية أنها تستطيع السيطرة على "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس)، وتحديداً على رئيس مكتبها السياسي ( خالد مشعل !!!! )  الذي يتخذ من دمشق مقراً له، وأنها قادرة على إحراز تقدم في صفقة تبادل بين "حماس" وإسرائيل في ما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وعلى تطويع "حزب الله" اللبناني، وأنها ستزود اسرائيل بمعلومات مؤكدة حول مصير الجنديين الإسرائيليين ( الداد ريغف وايهود غولد فاسر لدى الحزب.

لانريد الانسحاب من الجولان  :

البند الثالث يشير الى أن سوريا مستعدة لان تكون هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح، ولإقامة المصانع والمشاريع الاقتصادية الأخرى بمشاركة الإسرائيليين والأميركيين في المنطقة.

ويتطرق البند الرابع من الوثيقة إلى مد سكة حديد من مدينة حيفا إلى إسطنبول في تركيا عبر الأراضي السورية .

النظام السوري يوسط عمير بيرتس  وتسيبي ليفني :

وأفادت القناة الثانية استناداً إلى مصادر سياسية اسرائيلية وأوروبية رفيعة المستوي، بأن السوريين بدأوابإرسال رسائل السلام إلى وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، لأن القيادة في دمشق " توصلت إلى اقتناع بأن هاتين الشخصيتين على استعداد لدراسة الأفكار والمقترحات السورية". ولفتت إلى أن أولمرت، الذي التقى مع الشخصية الأوروبية، رد على الوثيقة بالقول أن سوريا ملزمة أولا ً بأن تثبت لإسرائيل بالأعمال وليس بالكلام، بأن وجهتها إلى السلام.

في سياق متصل، أكد أولمرت في المؤتمر الصحافي مع بلير أن "إسرائيل ترغب بتحقيق السلام مع كل دولة عربية ومن ضمن ذلك بالطبع سوريا، ومن المؤكد أننا نريد تحقيق سلام معها. ونأمل أن تمكننا الشروط التي ستولد في المستقبل، من القيام بعملية تؤدي الى تحقيق سلام أيضاً مع سوريا.  

هذا ما يقوله النظام الأسدي للإدارة الأمريكية ، وللعصابات الصهيونية ، بينما يقول للشعب العربي ، وخاصة في شوارع بيروت أنه نظام الممانعة والمقاومة ضد أمريكا وعملاء أمريكا ....

وقد استجاب أولمرت أخيراً ، وبدأت المفاوضات غير المباشرة بين النظام الأسدي وإسرائيل في تركيا ، وقبيل حرب غزة أعلن بشار أنها ستتحول قريباً إلى مفاوضات مباشرة ، هذا وقد وقف الصهاينة علناً إلى جانب النظام السوري ، وطلبوا من ( ساركوزي ) دعم النظام السوري ، وتسويقه في أوربا ، كما يبذل الصهاينة جهوداً لإقناع أمريكا كي تعيد ثقتها وصلتها بالنظام الأسدي ... وهذا مايريده ( المعلم ) من المفاوضات أما إعادة الجولان فليست مهمة كما قال .

                

الممانعة الأسدية  -3

عندما يصرح رامي مخلوف ابن خال بشار أن أمن إسرائيل مرهون بأمن النظام السوري ، يؤكد ماكتبته منذ أكثر من عشر سنوات ، ونشرته في عدة مقالات عن نظام الممانعة الأسدي ، وأعيد نشرها اليوم .....

كشفت الحرب الصهيونية على غزة ، تخاذل الأنظمة العربية القائمة ، وهذا ليس جديداً على من قرأ نكبة (1948م) عندما ضاعت فلسطين ، لكن الجديد هو انكشاف سوءة أنظمة الممانعة والمقاومة ، وريثة نظام الصمود والتصدي ، انكشافها على عامة العرب ، أما أبناء الحركة الإسلامية في سوريا ( أكرر في سوريا ) فيعرفون هذا حق المعرفة ، وصرحوا به مرات ومرات ، وكتبوه عشرات المرات ، وفي هذا الموضوع يوثق الباحث مايطرحه ويكشفه للعرب ؛ من حقيقة النظام الأسدي الذي يدعي الممانعة والمقاومة .

 شارون  يفاوض النظام الأسدي :

كشف المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الصهيونية ( زئيف شيف ) : أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أريل شارون أجرى اتصالات سرية مع سوريا في العام 2004.

وأكد (شيف ) أن ممثلين عن شارون عقدوا لقاءات سرية مع السوريين في سويسرا، مشيراً إلى وجود وثائق حول هذه اللقاءات، تم جمعها في ملف أصبح يعرف باسم "الملف السويسري". وقال إن شارون أوقف هذه المحادثات مع السوريين لأنه "يدرك الثمن" ويعارض انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان .

المهم هي المفاوضات وليس الجولان  :

[ لكن النظام الأسدي اليوم تخلى عن المطالبة بالانسحاب من الجولان ، إنه يريد المفاوضات وإقامة علاقات حسن جوار لعل الصهاينة ينقذون رقبته من حبل المشنقة الدولية ...وقد صرح وزير الخارجية السوري بأن الانسحاب من الجولان ليس شرطاً لبدء المفاوضات ] ..

 وإنه ( أي شارون )  أفشل في العام 2003 اتصالات أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي في حينهسيلفان شالوم مع شقيق الرئيس السوري بشار الأسد ( أي ماهر الاسد ) وشقيقة الرئيس السوري ( أي بشرى الأسد ، زوجة آصف شوكت )في الأردن.

وكانت الحرب على العراق بدأت ، وعندها طلب شارون من شالوم إرجاء الاتصالات مع السوريينلمدة شهر، وبعدما تسربت تفاصيل حول هذه الاتصالات لوسائل إعلام (على ما يبدو من مكتب شارون)، تم وضع حد لها.

اتصالات مستمرة  :

وشدد (شيف) على أن "جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل، بدءاً من اسحق شامير، أجروا اتصالات مع سوريا"، وانتقد ( شيف ) المسؤولين الإسرائيليين الذين يعارضون إجراء محادثات مع سوريا "مستندين إلى الإدعاء بأن الرئيس الأميركيجورج بوش) يطلب من إسرائيل عدم إجرائها بسبب أداء السوريين في ما يتعلق بالعراق ولبنان وبسبب دعمهم الإرهاب الفلسطيني".

كما أكد أن اللواء في الاحتياط ( أوري ساغي ) الذي كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أجرى محادثات كثيرة مع السوريين، ونقل عنه أن "المحادثات مع دمشق ليست أمراً مرغوباً به إنما هو ضرورة".

[ وهكذا فالمحادثات بين النظام السوري والصهاينة لم تنقطع في يوم من الأيام ، بل هي مستمرة ، والتنسيق بينهما على قدم وساق ] .

تباطؤ الصهاينة جعل السوريين يتخلون عن مطلب الانسحاب من الجولان :

 وكتب (تومي لبيد ): في صحيفة (معاريف) الصهيونية يوم  20/12/2006  يقول :

يطلب الجميع الآن أن تستجيب حكومة إسرائيل، بلا تأجيل لا داعي له، إلى دعوة الرئيس السوري الأسد إلى بدء تفاوض سلمي. كما هي رغبة إسرائيل عندما كانت ما تزال تتصرف كدولة مستقلة لا كرعية لأمريكا، كان فيها التفاوض المباشر، بلا أية شروط مسبقة لب السياسة الاسرائيلية في الشرق الاوسط - يكتب (عاموس عوز).

قيلت نفس الأقوال وكُتبت بأقلام نفس المتكلمين قبل أن يعلن وزير الخارجية السوري أيضا بأن سورية مستعدة للتفاوض بلا أية شروط مسبقة. أي من غير أن تلتزم اسرائيل سلفا بالانسحاب من الجولان. لو استجابت الحكومة لنداء طالبي السلام السريع، لكان يفترض أن تعلن سلفاً عن تخليها عن الجولان. ولكن لأن الحكومة لم تبادر بردها، خفض السوريون الثمن وهم مستعدون الآن لبدء مباحثات من نقطة الصفر، لا من المكان الذي وقفت عنده ومن غير التزام النزول عن الجولان.

وتحت عنوان :

لايتنازل أولمرت عن الجولان ويتذرع بالرفض الامريكي حتى لا يفاوض السوريين .

كتب (جدعون سامت) في صحيفة (هآرتس)  الصهيونية يوم (20/12/2006 ) يقول :

واشنطن تعارض إسرائيل في محادثات مع سوريا :

من خلف تصريحات أهود أولمرت الغامضة حول التمسك بالمعارضة الامريكية للمفاوضات مع سورية، تختفي ذريعة واهنة صادرة عن رئيس وزراء يفتقر إلى الأجندة، إلا أنها في نفس الوقت إحدى المسائل الأكثر جوهرية التي تتعلق بالمستقبل الاسرائيلي. رئيس الوزراء أيهود ألمرت  تُشن عليه الانتقادات كذلك لرفضه التحدث مع دمشق وانتظاره لل أوكي من واشنطن. عاموس عوز مثلاً انضم اليهم في الأمس. وليس صحيحاً أن أولمرت لا يملك أجندة. لديه أجندة كاملة وهي تكاد تنفجر من كثرة اللاءات التي توجد فيها. لا لسورية، لا للتفاوض مع القيادة الفلسطينية، لا لازالة البؤر الاستيطانية المستخفة بالقانون، لا للخطوات التي تُقلل من معاناة السكان في غزة، لا، ولا لتغيير أسلوب رئيس الوزراء المتغطرس.

إلى جانب كل هذه اللاءات توجد في فم أولمرت نعم كبيرة. هو يقول نعم ل لا التي تصدر عن جورج بوش. في الموضوع السوري هو يتشبث بذريعة لأنه لن يعترف بالسبب الحقيقي: هو ليس مستعداً للنزول عن هضبة الجولان، وهو الذي كان قد قال في أحد تصريحاته المتعثرة قبل مدة غير بعيدة أن الجولان سيبقى إلى الأبد في أيدينا طالما بقي هو رئيسا للوزراء. سيتضح فيما بعد إلى أي حد كان حكم اولمرت أبدياً. وحتى ذلك الحين هو يفضل عدم التورط في خطوة سياسية خطيرة بالنسبة له مثل الموافقة على ترحيل عشرات الآلاف في الشمال والانسحاب إلى طبرية .

واليوم يكشف النظام الأسدي أنه يسعى إلى تمتين حكمه ، ودعم كرسيه المهتز ، بالتفاوض مع الصهاينة ، لمعرفته أن الصهاينة يضغطون على الإدارة الأمريكية من أجل إعادة النظام السوري إلى دائرة عملاء أمريكا ....